لغز اغتيال هنية.. تضارب معلومات إيران يضغط عليها لاستعجال الرد

شعاع نيوز – في مسعاها لنفي أن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تم بعبوة مزروعة في مقر الإقامة الذي اختارته له، استعجلت إيران تأكيد أنه قتل بصاروخ، ما يزيد الضغوط عليها لاستعجال الرد في ضوء حالة ترقب جمهور المقاومة لعمليات انتقامية قوية ردا على سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل.

وما يزيد إرباك طهران أن العالم كله ينتظر الرد، وفي الوقت نفسه بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل بتعزيز دفاعاتهما، ما يجعل أي استهداف من إيران مكشوفا ويمكن إفشاله كما حصل في أبريل الماضي، حيث تم إسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية قبل أن تصل إلى إسرائيل، وبدلا من إظهار قوة طهران ظهر العكس تماما.

وذكر بيان للحرس الثوري نشرته وكالة “إرنا” الرسمية أنه “بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه حوالي 7 كلغ أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين”، متسببا في “انفجار قوي”.

ومن الواضح أن الهدف من الحديث عن الصاروخ (من دون ذكر مكان انطلاقه) هو تكذيب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية من أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر.

والحديث عن وجود قنبلة تم زرعها قبل فترة بهدف اغتيال هنية، الذي كان يتردد باستمرار على طهران، يهز الصورة التي ترسمها إيران لنفسها كونها قوة عسكرية قوية في حين أن وجود القنبلة يشير إلى أنها مخترقة أمنيا بشكل سهل وفي الأماكن التي يفترض أن تكون الأكثر أمانا.

واتهم الحرس الثوري في بيانه “النظام الصهيوني الطائش والإرهابي” بالوقوف وراء اغتيال هنية، وتوعده “بالانتقام الشديد في الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الملائمة”. كما اتهم البيان “الحكومة الأميركية المجرمة” بدعم الهجوم الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه وقع في إحدى ضواحي شمال طهران.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، كان هنية “في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استُشهد بمقذوف جوي” بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني.

وهدد قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، إسرائيل بضربة مضادة واسعة النطاق من الميليشيات المتحالفة في المنطقة.

وقال سلامي “يجب على النظام الصهيوني الإجرامي والإرهابي (إسرائيل) ومؤيديه أن يأخذوا في الاعتبار الغضب المقدس لجماعات المقاومة”، وفقا لموقع الحرس الثوري الإيراني، المنظمة شبه العسكرية القوية في إيران المكلفة بحماية الحكومة في الداخل والخارج.

وفي رسالة إلى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، تحدث سلامي عن انتقام قاس ودموي. وكتب أنه سيتعين على إسرائيل دفع ثمن باهظ لمقتل هنية والقيادي بحزب الله فؤاد شكر.

بدوره صرح رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي بأنه “سيكون ردنا على الأميركان والصهاينة بطريقة تجعلهم يندمون على فعلتهم”.


اقرأ|ي أيضاً| بـ “الطريقة والوقت المناسبين”.. إيران تهدد إسرائيل بالرد على اغتيال هنية


ونقلت وكالة مهر للأنباء عن عزيزي قوله “رد إيران على اغتيال هنية سيحدث بالتأكيد، وهذا الرد له عدة خصائص؛ أولا، سيكون حتميا. ثانيا، مؤلما وحازما. ثالثا، يكون بطريقة تجعلهم يندمون على فعلتهم. ورابعا يكون رادعا ويلقن العدو درسا لن ينساه أبدا”.

غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بحياة فؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بإنزال “أشدّ العقاب” بإسرائيل بعد اغتيال هنية، فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن “الردّ آت حتما” بعد اغتيال شكر.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حالة جاهزية “عالية” استعدادا لأي سيناريو، “سواء أكان دفاعيا أم هجوميا”.

وشنت طهران في 13 أبريل الماضي هجوما بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، ونسبت إلى إسرائيل. لكنْ تم اعتراض معظم الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل والقوات الأميركية والحليفة المنتشرة في المنطقة. ولم يسجّل سقوط ضحايا.

وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، بعد اغتيال هنية وشكر.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنه على ضوء “احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها”، أمر وزير الدفاع لويد أوستن بـ”إدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة”.

وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي “تحمل صواريخ بالستية دفاعية” و”سربا إضافيا من الطائرات الحربية” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى