شؤون عربية و دولية

عبر الاستفتاء.. الغرب يرفض عزم روسيا ضم مناطق أوكرانية محتلة

شعاع نيوز– شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عزم بلاده إنقاذ سكان المناطق الأوكرانية المحتلة من خلال استفتاءات ضمها، في وقت يعلن فيه الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض عقوبات على منظمي الاستفتاءات، وسط تحذيرات الكرملين من تغيير جذري بعد الاستفتاء في دونباس، وخوض قوات البلدين لقتال عنيف في مناطق مختلفة من أوكرانيا.

أكد الرئيس الروسي بوتين الثلاثاء أن الاستفتاءات التي تنظمها موسكو في أربع مناطق في أوكرانيا تحتلها تهدف إلى “إنقاذ سكان” هذه المناطق.

وقال بوتين خلال اجتماع حكومي إن “إنقاذ سكان كل هذه المناطق التي يجري فيها الاستفتاء هو في صلب اهتمامات مجتمعنا وبلادنا بكاملها”، متحدثا في اليوم الأخير من هذه الاستفتاءات التي نددت بها كييف والغربيون باعتبارها “مهزلة”.

وردّ الاتحاد الأوروبي على تصريحات بوتين بفرض عقوبات على الأشخاص المشاركين في تنظيم استفتاءات الضمّ.

وأكّد الناطق باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن “استفتاءات الضمّ التي تنظّمها روسيا في أوكرانيا غير قانونية وأن جميع الأشخاص الذين شاركوا في تنظيمها ستُفرض عليهم عقوبات”.

وقال ستانو خلال مؤتمر صحافي في بروكسل “ستكون هناك عواقب على جميع الأشخاص الذين شاركوا في هذه الاستفتاءات غير القانونية وعلى الذين دعموها”.

ويجهّز الاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات الاقتصادية على روسيا وعلى أفراد منها، حسبما قال الثلاثاء لوك بيار دوفين، وهو أحد معاوني مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

وأوضح دوفين خلال جلسة للبرلمان الأوروبي “سنضيف إلى القائمة الأشخاص الذين من الواضح أنهم شاركوا في هذه الاستفتاءات”.

وأشار ستانو إلى أن “المواطنين الأوروبيين الذين تقدّمهم موسكو بصفة مراقبين دوليين في استفتاءات الضم هذه يمكن أيضا أن تفرض عليهم عقوبات”، متابعا “أي دعم لهذه الاستفتاءات غير القانونية هو أمر غير قانوني، كل هذا يتوقف على المشاركة في هذا الدعم وسيكون الأمر متروكا للدول الأعضاء لتحديد ما إذا كانت أنشطة هؤلاء الأشخاص تتوافق مع معايير نظام العقوبات وما إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات”.

كما شدّد على أن “العملية في أيدي الدول الأعضاء ولا أريد التعليق على إعداد القوائم”. وإجماع الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي مطلوب لفرض عقوبات جديدة.

وفرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن ستّ حزمات من العقوبات على موسكو تشمل التوقف عن شراء الفحم والنفط منها.

وأدرجت الكتلة الأوروبية أكثر من ألف روسي، منهم الرئيس بوتين وعدد من الأثرياء، على قائمة سوداء من الأشخاص المحظور دخولهم، وقيّدت إصدار تأشيرات الإقامة القصيرة للمسؤولين المرتبطين بالنظام منذ أواخر فبراير الماضي.

وأفاد متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف الثلاثاء أن الوضع في دونباس “سيتغير جذريا من وجهة النظر القانونية”، بما في ذلك الوضع الأمني، بعد الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا.

وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو أن “بعد الاستفتاء يتغير الوضع جذريا من وجهة نظر القانون الدولي، إلى جانب الإجراءات اللاحقة ذات الصلة لأغراض حماية وأمن هذه الأراضي”.

وقال إن “الرئيس الروسي بوتين نقل لنظيره التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا”.

واستطرد المسؤول الروسي “رغم استعدادنا للتفاوض، إلا أن تغير الوضع ينعكس على الظروف أيضا”.

والجمعة انطلق استفتاء الانضمام إلى روسيا في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا شرقي أوكرانيا، في خطوة نددت بها الدول الغربية وقالت إنها لن تعترف بنتائجها.

والأربعاء الماضي أعلن الرئيس الروسي بوتين تعبئة عسكرية جزئية في البلاد، إثر تقدم القوات الأوكرانية في المناطق الشرقية.

وتم استدعاء نحو 300 ألف جندي من قوات الاحتياط. وتعتبر روسيا الملايين من المجندين السابقين لديها جنود احتياط رسميا، ولم تفصح السلطات تحديدا عن الذين سيتم استدعاؤهم، لأن هذا الجزء من الأمر الذي أصدره بوتين سرّي.

وخاضت القوات الأوكرانية والروسية قتالا عنيفا في مناطق مختلفة من أوكرانيا الثلاثاء، مع اقتراب الاستفتاءات التي نظمتها روسيا في أربع مناطق تأمل في ضمها إليها من نهايتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية إستراتيجية قصوى” لبلاده، ولروسيا أيضا، بينما احتدم القتال في عدة بلدات في حين تحاول القوات الروسية التقدم جنوبا وغربا.

ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر.

وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج أربعة جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن هجومها المضاد في خيرسون كبد العدو خسائر بلغت 77 جنديا وست دبابات وخمسة مدافع هاوتزر وثلاثة أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة.

وأكّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن “نتائج الاستفتاءات لضمّ أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا لن تؤثّر على تحركات الأوكرانيين على الجبهة في مواجهة الجيش الروسي”.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى