مقالات

إسرائيل بكل أطيافها متفقة على القتل المتسلسل للفلسطينيين

شعاع نيوز – الكاتب: يحيى رباح – لا يكاد يمر يوم واحد دون أن ترتكب إسرائيل عملية من عمليات القتل المتسلسل بحق شعبنا الفلسطيني الصامد وصانع الحياة في وطنه الفلسطيني، عمليات القتل المتسلسل التي تنفذها إسرائيل بوعي جماعي وإجرامي متعمد، ونظراً لانشغال العالم في خلافاته المفتعلة، تجعل من عمليات القتل هذه مكسبا يوميا لهذا الكيان الشاذ، الذي نجح في القيام منذ أكثر من أربعة وسبعين عاما بناءً على الخرافات المزخرفة وحدها، واعتماداً على الرواية الكاذبة التي يمكن أن تستقر في الأذهان كحقيقة كاملة إذا استمر الوضع كما هو قائم على هذا القدر الهائل من النفاق الدولي الذي هو سيد العلاقات الدولية.

شعبنا الفلسطيني منذ بدأت قضيته يعرف هذه الحقيقة، ويعرف أنه وحده هو المطلوب منه ألا يسمح لهذه الأكذوبة الصهيونية أن تستمر هكذا بالمجان ودون ثمن باهظ، ولذلك فإنه قطع المسافة بين الرصاص والحجارة بعبقرية متناهية بينما عدونا الإسرائيلي الصهيوني ظل يحاول منذ أن خلق على ممارسة محاولات خطيرة جداً ضد عذابنا الشامل كشعب انتزع منه وطنه بقوة الحديد والنار، ولكن الحديد والنار الصهيونية كانت مغلفة باستمرار ببعض الروايات المزيفة التي يروجها أعداؤنا من ذوي القربى أو من أعدائنا الأبعدين، عبر الادعاء أننا نجافي الممكن ونتمسك بالمستحيل، فهل تأكيد الفلسطيني أنه فلسطيني هو قول معاد للحكمة وضرب من ضروب المستحيل؟ وهل اللعب مع إسرائيل بنفس الأسلوب والأدوات والإمكانيات يعتبر نوعاً من اللامنطق؟ وهل الاستسلام يضمن السلام؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي لا قاطعة. ولعل فعالية لم الشمل والوصول إلى المصالحة الفلسطينية التي دعتنا إليها الرئاسة الجزائرية ووقعنا بشأنها اتفاقاً في الجزائر العاصمة، لعل هذا الإنجاز يفتح الأبواب المغلقة ويجدد الأمل بأن تصبح المصالحة الفلسطينية حقيقة واقعة بدلاً من هذا الانقسام الأسود الذي يتمدد في حياتنا مثل أخطبوط مهلك، ولعل الحضور الجزائري يضيء ما لم تنجح فيه المحاولات السابقة.

فالثورة الجزائرية التي صنعت في زمانها انتصاراً مدهشاً، وانتصرت رغم الظروف خارقة الصعوبة، ولعلني أذكر بواحد منها فقط حيث كان المستعمرون الفرنسيون يقولون إن الجزائر أكثر فرنسية من فرنسا نفسها، لكنهم في نهاية المطاف غادروا الجزائر، بصفتها الجزائر وليس فرنسا، الجزائر الجزائرية انتصرت في نهاية المطاف كما ستنتصر فلسطين العربية في نهاية المطاف.

المعروف عن الجزائر أنها جادة في مبادرتها، ومحاولاتها، ومواقفها، ولعل جهدها يستمر معنا لتحقيق المصالحة، فإن الانقسام في حالتنا وأمام هذا العدو الإسرائيلي ومن يدعمونه لا ينطبق عليه وصف أكثر من وصف العيب، تصوروا عدونا الإسرائيلي يستمر في مسلسل قتلنا اليومي والبعض مستمتع بالانقسام كأنه يلوك في فمه الآثم قطعة من الحلوى.. ياللخيبة!!! وأدعوا الإخوة في الجزائر أن يستمروا في المحاولة، فقد ضربوا المثل الأعلى برغم أنه كان في داخلهم أضعاف ما عندنا من الأجسام المشبوهة، ولكنهم اهتدوا إلى الخلاص مثلما اهتدوا إلى صناعة الانتصار، وبوركت أيتها الرئاسة الجزائرية.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى