مثبت في الرئيسيةمقالات

الانعزاليون بيننا وفي ازقتنا وبيوتنا ومخيماتنا ومدننا

تيسير المشارقة

بقلم – تيسير المشارقة

نحن على موعد جديد بعد نزيف قطاع غزة المدوّي مع الخطاب الاستعلائي والأرعن المشبع بالرعونة، والبلاغة العدائية للسلطة الوطنية ومكانتها، ونزع توصيفها بالوطنية، واتهام رجالاتها بالعمالة وتشبيههم بقوات العميل الصهيوني لحد، وأنهم يركبون دبابة صهيونية للوصول إلى قطاع غزة.

هذا خطاب نزيفوي ويستنزف الطاقة الفلسطينية ويحرف البوصلة عن جادة الصواب.

أن تحقير الوطنيين ووصفهم بالعمالة واوصاف أخرى، يجعلنا نقف حيارى أمام ظاهرة خطيرة من النفاق الدعائي، والإعلامي، والمقاولات الخطيرة، وعصابات من المتحذلقين والمتطاولين في الخطاب الشعبوي، وهذا السلوك التعبوي والتحشيدي ضد كل ما هو فلسطيني وطني سيدفع قوى الأمن والسلطة الوطنية للقيام بلطم هذه الخدود والايدي المتطاولة ودفعها للصحو واليقظة.

لعل وعسى أن تصحو عصافير وخفافيش الظلام من تيهها وغيّها وتوهانها وفقدانها للبوصلة.

الانعزاليون يعانون من الاغتراب الوطني ويمارسون تمنياتهم في الاستيلاء على منبر البطولة

عدونا يغذي هذه الظاهرة المشبوهة، وينفخ في هذه الحرب الداخلية ونارها المستعرة، ويتلاعب على حبال الخلافات الطائفية والعشائرية، ويُغذي العناصر المتطرفة وبخاصة ذات المظلوميات الكاذبة عند بعض المهمشين والخوارج وبعض المعتزلة لكي يقوموا بحالة من الانعزالية لقرع طبوع الحرب الأهلية وتشويه الحالة الفلسطينية وبعث التشكيلات الانفصالية(فصايل وكتايب) التي تقوم برجم البيت الفلسطيني والهوية الوطنية بالطوب والحجارة. على اعتبار أن الهوية الدينية هي الأساس. فنحن متدينون قبل أن نكون فلسطينيين.

الانعزاليون يرغبون بالاستحواذ على مِقود النضال  بأي ثمن وعلى حساب أرواح شعبنا

الانعزاليون يعانون من الاغتراب الوطني ويمارسون تمنياتهم في الاستيلاء على منبر البطولة الوطني الذي بناه الراحل الشهيد ياسر عرفات.

وهؤلاء المعتزلة الانعزاليون يرغبون بالاستحواذ على مِقود النضال والمقاومة بأي ثمن وعلى حساب أرواح شعبنا وكأنهم قبضوا الثمن ومنزلون من السماء لقبض الأرواح أيضاً.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى