التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين يعقد ورشة حول واقع الأسرى بعد السابع من “أكتوبر”

مختصون يوصون بتبني استراتيجية واضحة لمواجهة واقع الأسرى وتفعيل الحراك الشعبي المساند

شعاع نيوز: أوصت ورشة عمل بعنوان “واقع الأسرى الفلسطينيين بعد السابع من “أكتوبر” بضرورة محاسبة الاحتلال في المحافل الدولية الحقوقية، وعزله، وتفعيل الحراك الشعبي لمساندة المعتقلين.

وهدفت الورشة التي نظمها التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين، اليوم الأربعاء، بمدينة رام الله، إلى نقاش الأوضاع المأساوية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي يواجهها المعتقلون.

وأبرز ما خرجت به الورشة بتشكيل لجنة دولية لحماية الأسرى والمعتقلين والمتضامنين الدوليين، ودعم حقهم بالحرية، عبر سلسلة من إجراءات دولية واضحة، منها إحالة ملفات شخصية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومؤسسات الأمم ‏المتحدة، على طريق محاسبة الاحتلال دوليا، ويرافق ذلك حراك شعبي ودولي لمناصرة الأسرى الفلسطينيين ودعم حقوقهم.

وتخلل الورشة التي عقدت على أربع جلسات متتالية شهادات حية من المعتقلين، وكل شهادة من شهادات الأسرى تكشف بشائع جديدة يصعب تخيلُها على العقل، كما تم عرض فيديو مصور حول معتقلي قطاع غزة، وفيديو حول شهادات لمعتقلين من الضفة الغربية، وشهادات من محامين.

التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين
الأسرى

كما تحدث خلال الجلسات عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) صبري صيدم، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، ووزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، وممثلين عن مؤسسات الأسرى، وممثلين عن بعض النقابات الفلسطينية، ومحامون، وحقوقيون، وأسرى محررون، وعائلات أسرى، ونشطاء دوليين.

ورحبت د. كفاح ردايدة ممثل التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين، بالحضور، وقالت: “نجتمع اليوم مرة أخرى في ظل استمرار العدوان بشهره العاشر لنؤكد على حتمية وقفه، ونسعى لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والتحرر وضمان حياة كريمة وعادلة للشعب الفلسطيني. لذا، نجتمع اليوم للتركيز على إحدى القضايا الإنسانية الملحة والمهمة، وهي واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكدت أن الأسرى يعانون يوميًا ظروفا قاسية ومعاملة غير إنسانية داخل السجون، ويتعرضون لانتهاكات متكررة لحقوقهم الأساسية بما في ذلك الاعتقال الإداري والتعذيب والمعاملة القاسية.

وأشارت إلى أن هذا الواقع الصعب يتطلب من الجميع التحرك الفوري والجاد للنهوض بقضية الأسرى وتحقيق العدالة والحرية لهم.

وأضافت كتحالف دولي: “نحن ملتزمون بتعزيز الوعي الدولي حول معاناة الأسرى الفلسطينيين، وبالعمل الدؤوب على ضمان حقوقهم المشروعة وفقًا للقانون الدولي والإنساني، وسنعمل بكل قوة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الالتزام بالمعايير الدولية ووقف جميع أشكال الاعتداء والظلم ضد الأسرى”.

بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” صبري صيدم، إن منظومة القيم الأخلاقية يجب إعادة تعريفها، لأن ما يحدث يفوق التوقع من طغيان وظلم واقع على شعبنا.

وأدان صيدم، تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير بشأن المعتقلين، الذي قال إنه يجب توفير طلقة في رأس كل معتقل وليس وجبة طعام.

وأشار إلى أن الحركة الأسيرة ليست مقتصرة على من هم وراء القضبان بل على جميع أبناء شعبنا الواقع تحت الاحتلال، ما يتطلب تدخل دولي لإنهاء هذا الواقع.

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية، ممثل القوى الوطنية والإسلامية واصل أبو يوسف، إن جرائم الاحتلال زادت منذ السابع من أكتوبر، داعيا إلى ضرورة إيجاد آليات عملية لكيفية توفير الحماية للمعتقلين داخل سجون الاحتلال، وضرورة فرض عقوبات على الاحتلال وعزله، ومعاقبته وحاكمته في المحافل الدولية.

بدوره، قال رئيس نادي الأسير عبد الله زغاري، إن المعتقلين لم تكن ظروفهم مثالية قبل العدوان على غزة، وخاض العديد منهم نضالات من أجل حريتهم، وشكلت المعتقلات نموذجا لبناء الذات، ولكن الاحتلال تغير جذريا في عقليته الانتقامية في تعامله مع شعبنا، الذي يسعى لتهجيره وطرده.

وأضاف، أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر أن الاحتلال قام بتجريد المعتقلين من كافة مقتنياتهم الشخصية وحول المعتقلات إلى مسالخ، وكل المعتقلين تعرضوا لكافة أشكال التعذيب الممنهجة الجسدية والنفسية.
ونوه إلى أن كل ذلك يحدث بسبب إفلات الاحتلال ووزرائه المتطرفين من العقاب.

ولفت إلى أن قضية المعتقلين، قضية دولية وليست فلسطينية ويجب أن تقف المؤسسات الدولية عند مسؤولياتها، وتلاحق الاحتلال وتحاكمه.

وطالب الدول التي اعترفت بدولة فلسطين أن تنفذ هذا العقاب عمليا بفرض عقوبات سياسية وثقافية ورياضية على الاحتلال، لأن منظومة الاحتلال تشكل خطرا على المنظومة الدولية.

التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين
الأسرى

من ناحيته، قال ممثل الهيئة العليا لشؤون الأسرى أمين شومان، إنه يجب العمل على مسارين في قضية المعتقلين المسار الأول عبر الحراك الشعبي والجماهيري، والمسار الثاني من خلال التحرك القانوني والحقوقي.

وأكد نقيب المحامين فادي عباس، أن الأمم المتحدة أمام امتحان حاسم لتحقيق مقاصدها، والفعل الفلسطيني الحقوقي مهم لفضح جرائم الاحتلال.

ولفت إلى أن المحامين يتعرضون لانتهاكات وترهيب عند زيارتهم للمعتقلين.

فيما قال الأسير المحرر وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح كريم يونس، إن “الاحتلال يهدف إلى كسر روح الأسير الفلسطيني، وروحه النضالية والمعنوية، وعملوا جاهدين لوضع خطة منهجية في محاولة لتنفيذ مخططاتهم في إفراغ الأسرى من محتواهم النضالي” .

بدوره بين مدير عام مؤسسة الحق، شعوان جبارين، أن شهادات الأسرى هي جزء مُصغر من عمليات الإبادة الجماعية، متسائلاً: “هل هذه القصص والصور وصلت إلى العالم كله؟”.

وأشار إلى موقف القانون الإنساني بأنه “واضح وصريح بمنع ارتكاب مثل هذه الجرائم مع الأسرى، إلا أن الاحتلال لا يلتزم بأية مواثيق ولا معاهدات” .

من جانبه أكد حلمي الأعرج مدير مركز حريات وجوب حماية الأسرى وإنقاذهم من الموت، وقال علينا استثمار الفرصة لتقديم الحقائق ونشر وتعريف المجتمع الدولي بكل ما يرتكب من جرائم وانتهاكات بحق الأسرى.

وبين عضو المجلس الثوري ممثل نقابة الصحفيين محمد اللحام، إنه منذ السابع من أكتوبر ارتقى مجموعة من الشهداء الصحفيين في قطاع غزة، والاستهداف كان للحقيقة على الأرض، وحتى اليوم هناك 152 شهيدا من الصحفيين من قطاع غزة، وشهيد من طولكرم، و94 صحفيا تعرضوا للاعتقال، نصفهم ما زال في السجون، وهناك أربعة مفقودون.

وتخلل الورشة مداخلة للمقررة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز التي بدورها قالت فيها: “الوضع صادم والكلمات تعجز، ومن الواضح بأن وضع المعتقلين غير قانوني، وكافة الأرقام التي تنشر صادمة، والشعب الفلسطيني محروم من حقه في الحرية، والأسرى الفلسطينيين يعتقلون دون ارتكابهم جريمة، وإنما ما يقومون به في سياق مناهضة الاحتلال”.

وخلال فعاليات الورشة قدم كل متحدث توصياته بهدف وضع استراتيجيات للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين، وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي لحشد الدعم العالمي.

يُشار إلى أنّ حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر، بلغت أكثر من (9610)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين الأسرى

من الجدير ذكره أن التحالف الدولي لأصدقاء فلسطين انطلق في السادس من آذار من العام الجاري، وهو تحالف عالمي يجمع بين الأفراد والمنظمات الملتزمة بالحرية والعدالة والمساواة، ويسعى لعالم أكثر عدلا واستقرارا، حتى العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من خلال التنسيق العالمي، ويعمل التحالف كمنصة للاستجابة المنسقة للتحديات التي تواجه فلسطين، بمختلف القضايا.


سموتريتش: من الحماقة وقف حرب غزة الآن


 

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى