شؤون عربية و دوليةمثبت في الرئيسية

هل تخلت تركيا أردوغان عن الإسلام السياسي وغلبت مصالحها الإقليمية؟

شعاع نيوز – قالت مجلة “إيكونوميست” إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ يقدم في قصره شراب المانجا العام الماضي، ولكن المسؤولين في حزب العدالة والتنمية، الذين أحبوا الشراب اندهشوا عندما علموا أن المانجا هي هدية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

سياسة فقدت زخمها

كإسلامي قدم أردوغان دعمه الكامل للإخوان المسلمين الذين أطاح بهم السيسي عام 2013، كما ودعم الربيع العربي الذي أنهى حكم حسني مبارك عام 2011. وعندما سيطر السيسي على السلطة قدم أردوغان الدعم للاخوان ومنح للهاربين من قادتهم ملجأ آمنا في تركيا ووصف الرئيس السيسي بالطاغية.

وتقول المجلة إن الإسلام السياسي في تركيا حقق تقدما قليلا وأقل مما كان يطمح أردوغان به، إلى جانب مصر دعمت تركيا الأحزاب الإسلامية في سوريا وتونس وليبيا. وحاول أردوغان ووزير خارجيته في حينه أحمد داوود أوغلو التعجيل بنهاية النظام القديم وتعزيز تركيا وتأثيرها بالمنطقة.

 لكن السياسة فقدت زخمها عندما سيطر السيسي بعد عامين على السلطة في مصر وتدخل الروس في سوريا، واليوم بدأ أردوغان ببناء الجسور، حيث صافح في تشرين الثاني/نوفمبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاح مباريات كأس العام في قطر، وقد عبدت أشهر من المحادثات بين الدبلوماسيين ورجال المخابرات من البلدين الطريق أمام هذه اللحظة.

عهد جديد

وأصلح أردوغان العلاقات مع معظم الدول التي عانى معها من مشاكل وتحدث عن “عهد جديد” في العلاقات مع السعودية والتقى في الصيف مع ولي العهد محمد بن سلمان. وعقد أردوغان اتفاقيات تجارية جديدة مع الإمارات العربية المتحدة .

دوافع مختلفة

وأغضب أردوغان أنصاره الإسلاميين عندما أعاد العلاقات مع إسرائيل التي قطعها بعد قيام كوماندو إسرائيلي بالهجوم على سفينة مساعدات لغزة عام 2010 ، بل وحاول التواصل مع الرئيس بشار الأسد في سوريا.

دوافع أردوغان مختلفة، فهو يريد المال الخليجي لدعم الليرة التي فقدت قيمتها، على الأقل لحين الانتخابات في حزيران/يونيو. وتعهدت الإمارات باستثمار 10 مليارات دولار ووافقت على تبادل عملة بقيمة 5 مليارات دولار بشكل زاد من احتياطي الدولار الذي نضب.

لكن ضبط العلاقات جاء بثمن، فقد وافقت تركيا على التخلي عن التحقيقات في قضية مقتل خاشقجي ومنحت القتلة فرصة للإفلات من العقاب. كما أمرت القنوات المعارضة للأنظمة في الخليج ومصر بتخفيف نبرتها. وقررت قناة واحدة على الأقل وقف عملياتها في تركيا. وستطالب دمشق بثمن للتطبيع، فصفقة مع الأسد ستجبر تركيا على قطع صلاتها مع الجماعات المسلحة.

تقول دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية. يبدو الإسلام السياسي قوة لا أهمية لها في السياسة الخارجية التركية، على الأقل الجماعات الإسلامية في العالم العربي.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى