مقالات

أوقفوا الحرب فورا..أوقفوا حرب الإبادة

أوقفوا الحرب فورا

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – ما يجري في قطاع غزة هو عمليا حرب من طرف واحد، وليست حربا بين طرفين بينهما اي نوع من التوازن العسكري، ما يجري هو ان آلة حرب ضخمة، تمتلك قوة تدميرية هائلة ومتطورة، وتقوم بإزاحة كل شيء من طريقها البشر والحجر والشجر وكل البنى التحتية. وإذا لم تتوقف الحرب الآن وفورا فإنه وبعد اسابيع سنكون جميعنا امام كارثة انسانية يصعب تخيلها. وحينها كل كلام في السياسة لا يعود له اي معنى، لان تلك الكارثة قد تكون اكبر من اي كلام لذلك يجب ان تتوقف الحرب فورا.

كل عاقل، كل انسان يمتلك الحد الادنى من انسانيته، يجب ان يكرس كل جهده ويتعاون مع أوسع دائرة في العالم من أجل وقف الحرب. والايام الاخيرة اثبتت ان إسرائيل تتمتع بضوء اخضر عالمي طويل الاجل، بغض النظر عما تقوم به من جرائم. ما يجري في قطاع غزة هو حرب إبادة مسكوت عنها بل وتحظى بتغطية سياسية كاملة، ولا نسمع سوى بعض النقد الشكلي او مطالب خجولة بعدم المبالغة بالقتل، بمعنى اقتلوا ولكن دون اثارة الكثير من الضجيج.

حتى هذه الطلبات الخجولة لم تعد إسرائيل تعيرها اي اهتمام، فهي تتعمد اظهار المبالغة في القتل، كيف يمكن القبول بإخلاء مستشفى من المرضى والجرحى ودفعهم الى للشارع بقوة السلاح؟ والقبول وفي اليوم ذاته بقصف مدرستين على رؤوس من لجأوا اليها طلبا للحماية، والنتيجة الف انسان فلسطيني يقتلون في 24 ساعة، اطفال نساء من كبار السن وشباب وشابات، والعالم لم ينبس بكلمة واحدة جدية. هذه المبالغة بارتكاب الجرائم هي بمثابة رسالة دم بشعة ان الحرب لن تتوقف قريبا، وان آلة الحرب المتوحشة ستواصل سياسة الابادة الجماعية.

الأرقام لا تكفي لنقل الصورة التي تقترب شيئا فشيئا من الكارثة الكبرى، لنسأل انفسنا كيف يعيش مئات آلاف الفلسطينيين، من اطفال ونساء، وكل فئات الشعب تحت القصف وفي البرد والمطر كيف يأكلون ويشربون؟ كيف يحصل المصابون بالامراض المزمنة على الادوية وأولئك من يغسلون الكلى؟

أين ينامون وأي أمراض سارية بدأت تتفشى بينهم؟

أليس أهل غزة من البشر؟


اقرأ\ي أيضاً| جبهة الضمير الإنساني التي نحتاجها


بعضنا لا يزال يعيش في دائرة الشعبوية الفارغة ويرفضون رؤية ان الحـرب تجري من طرف واحد يمتلك آلة قتل فتاكة، الشعبوية مرض أبشع من مرض الصمت لأنها تغيب العقل وتحجب الحقيقة، المسألة ليست استعراض عضلات انشائية وشعارات فارغة، علينا ان نتوحد من اجل وقف الحرب، ونكرس كل جهدنا لوقف الحـرب. هذا هو الهدف المباشر، ان نمنع حصول الكارثة الانسانية بشكلها الأكثر بشاعة، خصوصا ان لا بادرة ان يتحرك ضمير صناع القرار كما نتمنى، وهم يصمون آذانهم عن صوت الرأي العام عندهم ولا يزالون متمسكين بدعم حرب الابادة، رغم كل مظاهر المعارضة في دولهم.

لعل من واجبنا ان نرى المشهد كما هو وليس كما يصوره البعض لنا بهدف تمرير اجندات تخدم مصالحهم، المشهد هو حرب ابادة، علينا ان نكافح موحدين من اجل وقفها، من واحبنا ان نقف مع جماهير شعبنا في غزة بالطريقة الاكثر نفعا لهم ولنا، وهي نعمل على وقف الحـرب. ولعل من واحبنا التحذير من ان استمرار الحرب لفترة اطول لا يعني فقط كارثة إنسانية فظيعة في غزة، بل التحذير انه قد تنقل إسرائيل المشهد ذاته الى الضفة وتصبح الكارثة نكبة واسعة.

ان من يمتلك قرار وقف الحـرب الولايات المتحدة الأميركية، في هذه اللحظة ادارة الرئيس بايدن، لذلك تسلط الضغوط وان تتوجه اليهم، هم من يسمحون باستمرار حـرب الإبادة الجماعية، وهم من بيدهم وقفها.

والمسألة هنا ليست تحميل مسؤوليات لان هؤلاء لا يكترثون ولا يفكرون الا بمصالحهم، لذلك الضغط المتواصل هو الحل حتى نحقق هدف وقف الحرب وانقاذ ما يمكن انقاذه في قطاع غزة ومن القضية الفلسطينية. ليكون شعارنا الموحد من الآن فصاعدا: أوقفوا الحـرب فورا. اوقفوا حـرب الابادة. فلا هدف أسمى منه في هذه المرحلة.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى