مقالات

غزة..بأي حال عدت يا عيد؟!

غزة..بأي حال عدت يا عيد؟!

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – لشاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي، قصيدة شهيرة شكا فيها حزنه واكتئابه، مطلعها: “عيد بأي حال عدت يا عيد” ولعلي وبعد أن فشل العالم في وقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وما من أحد ينقذ أهل القطاع، من الموت، من الجوع، والحصار، والدمار، لعلي اسمعهم الآن والعيد على الأبواب يصيحون صيحة المتنبي ” عيد بأي حال عدت يا عيد – بما مضى أم بأمر فيك تجديد ” وأرى أن هذه الصيحة ليست صيحة غزةوحدها بل هي صيحة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة، وقضيته في خطر حقيقي، ولا يرى، ولا يلمس أن هناك موقفا دوليا فيه مراجعة جدية للظلم الذي لحق به ولا يزال.

في غزة يأتي العيد والناس يعيشون في كارثة لم تحدث بفعل الطبيعة، بل بفعل بشر عنصريين، يأتي وقد فقدت 70 % من العائلات بيوتها، وعشرات الآلاف من العائلات فقدت ابناء وأعزاء لها، وبعضها اختفى عن الوجود، وهذا عدا ما تركته الحرب من أناس قد أصبحوا معاقين يحتاجون للرعاية، وأغلبهم اليوم في خيام في ظروف معيشية وبيئية لا تصلح لأي حياة. يأتي العيد ولا أفق لنهاية لحرب ، ولا يزال شبح التهجير يخيم على الجميع، في قطاع غزة ليس هناك اليوم إلا الموت ورائحة الموت، ومافيها الا أصوات الانفجارات وصيحات الألم والجوع والعطش.

والأكثر مأساوية أن قطاع غزة أصبح من جديد تحت الاحتلال الإسرائيلي، تحت سيطرة قوة غاشمة، تقوم بتغيير معالمه، وتقسيمه الى كانتونات، ومعازل عنصرية محاصرة. الدخول إليها أو الخروج منها لن يتم الا بإذن من قوة الاحتلال. يأتي العيد والاسئلة كثيرة، والإجابات صعبة ومحيرة، اكثرها صعوبة السؤال هل ستعود غزة كما كانت أم أن الحرب ستغيرها الى الابد؟ وسؤال متى يمكن أن يعاد بناء البيوت والمستشفيات والمدارس التي دمرها جيش الاحتلال، وتعود دورة الحياة، وتعود فرص العمل ويعود الهدوء والاستقرار؟


اقرأ|ي أيضاً| حرب غزة تدخل شهرها السابع.. وجيش الاحتلال يعيد انتشاره في القطاع


هناك حاجة أن يشعر كل فلسطيني، وكل عربي وكل البشر الذين يتمتعون بقدر من الانسانية، بأهل القطاع من بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا ،ومخيمها، شمالا ،وغزة بكل أحيائها، الرمال، تل الهوى، حي الزيتون، الدرج، الصبرة، الشحاعية، ومخيم الشاطئ. والى الوسط مخيم النصيرات،ودير البلح، ومخيم دير البلح، وخانيونس وبني سهيلة، وعبسان حتى رفح، أطفال باتوا يتامى ومشردين، ربما آخر ما يفكر به الغزيون الآن هو العيد، لأن عيدهم يوم خلاصهم، يوم تتوقف حرب إبادتهم وينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويعود القطاع موحدا مع الجناح الآخر من الوطن، يوم ينتهي الحصار وتعود عجلة التنمية وإعادة البناء ويستتب الامن ويكون لفلسطين ميناؤها الغزي، ومطارها وساحلها الجميل الذي يعج بالمستجمين. قد يبد هذا الكلام كما وكأنه حلم بعيد التحقيق، لكنه هو مدخل الاستقرار في المنطقة إذا كان العالم وإسرائيل معنيين بالامن والاستقرار.

عيد غزة وعيد الشعب الفلسطيني قادم، فالحقيقة الفلسطينية هي الاقوى والاكثر تجذرا، ومن يقرأ تاريخ فلسطين يكتشف ببساطة أن كل الغزاة جاءوا ورحلوا وبقي الشعب الفلسطيني وبقيت فلسطين. ليست المستندة لخرافة، انما هي الحقيقة. ومها طال الزمن فإن نخبا جديدة في إسرائيل ستكتشف أن حروبهم ضد الحقيقة الفلسطينية خاسرة، وأن الحل هو أننجد صيغة أكثر ثباتا للسلام والتعايش.

في غزة وقبل أن يمر وقت طويل سنحتفل بعيد الحرية والوحدة وسيصبح الاحتلال والانقسام صفحة مظلمة في تاريخنا…كل عام والشعب الفلسطيني بخير، كل عام واهلنا في غزة بخير.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى