شؤون عربية و دولية

ترحيب واسع باستئناف أوكرانيا تصدير الحبوب

شعاع نيوز:في مواجهة أزمة الغذاء العالمية، استأنفت أوكرانيا امس  الاثنين تصدير الحبوب للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي مع ابحار أول سفينة من ميناء أوديسا، وهو ما لقي ترحيبا واسعاً، بينما اعتبرت كييف أنه “من المبكر جدًّا” الترحيب بالأمر.

ومساءً، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل أسلحة جديدة لأوكرانيا، بينها ذخائر لقاذفات الصواريخ “هيمارس” الاستراتيجية.

وقالت وزارة الدفاع التركية صباح الاثنين “غادرت سفينة رازوني ميناء أوديسا (في جنوب أوكرانيا المطلّ على البحر الأسود) متوجّهةً إلى مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل في الثاني من آب/اغسطس إلى اسطنبول” في تركيا، حيث سيتمّ تفتيشها.

وأشار وزير البنية التحتية الأوكرانية اولكسندر كوبراكوف إلى أن السفينة تحمل 26 ألف طن من الذرة. تم تصدير حبوب من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، ولكن من ميناء بيرديانسك (جنوب شرق) على بحر أزوف، في المنطقة التي يسيطر عليها الروس.

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بمغادرة السفينة، معرباً عن أمله في أن يحقق استئناف الصادرات “الاستقرار والمساعدات الضروريَة للأمن الغذائي العالمي”.

ورأت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أنه “يجب أن تمر هذه السفن بحرية. لا يمكن استهداف ميناء أوديسا بمزيد من القصف”، في إشارة إلى الضربة الروسية على الميناء الرئيسي في جنوب أوكرانيا في 23 تموز/يوليو، والتي أثارت مخاوف بشأن تنفيذ الاتفاقية.

خلال محادثة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الجهود الأوروبية ستستمر لمساعدة كييف على تصدير حبوبها.

وأشار وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا إلى ان السفن ال16 الأخرى المحملة بالحبوب “تنتظر دورها” لمغادرة أوديسا الذي كان يؤمن قبل الحرب 60 بالمئة من نشاط الموانئ الأوكرانية.

إلا أن مساء الاثنين، اعتبر زيلينسكي في كلمته اليومية أنه “من المبكر جدًا استخلاص عبر وإطلاق توقعات”. وأضاف “فلننتظر لرؤية كيف سيسير الاتفاق وما إذا سيكون الأمن فعلًا مضمونًا” حتى لو أن ما يحصل “هو إشارة إيجابية أولى لناحية تمكننا من وقف أزمة الغذاء العالمية”.

وافقت أوكرانيا وروسيا في 22 تموز/يوليو، بمساعدة من تركيا والأمم المتحدة، على خطة ينص بند فيها على إقامة “ممرات آمنة” من شأنها السماح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدّسة في الصوامع.

ورحب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي بابحار السفينة الأولى داعين إلى “التنفيذ الكامل” للاتفاق.

واعتبرت موسكو، من جانبها، إبحار أول سفينة “إيجابياً جدا”، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إنها “فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في اسطنبول”.

ووقعت اتفاقية مماثلة تضمن لموسكو تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة، على الرغم من العقوبات الغربية.

ويتوقع أن تساعد هاتان الاتفاقيتان في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي ساهم فيها ارتفاع الأسعار في بعض أفقر دول العالم بسبب تعطيل أنشطة الموانىء الاوكرانية.

على الأرض، سيطرت القوات الأوكرانية الاثنين على 46 منطقة في منطقة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية في إطار هجومها المضاد.

قال حاكم منطقة خيرسون دميترو بوتري للتلفزيون الرسمي “حتى الآن تم تحرير 46 بلدة محتلة في منطقة خيرسون”.

تقع هذه البلدات في الجزء الشمالي من المنطقة، على الحدود مع دنيبروبتروفسك وفي الجزء الجنوبي على الحدود مع منطقة ميكولايف التي تعرضت للقصف الشديد.

يأتي ذلك فيما يتواصل القصف الروسي على المدن الأوكرانية خصوصاً ميكولايف في الجنوب، حيث قُتل أحد أهم رجال الأعمال الزراعيين أوليكسي فاداتورسكي (74 عاماً) مع زوجته الأحد. وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بفاداتورسكي، الذي وصفه بأنه “بطل أوكراني”.

وتعرّضت المدينة لقصف مكثّف مرة أخرى الاثنين، بحسب حاكم المنطقة فيتالي كيم، الذي أفاد عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وأضاف كيم في حسابه على تلغرام أن “المدينة تتعرض للدمار. لكن لحسن الحظ أن عدد القتلى والجرحى غير مرتفع”.

تقع ميكولايف على مقربة من جبهة جنوب أوكرانيا حيث تشنّ القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً.

وأشار صحافيو وكالة فرانس برس إلى قصف روسي مكثّف تتعرّض له مدينة بخموت في شرق أوكرانيا. وقالت السلطات المحلية الاثنين إنّ ثلاثة مدنيين قتلوا الأحد في منطقة دونيتسك بينهم اثنان في بخموت وأصيب 16 آخرون.

وأكد الجيش الروسي بشكل خاص أنه دمر نظامين من قاذفات الصواريخ الأميركية “هيمارس” خلال غارة على مصنع في خاركيف، ثاني مدن البلاد في الشمال الشرق.

كما قال إنه دمر مستودعين للذخيرة في سيفرسك وكالينكي، في منطقة دونيتسك، ومستودع وقود بالقرب من نيكوبول (جنوب شرق).

وتلعب المدفعية دورًا محوريًا في النزاع في أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لأوكرانيا، الاثنين أنها سترسل أسلحة جديدة بقيمة 550 مليون دولار للقوات الأوكرانية، ما يرتفع القيمة الإجمالية للمساعدة العسكرية الأميركية المقدّمة لأوكرانيا إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار.

وستتضمّن المساعدة ذخائر لمنظومات هيمارس و75 ألف قذيفة من عيار 155 ملم.

من جانبها، حظرت روسيا الاثنين دخول 39 شخصية بريطانية إضافية إلى أراضيها بينهم زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر ورئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ردًا على العقوبات المفروضة بعد غزوها لأوكرانيا.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى