مقالات

‏ثورة العمل والتعليم في الضفة الغربية

‏ثورة العمل والتعليم في الضفة الغربية

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – لم تكتفِ إسرائيل بهجومها البربري على قطاع غزة وإبادتها الجماعية لسكانه، بل إنها فتحت جبهة مشتعلة مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وغايتها من ذلك الاستفادة من الضوء الأخضر الغربي الممنوح لها في الحرب من أجل تصفية القضية الفلسطينية، أو لنقل رسم خارطة شرق أوسط جديد على حد تعبير نتنياهو وبايدن. هذه الخارطة قد تشتمل على التهجير القسري وتحويل الضفة الغربية الى كنتونات غير متصلة تمهيدا لإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وتحويل القوة المسيطرة فيها الى مجموعات من روابط القرى.

في الواقع، كل السيناريوهات مفتوحة في الحروب، وعلينا كفلسطينيين في الضفة الغربية أن نرسم استراتيجية لمقاومة أي سيناريو يهدف الى التقسيم والتهجير القسري. وفي هذا السياق، أقترح أن تكون إحدى الاستراتيجيات الوطنية التي يجب العمل عليها سريعا تتمثل في استمرار العمل والتعليم في كل أجزاء الضفة الغربية. فمع بداية الحرب الأخيرة على غزة، قامت قوات الاحتلال بإغلاق كافة المدن الفلسطينية، كما أنها عزلت القرى المحيطة بالمدن وقوضت عملية الاتصال بينها وبين المدن المحيطة بها، كما أنها سمحت لقطعان المستوطنين بالقيام بمزيد من عمليات القتل والسطو والقتل وسرقة الممتلكات في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية.


اقرأ|ي أيضاً| لن ننسى.. لن نرحل.. “من أجل السلام”


وفي النتيجة، فقد استشهد 110 مواطنين في الضفة الغربية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع. هذه البيئة غير الآمنة قوضت قدرة الفلسطينيين على التنقل بين المدن والقرى الفلسطينية، وهذا أدى بدوره الى تدهور إنتاجية العمل في القطاع العام والخاص والأهلي. ليس هذا فقط، وإنما تعطلت العملية التعليمية الوجاهية في معظم الجامعات الفلسطينية، كما أن التعليم الأساسي تراجع بشكل ملحوظ، نظرا لعدم انتظام العملية التعليمية.

أنا أدرك تماما أن هنالك خططا بديلة تم العمل بها في الضفة الغربية لمواجهة إنعدام الأمن على الطرق بين المدن؛ ومنها على سبيل المثال التعليم الإلكتروني، وتحويل دوام الموظفين الى أماكن قريبة من بيوتهم، والاعتماد على العمل في المنزل. ولكن جميع هذه البدائل إن استمرت ستؤدي الى الارتكان للوضع القائم وقبوله؛ وهو الواقع المتمثل بتجزئة الضفة الغربية الى كنتونات منفصلة. وهذا ما تخطط له إسرائيل. وبالضرورة، علينا كفلسطينيين مواجهة هذا المخطط من خلال الإصرار على الذهاب الى عملنا وجامعاتنا كالمعتاد حتى في ظل انعدام الأمن، لأن اصرارنا على التنقل بين المدن والقرى بشكل جماعي سيضعط على قوات الاحتلال والمستوطنيين ولن يسمح لهم بالاستمرار بقطع أوصال الضفة الغربية. وفي النتيجة، فإن أولى خطواتنا لمقاومة تقسيم الضفة الغربية وتهجير أهلها ينبني على إصرارنا على التنقل بين المدن ومواجهة بندقية الاحتلال وحواجزه العسكرية ومستوطنيه. إنها باختصار ثورة العمل والتعليم ضد مشروع تقسيم الضفة الغربية.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى