شؤون عربية و دولية

هاريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

شعاع نيوز- دعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس  إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، ما يشكل ضغطا على إسرائيل في وقت تواصل محاربة حركة حماس بلا هوادة في القطاع الفلسطيني المهدد بمجاعة.

وقالت هاريس “نظرا إلى حجم المعاناة في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار خلال مدة الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو الأمر المطروح حاليا على طاولة المفاوضات” بين إسرائيل وحماس.

وتعتبر تعليقات هاريس من بين أكثر التعليقات حدة حتى الآن على لسان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية.

وهاريس أول مسؤولة أميركية رفيعة تدعو علنا إلى وقف النار في القطاع المحاصر.

ومن خلال دعوتها أيضا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة، تكون هاريس قد وجهت أكثر الانتقادات لإسرائيل حدةً يصدر حتى الآن عن مسؤول أميركي كبير منذ بدء الحرب.

وقالت هاريس “على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا توجد أعذار”، مضيفة أن إسرائيل “يجب أن تفتح نقاط عبور جديدة” و”ألا تفرض قيودا غير ضرورية على إيصال المساعدات”.

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، تعكس تصريحات هاريس، الجهود الأخيرة التي تبذلها إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق، كما تظهر لهجتها، الأكثر حدة وإلحاحا، الإحباط المتزايد لدى البيت الأبيض تجاه إدارة إسرائيل للحرب في غزة، حيث تأتي، بعد أسابيع قليلة من وصف الرئيس الأميركي جو بايدن رد إسرائيل على الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر بأنه “مبالغ فيه”.

وفي السياق ذاته، اعتبر موقع “أكسيوس”، أن تصريحات هاريس، تضمنت “الاعتراف الأكثر شمولا من جانب إدارة بايدن بالمعاناة في غزة وأقوى دعوة لوقف إطلاق النار”.

وأضاف الموقع، أن التصريحات تأتي ضمن الضغوط التي تفرضها إدارة بايدن، من أجل وقف عاجل لإطلاق النار وإبرام اتفاق للرهائن، قبل بدء شهر رمضان يوم 10 مارس أو 11 منه.

وبدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على منصة إكس إن “من الضروري أن نزيد تدفق المساعدات إلى غزة”.

وأضاف “الناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء وأشكال مساعدة أخرى. لهذا السبب تعمل الولايات المتحدة على إيصال مزيد من المساعدات من خلال كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك عمليات الإنزال الجوي”.

وسببت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر، كارثة إنسانية ومجاعة “لا مفر منها تقريبا” بالنسبة إلى 2.2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من سكان غزة، وفق ما ذكر ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

والسبت، أعلنت الولايات المتحدة، أبرز الداعمين لإسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، أنها بدأت إنزال مساعدات جوا في غزة على غرار دول عدة نفذت خطوات مماثلة خلال الأيام الماضية.

وتأتي التصريحات الأميركية في وقت استؤنفت المحادثات الأحد في محاولة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل والحركة الإسلامية الفلسطينية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الأحد أن “صعوبات جديدة” طرأت على مفاوضات التوصل لصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “عرض الوسطاء على حماس اقتراحات مختلفة عن تلك التي تم صياغتها في محادثات باريس، لكن حماس رفضت العرض”.

وذكرت الهيئة أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد بارنياع تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أبلغه فيه أن الرد الذي تلقاه من حماس “تصر فيه على عدم إعطاء إجابات على قضية نقل أسماء المختطفين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة”.

وأشارت الهيئة إلى أن شرط تسلم قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء لم يتم بقرار رسمي من الحكومة، بل جاء بطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى رئيس الموساد والذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون “شرطا جديدا قد يضر” بالمفاوضات.

ونسبت الهيئة إلى مسؤول كبير مطلع على تفاصيل المفاوضات قوله “بدون القائمة المطلوبة لا معنى لأشياء أخرى ومن المستحيل التفاوض، وهناك صورة واضحة وهي أن قائد حماس في غزة يحيى السنوار اتخذ قرارا بأنه يريد الفوضى وسفك الدماء في رمضان”.

وأفاد تلفزيون (القاهرة الإخبارية) الأحد، نقلا عن مصدر رفيع المستوى، بانتهاء اليوم الأول من المباحثات التي تجرى بمشاركة مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة حماس في القاهرة، والتي تهدف للتوصل إلى صفقة للتهدئة وتبادل الأسرى بين إسرائيل والحركة.

وأضاف المصدر أن المفاوضات ستُستأنف الاثنين، دون ذكر تفاصيل أخرى.

كانت مصادر عربية وحزبية فلسطينية، قالت الجمعة إن المفاوضات جاءت بعد إحراز “تقدم” في جولة المباحثات الفنية التي جرت في قطر وشارك فيها ضباط إسرائيليون في مفاوضات غير مباشرة مع حماس برعاية الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين.

ينص الاقتراح الذي تقدمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة، في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ويأمل الوسطاء في أن يتم الاتفاق بشأنه قبل حلول شهر رمضان في 10 مارس أو 11 منه.

وأعلن مسؤول أميركي السبت أن إسرائيل وافقت مبدئيا على بنود المقترح، في حين لم تؤكد الدولة العبرية ذلك.

وقال مصدر في حماس “إذا تجاوبت إسرائيل” مع مطالب الحركة “يصبح الطريق ممهدا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة المقبلة”.

وشدد على أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 تراعي في المفاوضات “المرونة التي تحقق التوصل لاتفاق لوقف العدوان والحرب، والانسحاب العسكري من القطاع لتمكين شعبنا من الرجوع إلى شمال القطاع”، وضرورة “إدخال ما لا يقل عن 400 إلى 500 شاحنة يوميا من المساعدات الغذائية والدوائية والوقود بما يضمن تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز”.

أما إسرائيل التي لم تعلن حتى الآن مشاركتها في محادثات مصر، فتطالب حماس بتقديم لائحة بأسماء الرهائن المئة والثلاثين الذين ما زالوا محتجزين في غزة وتعتقد أن أكثر من ثلاثين منهم لقوا حتفهم.

ومن المقرر أن تلتقي هاريس الاثنين في واشنطن، الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي. وقال مسؤول في البيت الأبيض الأحد إن “لقاء نائبة الرئيس يندرج في إطار جهودنا المستمرة للتواصل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب في غزة” وما بعدها.

كما يجتمع غانتس، وهو وزير بلا حقيبة ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفقا لمسؤولين أميركيين.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بأكثر من 1160 شخصا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وكذلك، احتُجز 250 شخصا رهائن، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 30410 غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والأطفال منذ بدء الحرب.

وسقط 90 قتيلا في غضون 24 ساعة جراء قصف إسرائيلي طال مختلف أنحاء القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، منهم 14 فردا من عائلة أبو عنزة في رفح.

وقال شحدة أبوعنزة ابن شقيق صاحب المنزل الذي استهدفته الغارة “كلهم مدنيون، لا يوجد أي عسكري”.

وأوضح “عند الساعة 11:30، فجأة فجّر صاروخ الدار كلها، كلهم أطفال ورضّع”.

وشنت إسرائيل مساء الأحد بوقوع غارات جوية عدة في مدينتَي رفح وخان يونس.

وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة مساعدات إنسانية في دير البلح بوسط القطاع.

وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي “لم تُستهدف شاحنة مساعدات إنسانية”.

من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة “إكس” إن طواقمه “نقلت خمسة شهداء وأربع إصابات جراء استهداف شاحنة من قبل طائرة مسيّرة في منطقة القرعان جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة”.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى