مثبت في الرئيسيةمقالات

رفح.. بوابة فلسطين الجنوبية أمام لحظات مصيرية

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – عبر التاريخ كانت رفح البوابة الجنوبية للدخول الى فلسطين، هي مدينة فلسطينية قديمة، منها دخل نابليون عام 1899 وزحف مع جيشه شمالا بهدف احتلال فلسطين والساحل السوري، لكنه خرج من رفح بعد ان هزم امام اسوار عكا، وكرر الجنرال البريطاني اللنبي عام 1917 التجربة ودخل رفح قادما من مصر واحتل فلسطين وبدأ المشوار مع المشروع الصهيوني وتفكيك فلسطين وشعبها.

قليلون منا يعرفون ان ملكة مصر، كليوباترا، صاحبة الشهرة العالمية في زمانها، واول من استخدم ذكاء الدبلوماسية للدفاع عن دولتها، قد اختارت رفح لعقد قرانها واقامت عرسها الإمبراطوري فيها، وقصة هذا العرس دونت على أوراق البردى وحفظت في ارشيف الدولة المصرية القديمة. وعندما قرأت هذا الحدث التاريخي تساءلت: لماذا اختارت كليوباترا الذكية رفح لتقيم عرسها؟ ربما كان الاختيار له علاقة رمزية لعظمة الإمبراطورية واختارت بوابة الشرق الاولى، او انها الدبلوماسية مرة اخرى لتحول من خلال عرسها بوابة الغزو المتبادل الى نقطة سلام وتعاون، او ربما كان الامر ابسط من ذلك، ربما اختارت رفح لجمال شاطئ بحرها وطقسها.

اليوم تحولت رفح الى مخيم كبير للاجئين، الى مشهد بؤس رهيب. تحولت الى الملاذ الأخير لأكثر من مليون انسان نزحوا اليها هربا من آلة الحرب الإسرائيلية، واليوم قد تدمر رفح، ولا يمكن التنبؤ بمصير من لجأوا اليها، اذا نفذت إسرائيل تهديداتها باقتحام المدينة. قبل اربعة اشهر كان اهالي رفح، كما كل مناطق قطاع غزة يفكرون بمستقبلهم ومستقبل اولادهم وبناتهم، مدارسهم، جامعتهم، واعراسهم، وتحسين ظروف حياتهم. صحيح لم يكن الحال مشرقا، لكن منافذ الحياة كانت لا تزال قائمة، وينتظرون الافضل، كان الغزيون اكثر من غيرهم يريدون وحدة وطنهم، لان وحدة الجغرافيا تمنحهم آمالا اكبر، وفرصا اكثر.


اقرأ|ي أيضاً| مجزرة في رفح.. مئات الشهداء والإصابات


اليوم رفح تعيش لحظات صعبة مصيرية، فهي امام فوهات المدافع والدبابات، وتحت رحمة صواريخ الطائرات الحربية بكل انواعها، امام احدث تكنولوجيا الدمار والقتل، وتسأل كل من يهمه الامر ان ينقذها في اللحظة الاخيرة، هي تسمع ضجيجا كبيرا من تصريحات التحذير والادانة والاستنكار، لكن الثقة بكل ذلك تكاد تكون معدومة، ولكن يبقى امل اللحظات الاخيرة ..التعلق بقشة. والسؤال: من يملك امكانية وقف هذه الحرب؟ كل الأطراف التي لديها قدر من التأثير، سواء من كان منهم في الميدان او خارج الميدان المباشر، التأثير السياسي، ان يوقفوا الحرب.

هناك سباق مع الزمن، وما تبقى منه قليل وقليل جدا قبل ان ينقض الوحش، في رفح اكثر من مليون ونصف المليون انسان هم امام خيارين كارثيين الموت او التهجير وفي الحالتين وجه رفح بوابة فلسطين الجنوبية سيتغير، ربما لفترة طويلة.

المشهد اليومي لقطاع غزة يدمي القلب.. اطفال جوعى ونساء فارق وجههن الامل، رجال يدورون حول انفسهم عاجزين ينتظرون الفرج.. يتمنون ان تعود الامور ادراجها الى ما قبل الحرب.. كما يحدث بالأفلام وفجأة يزول القتام، وتعود الحياة كما كانت.

متى يخرج الفلسطيني من دائرة الظلم والظلمة؟

 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى