شؤون عربية و دوليةمثبت في الرئيسية

عراب الربيع العربي : برنار هنري ليفي يصدر كتابا لدعم إسرائيل

شعاع نيوز – أصدر بيرنارد هنري ليفي، الذي يتم تصنيفه كأحد أبرز الأسماء في “المركب العسكري- الإعلامي” الغربي، كتابا جديدا هذه الأيام بعنوان “عزلة إسرائيل”، يقدم فيه رؤية لأحداث طوفان الأقصى ويدعو إلى دعم اسرائيل . من جهته، اعتبر المحلل الجيوسياسي، باسكال بونيفاس، الكتابَ بأنه وثيقة لتبرير جرائم إسرائيل الوحشية.

يحاول الكتاب جعل الحرب ضد أوكرانيا وإسرائيل في كفة واحدة، بمعنى الدفاع عن العالم الغربي الحر، ويروج لتآمر دول غير ديمقرطية مثل تركيا والصين وإيران وروسيا وحركات متطرفة ، لضرب الديمقراطيات الغربية، بينما تشكل إسرائيل القلعة الحصينة لمواجهة هذه المخططات في الشرق الأوسط. ولا يتردد في تبرير جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين تحت ذريعة الدفاع عن النفس.

ويكفي الاطلاع على الصفحات الأولى للكتاب، ليتبين أنه أقرب الى برنامج الأحزاب المتطرفة التي تؤمن بالتفوق الأبدي للثقافة الغربية منه إلى كتاب يحمل أطروحة فكرية متناسقة. 

 

برنار هنري ليفي

أكاديمي وإعلامي وسياسي يهودي فرنسي؛ يوصف بأنه صديق لكبار الأثرياء والساسة الفرنسيين بمن فيهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. عُرف بانحيازه لإسرائيل، وكان له اهتمام كبير بثورات الربيع العربي..

المولد

ولد برنار هنري أندريه ليفي يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1948 في مدينة بني صاف شمالي الجزائر أيام خضوعها للاحتلال الفرنسي، لعائلة يهودية جزائرية ثرية كان أبوه تاجر أخشاب. وقد انتقلت أسرته من الجزائر إلى فرنسا بعد أشهر من ميلاده.

أكمل ليفي المرحلة الثانوية في ثانوية لويس لوجراند بباريس، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا عام 1968 حيث تخرج بشهادة في الفلسفة، وهناك تأثر بأساتذته من فلاسفة فرنسا البارزين خاصة جاك دريدا ولويس ألتوسير.

التوجه الفكري

يوصف ليفي -الذي يعتبر “نجم تيار الفلاسفة الجدد” الذي برز في فرنسا خلال سبعينيات القرن العشرين- بأنه “يساري” من الناحية الفكرية والفلسفية ولكنه “يميني صهيوني” على صعيد المواقف والممارسة السياسية.وقد عُرف بتعصبه القوي لإسرائيل عندما يتعلق الأمر بمصالحها وأمنها

من أبرز أدواره السياسية تقديمه الاستشارة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يعده من أخلص أصدقائه، وقد ساهم في إقناعه بضرورة التدخل العسكري في ليبيا 2011، رغم قوله إنه “لا يشاطره التوجه الأيديولوجي”. واتخذته سيغولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي في انتخابات الرئاسة عام 2007 مستشارا سياسيا لها.

التجربة العملية

احتل ليفي صدارة الأحداث في فرنسا والعالم خاصة خلال ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس مطلع عام 2011، حيث ظهر في عدد من بلدان الربيع العربي ولاسيما ليبيا التي زار عددا من مدنها خلال الثورة على نظام معمر القذافي، واتخذت شهرته خصوصية جديدة وغير مسبوقة أثناء أحداثها.

وعندما اندلعت الثورة السورية في مارس/آذار 2011، كتب ليفي مقالا-وقعه معه ثلاثة من مشاهير السياسة الفرنسية بينهم وزير الخارجية الأسبق برنار كوشنير- نشرته صحيفة لوموند يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2012، ودعوا فيه الدول الغربية للتدخل لقتال “استبداد آل الأسد” و”التطرف الإسلامي” وذلك بهدف “وقف أنهار الدم” في سوريا خدمة “للمستقبل الديمقراطي”.

منتقدوه وصفوه بغراب الثورات، فهم يقولون إنه حيثما حل حل معه الخراب، كذا الأمر كان في ليبيا؛ لعب ليفي دوراً هاماً في الترويج لأهمية التدخل الدولي، ويقول إنه صاحب الفضل في إقناع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتنفيذ ضرباتٍ هناك.

وهو أيضا دعا لشيء مشابهٍ في سوريا، ويقال إنه حتى اللحظة يدافع عن هذا الموقف بشراسة، لذا فهو يوصف بصاحب نظرية الحرب من أجل التغيير.

أطلق عليه فلاسفة فرنسيون كبار -من أمثال جيل دولوز وأستاذه جاك دريدا والمؤرخ بيار فيدال ناكيه- وصف “الخديعة الثقافية”، كما أسماه الفيلسوف كورنليوس كاستورياديس “أمير الفراغ”.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى