مقالات

مخرجات موسكو خطوة للأمام

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – تريثت قليلا قبل الكتابة عن لقاء الفصائل الفلسطينية الـ14 في موسكو العاصمة الروسية من 28/2 إلى 1/3/2024 لأكثر من عامل، منها: أولا الخشية من فشل الفصائل في الاتفاق أسوة بالاجتماعات السابقة؛ ثانيا لمعرفتي أن بعض الفصائل شاركت تحت ضغط بعض الأشقاء؛ ثالثا تمنع بعض الفصائل خلال الشهور الماضية من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة عن إيجاد مقاربات مع البعض الآخر نتيجة فرضيات خاطئة ناجمة عن تداعيات 7 أكتوبر 2023؛ رابعا صعود بعض الفصائل إلى قمة الشجرة، وتأخر نزولها لأسباب خاصة وفئوية، نتيجة تجاهلها إفرازات حرب الإبادة الصهيونية، وغيرها.

حسنا فعلت القوى والحركات الفلسطينية في تلبيتها الدعوة الروسية من رئيس معهد الاستشراق الروسي، فيتالي نؤمكين، الذي تولى إدارة الحوار بين المكونات الفلسطينية على القضايا الرئيسية المطروحة على الكل الفلسطيني في اللحظة التاريخية الراهنة، وأهمها: كيفية مواجهة تحديات الأخطار الناجمة الآن عن حرب الإبادة الجماعية على الشعب في محافظات الوطن المختلفة وخاصة في غزة؛ تشكيل حكومة الكفاءات أو التكنوقراط من المستقلين لإيجاد الحلول السريعة لملفات النازحين من أماكن سكناهم من الشمال إلى الجنوب، وتوفير أماكن إيواء لهم، ودخول المساعدات الإنسانية كافة دون قيود، ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب إلى مصر الشقيقة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والبنى التحتية، وتوفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والوقود والاتصالات، وتوحيد المؤسسات الحكومية، وإعادة الإعمار، ورفض فصل غزة عن الضفة، وإيلاء أهمية لملفات العاصمة الأبدية القدس وفي مقدمتها الحوض المقدس وتحديدا المسجد الأقصى؛ تكريس الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي لها وفق وعلى أساس الالتزام ببرنامجها الوطني؛ وأخيرا الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

مما لا شك فيه، أن البيان الختامي الصادر عن لقاء موسكو أمس الأول الجمعة في مطلع مارس الحالي حمل أبعادا إيجابية لجهة أولا إصدار بيان ختامي مشترك عن الاجتماع دون منغصات وإرباكات، كما حصل في لقاء موسكو السابق 2017؛ ثانيا تضمن البيان برنامج عمل للكل الفلسطيني لمواجهة تحديات حرب الإبادة الإسرائيلية الأميركية؛ ثالثا تأكيده على أن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب، وهي عنوانه السياسي والتنظيمي في كل المحافل.


اقرأ|ي أيضاً| الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو تتفق على استمرار الحوار بجولات قادمة 


رغم أن البيان لم يذكر المنظمة إلا في ديباجة المقدمة القصيرة، وجاء فيها اتفقت الفصائل “على أن اجتماعاتها ستستمر في جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.” ولم تتضمن نقاط البيان أي نقطة ذات صلة بالمنظمة، وتركتها للحوارات القادمة، مع أن الضرورة كانت تملي على ممثلي الفصائل وضع الركائز الأساسية لآليات التوحيد في إطارها، وعدم ترك الأمور عائمة، وغير محددة. ولأن الاكتفاء بما ورد أعلاه، وعلى أهميته، وباعتباره خطوة متقدمة للأمام، إلا أنه سيبقى مجهول الأفق، وعرضة للانكفاءات والتراجعات. لا سيما أن تجربة الحوارات والاتفاقات السابقة بين حركتي فتح وحماس وباقي فصائل العمل السياسي الفلسطينية شاهد حي على كم كبير من عدم الالتزام، والتملص من استحقاقات الوحدة الوطنية. وبالتالي كان الأجدر بالمشاركين في الحوار الإصرار على تخصيص نقطة أو أكثر للوحدة في إطار المنظمة، وأيضا للإعداد للانتخابات القادمة مع وضع زمن افتراضي لحكومة الكفاءات للتحضير لها بعد إعادة تأهيل الشعب في القطاع، ومعالجة ملفات حرب الإبادة الجماعية كافة.

بالنتيجة شكرا لقيادة روسيا الاتحادية عموما وللبرفيسور نؤمكين خصوصا، الذين هيأوا المناخ الإيجابي للقاء فصائل وحركات العمل السياسي الفلسطينية، ما أتاح لها التوافق على البيان المشترك، الذي يجب أن يبنى عليه وصولا للوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى