مقالات

حماس وحديث الائتمان

حماس وحديث الائتمان

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – في أعقاب نشر وكالة “الأناضول” التركية مساء الأحد الماضي، أخبارا غير دقيقة، مفادها أنه تم الاتفاق بين فلسطين ومصر حول تطوير حقل غاز “غزة مارين”، عقب أحد الناطقين باسم حركة حماس على الخبر بعد أسبوع، بالقول، إن “حركته تتابع تطورات هذا الموضوع، بعدما أثبتت السلطة الوطنية الفلسطينية، أنها غير مؤتمنة على التصرف بمقدرات شعبنا وثرواته”. وتابع الانقلابي غير الأمين بالقول “نحن أعلنا قبل ذلك موقفا واضحا بخصوص ثرواتنا الوطنية، وأن من حق شعبنا أن يستفيد ويستخدم مقدراته وثرواته، وهذا حق مكفول بالقوانين الدولية”.

ولا أريد مناقشة الخبر من حيث المبدأ، بيد أني سأتوقف أمام تصريح المدعو حازم قاسم، الذي لم ينطق عن الهوى، إنما عكس موقف قيادة الانقلاب الإخواني، واختار وقتا يعكس توجه قيادة فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين عموما، وفرعها المتنفذ في قطاع غزة بالسعي لتعطيل حوار فصائل العمل السياسي الفلسطينية في الجزائر وبرعاية الرئيس عبد المجيد تبون وفريقه المكلف بتقريب جسور التفاهم بين الفرقاء الفلسطينيين، الذي يفترض أن يباشر أعماله اليوم الثلاثاء؛ كما يشي التصريح التوتيري بمضي حركة حماس في خيار الانقلاب والانقسام؛ ليس هذا فحسب، إنما تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الاستعمار الإسرائيلية على حساب الوحدة الوطنية.

أضف إلى ما تقدم، إذا توقفنا أمام ما حمله التصريح التحريضي، وسألنا الناطق ومن خلفه السنوار وكل جوقة الانقلاب في محافظات الجنوب، من المؤتمن على حقوق ومصالح الشعب، القيادة الشرعية المنتخبة، وصاحبة الطلقة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة، والمدافعة عن حقوق وثوابت الشعب، أم القوة المنقلبة على الشرعية الوطنية، وسارقة أموال الشعب، وناهبة جيب المواطنين باسم الضرائب، التي ما فتئت تتوالد كالفطر؟ وما هي معايير الائتمان على ثروات الشعب؟ وهل باستمرار الانقلاب واستباحة حقوق ومصالح العباد يمكن الائتمان على ثروات الوطن؟ ولماذا لم تحاول أنت وقيادتك فتح القوس لإعطاء بارقة أمل نسبيا ولو محدودة باستعادة الوحدة الوطنية. لا سيما أن الجزائر الشقيقة فتحت ذراعيها للكل الفلسطيني لإجراء حوار شامل بهدف تقريب المسافات بين أولا حركتي حماس وفتح، ومن ثم بين كل فصائل العمل السياسي؟ وألا يعكس تصريحك إضافة للتحريض، بمواصلة العبث بمصير ومستقبل الشعب ومصالحه الوطنية العليا، ثوابته وأهدافه؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟ أليس لمصلحة الأجندات الخارجية المتناقضة والمعادية لأهداف وحقوق الشعب؟ وهل يعقل في اللحظة، التي تتصاعد فيها روح المقاومة في العاصمة الأبدية، القدس وكل محافظات الوطن تواصلون عمليات التحريض والتخوين والتشكيك، وإثارة الفتن، بدل رص الصفوف، وتعزيز الشراكة الميدانية في أوساط الشعب والمقاومة الشعبية؟ وأين أنتم من المقاومة، التي تجأرون بها ليل نهار، وأنتم قابعون تختبئون في جحوركم؟ ولماذا لا يراكم الشعب إلا في لحظات إثارة الفتن، ورفع راياتكم في الأزمات العاصفة، والناجمة عن سمومكم، وأقلامكم الصفراء، وأصواتكم الناعقة؟

الجهة الوحيدة المؤتمنة على مقدرات الشعب، ومصالحه وحقوقه وثوابته، هي منظمة التحرير الفلسطينية، والقيادة الشرعية، ولا توجد قوة مؤتمنة غيرها. ومن انقلب على الشرعية، وخطف جزءا من الوطن بقرار أميركي إسرائيلي بعض عربي وبتعليمات واضحة من قيادة مكتب الإرشاد الدولي، ليس مؤتمنا على أعضائه وأنصاره، ولا على الشعب، ولن يكون شريكا سياسيا إلا إذا عاد إلى جادة الصواب، واعتذر من الشعب، والتزم بمنظمة التحرير وبرنامجها الوطني، وطوى صفحة الانقلاب مرة وإلى الأبد. فقط عندئذ ستكونون شركاء، دون ذلك ستبقون في دائرة الخوارج.

أدعوكم مرة تلو الأخرى لمراجعة خطابكم، وتوجهاتكم الانقلابية، المتناقضة مع مصالح الشعب، والعودة لجادة الوحدة الوطنية، وصبوا جهودكم مع كل الجهود المخلصة، إن كنتم حقيقة معنيين بالمقاومة، والإخلاص لمصالح الشعب لمحاربة كل الظواهر الخاطئة، والنواقص والمثالب داخل وخارج المؤسسات الرسمية والأهلية. وآمل أن تتعظوا لمرة واحدة من دروس التاريخ القريب والبعيد، وتولوا الوحدة الوطنية ما تستحق من تنازلات عن بعض المنافع الشخصية والفئوية، ووضع كل الجهود في بوتقة تعزيز الكفاح الوطني التحرري.


اقرأ\ي أيضاً| سوداد، وجع الشتات والعودة

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى