“إيران نمر من ورق”.. تأخر الرد الإيراني يثير سخرية مغردي مواقع التواصل
"لم ينتقموا للأول حتى ينتقموا للثاني"

شعاع نيوز – يتندر الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي على الرد الإيراني الذي يترقبه الشرق الأوسط والعالم على اغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس، إذ باتت السخرية والنكات الطريقة التي يتعامل بها المواطنون على سياسة فرضت عليهم ويدركون أنها ليست سوى دعاية وشعارات لتحقيق أجندة السلطة فقط.
عجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل الناشطين الإيرانيين على الترقب العالمي والأخبار المكثفة التي تتناول الانتقام الإيراني المرتقب ردا على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، وبدا أن مواقع التواصل الاجتماعي تعكس نبض الشارع الإيراني الذي يتعامل مع الأمر بسخرية وتهكم عبر النكات.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إنه في غياب أي رد من إيران ووكلائها، تبدو الحياة في إسرائيل طبيعية.. بل أكثر طبيعية يوما بعد يوم.. حتى أن شعوب المنطقة سواء في إسرائيل أو إيران أو الشرق الأوسط عموما “قلبوها” إلى التنكيت والفكاهة. وعنونت مقالها بـ“على شفا حرب أوسع، يجد الشرق الأوسط أرضية مشتركة في الفكاهة”، مضيفة أن أفضل النكت في طهران وبيروت وتل أبيب حول رد إيران وحزب الله الذي لا يأتي.
ويدرك الإيرانيون أن دولتهم دولة شعارات خاوية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والولايات المتحدة.. فهي تعي جيدا حدودها.. وحتى إن أرادت القيام بشيء ما، فهي تقوم به بالوكالة وبأياد تنفيذية خارج إيران (سواء انطلاقا من فلسطين أو لبنان أو العراق أو اليمن).
وفي حين أن إيران تعتبر مركز التكهنات الحالية حول الضربات والضربات المضادة، وجد الناس متعة في كل هذا الخوف.. حيث علق أحد المستخدمين على إنستغرام “نحن الإيرانيون لم نأخذ الرد على محمل الجد. لماذا يأخذونه على هذا النحو؟”…
ونشأ نوع فريد من الكوميديا السوداء حيث يبحث الناس عن طرق للتعامل مع الحياة في مرمى النيران. وكلما كان الخوف أكثر جدية، كلما كانت النكات أكثر سخرية، مما يخفي مخاوف عميقة بشأن الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس منذ أكتوبر العام الماضي، وإمكانية امتدادها إلى صراع أوسع نطاقا يمكن أن يجتذب لبنان أو حتى إيران.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية سخرية واسعة خلال التفاعل مع هاشتاغ #الرد_الإيراني، وجاء في تعليق:
@MouradLiberal
الرد رأيناه البارحة عندما دخل الحرس الثوري الايراني البطل واشنطن واعتقل نتنياهو وبايدن وترامب
وعلقت ناشطة:
@aaraauna
منذ أسبوعين، إيران تصرخ بصوت عالٍ وواضح بأنها سترد على إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يتهجم #الحرس_الثوري على النساء. ورغم انتهاء الألعاب الأولمبية، إلا أننا يمكننا منح النظام الإيراني الميدالية الذهبية للجبن والعنف.
وقال ناشط:
@Q8J72
الرد الإيراني كان مُزلزلا علىٰ السوشيال ميديا فقط لٰكن علىٰ أرض الواقع #إيران نمر من ورق ولا تقوىٰ علىٰ مُجابهة #إسرائيل ولا بالخيال وباعت #إسماعيل_هنية علىٰ أرضها مثل شربة الماء وتاتا تاتا خلصت الحتوتة.
وفي رد الإسرائيليين على خطاب “حسن نصغالاه” الأخير الذي سخر منه الجميع في المنطقة.. حيث جاء في الخطاب “ربما الليلة، ربما غدا، ربما في غضون أسبوع”، وعلقت الصحيفة هكذا قال زعيم حزب الله حسن نصرالله على منصة إكس الاثنين عن توقيت الضربة الانتقامية التي شنتها المجموعة، في محاولة على ما يبدو لبث الخوف في نفوس الإسرائيليين. لكن هذه التصريحات أتت بنتائج عكسية..
وسخر أحدهم:
@alpha_rony
باختصار.. وبعد خطاب سماحة السيد حسن نصرالله.. لبنان صار أقوى دولة في الشرق الأوسط.
وقالت ناشطة حقوقية عراقية:
@aynassd3
ما زالت المعركة والرد الايراني فقط في صفحات الميليشيات والذيول الولائية .
راح تقصف تسحق تشعل تدمر تفلش تغزو …
#إيران_وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
الشعب العراقي يريد كهرباء وانخفاض سعر الدولار . لا خامئني ولا حسن نصرالله نارهم تأكل حطبهم.
وعلق ناشط:
@Mnn_611
مُستوطن من حيفا يطلب من السيّد الردّ اليوم.
لقد قتلتنا يا نصرالله، لقد قتلتنا
السيد حسن: يواش يواش.
وسخرت معلقة:
@tmrrah9
حسن نصرالله: لقد ردينا على إسرائيل من خلال جعلهم ينتظرون هجومنا لمدة أسبوع.
وسخر آخرون من الموالين لحزب الله الذين كانوا بانتظار خطابه ويعولون على الرد:
@777954Ahmad
مدري من كذب عليهم
قالوا إن حسن نصرالله إذا ألقى خطاب فيه تهديد لإسرائيل يموتوا بالعشرات من اليهود من الخوف والهلع.
اقرأ|ي أيضاً| توتر مع توقع اقتراب الرد الإيراني.. هل يمكن نزع الفتيل؟
وانتشرت مؤخرا رسالة على تطبيق واتساب في البلدان العربية تسخر من إيران وحلفائها بسبب الحديث عن ردهم بينما يجلسون مكتوفي الأيدي.. تقول الرسالة:
“هل ستحبني إلى الأبد؟”.. “إلى الأبد، إلى أن يختفي الكون، وتحترق النجوم، وترد إيران !” ..
وفي إيران نفسها .. حيث يعد إطلاق النكات حول السلطات الاستبدادية في البلاد أمرا خطيرا للغاية، لجأ الناس إلى منصة إكس للتعليق على الرد “المزلزل” .. وسأل أحد المستخدمين الذي مازح عن تخزين الطعام دون داع “إذن متى ستبدأ الضربة” .. “لقد ملأنا أيضا المخزن والخزانة”.
ومع مرور الأيام دون أيّ رد من إيران ووكلائها، تبدو الحياة في إسرائيل طبيعية جدا، بل أكثر طبيعية يوما بعد يوم.. حيث يتنقل الناس في المدينة على دراجات بخارية وكهربائية، وتتنزه العائلات في الحدائق، وتستمر مباريات الكرة الطائرة الشاطئية.
وتعليقا على هذا الأمر أوردت صحيفة وول ستريت جورنال قول لأحد العاملين الذي يشتغل وكيل أسفار والذي أمضى يومه في اللعب على الشاطئ مع كلبه، بدلاً من القلق بشأن هجوم قد لا يحدث أبدا.. قال “ربما يكون هذا هو قدري، وربما لا. قد تكون هناك فرصة أكبر للفوز باليانصيب من سقوط صاروخ على رأسي”.
من جهتها، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في مقال “الآن، أصبح العديد من الإسرائيليين على دراية بالوقت الذي تستغرقه الصواريخ أو القذائف أو الطائرات دون طيار للوصول إلى مدى الضربة، وبالتالي هم يخططون للبقاء على مسافة معقولة من الملاجئ”.
في المقابل لا تخلو وسائل الإعلام العربية والدولية من نقاشات مستفيضة عن التصعيد في منطقة الشرق الأوسط والمخاوف من امتداد رقعة الصراع وتداعيات اغتيال هنية في انتظار الرد الإيراني من طهران أو وكلائها في المنطقة، في ما لا يزال المحللون يناقشونه ويضعون السيناريوهات المتعددة لمكانه وزمانه.
وذكرت وسائل إعلام أن المخابرات الإسرائيلية تتوقع أن تشن إيران هجوما مباشرا على إسرائيل خلال أيام، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، لمراسل موقع “أكسيوس” الأميركي.
وكشفت المصادر أن “الهجوم المحتمل قد يكون قبل قمة المفاوضات بشأن صفقة الرهائن”، وهذا يعد تغييرا في التقييم الذي كان سائدا من قبل والذي كان يرى أن الضغط الدولي على إيران سيمنعها من شن هجوم مباشر ضد إسرائيل.