كميل: الوحدة الوطنية هي طوق النجاة ونحن في فتح فلسفتنا أننا نحب كل فلسطيني حتى لو كان معارضاً
شعاع نيوز – قال عبد الله كميل، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، حول اجتماع مركزية فتح، والمستجدات على الساحة الفلسطينية: إن ما قاله السيد الرئيس محمود عباس في البرلمان التركي كان حديث قوي ومفاجئ للكثير من المراقبين، ويعد رداً على كل المتحدثين عن اليوم التالي للحرب، والبعض الذي تهافت من أجل الرد الإيجابي على هذا السؤال.. ما الذي سيجري في اليوم التالي بعد انتهاء هذه الحرب المجنونة التي تشن على الفلسطينيين؟ ، والرد واضح أن هناك أرض واحدة والأراضي الفلسطينية تربطها رابطة جغرافية واحدة، وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس هي كلها أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، وبالتالي هناك مرجعية واحدة وهي القيادة الفلسطينية أي “منظمة التحرير الفلسطينية”.
هدف زيارة الرئيس الى غزة
وأضاف كميل في مقابلة مساء امس مع فضائية عودة : في حديث السيد الرئيس عن أنه سيتوجه إلى قطاع غزة هو رد على كل المتسائلين، ورد على نتنياهو تحديدا الذي يتحدث عن اليوم التالي، وبالتالي أصبح لا يوجد هناك أي جدل في هذا الموضوع ونحن جاهزون كمنظمة التحرير،هذه المنظمة التي ترسخت بعد قائمة طويلة من الشهداء الذين ساهموا في إرساء قواعد منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وهي المرجعية للجميع بلا استثناء ولا بد من ان ينضوي الجميع تحت اطار منظمة التحرير.
وأوضح كميل أن الهدف من الزيارة الى قطاع غزة أيضا وقف هذه الحرب المجنونة التي تشن على الشعب الفلسطيني، ولهذا دعا السيد الرئيس كل قادة العالم للذهاب معه إلى قطاع غزة، على اعتبار بأن ذهاب القادة والرؤساء والأمين العام للأمم المتحدة إلى قطاع غزة في ظل هذا القصف وفي ظل هذا القتل سيسهم بالتأكيد بإيقاف شلال الدم الفلسطيني.
وقال كميا إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون حالة صعبة جدا، فهناك خمسين ألف شهيد حتى الآن ونتحدث عن أكثر من مائة وعشرين ومائة وخمسين ألف جريح، ناهيكم عن الأسرى، وأيضا ما حدث ويحدث مع الأسرى سواء كان من قطاع غزة أو من الضفة الغربية، وهؤلاء بحاجة الى من يغيثهم ويوقف عنهم هذا الكرب وهذا الالم الناتج عن الفقدان الدائم والخوف من فقدان الروح لانه من يدفع الثمن هم الاطفال والنساء والعزل من ابناء شعبنا الفلسطيني.
واستطرد كميل: أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزه من الطبيعي جداً أن يفرح لاعلان السيد الرئيس عن القدوم لقطاع غزه فهو رئيس الشعب الفلسطيني وهو الاب للكل الفلسطيني وهو رئيس منظمه التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ونأمل أن يتجاوب الرؤساء والقادة أولا في العالم العربي والعالم الإسلامي وكل القادة الأحرار في العالم مع دعوة السيد الرئيس، لأن هذه هي الطريقة المثلى لإيقاف هذه الحرب المجنونة التي تشن على الدم الفلسطيني.
لغة الحسم لن تجدي مع الفلسطيني
وأضاف كميل: أنه لا بد من الإدراك بأن الحرب تشن على الكل الفلسطيني بلا استثناء، الحرب على السلطة كإطار يمثل الكيانية الفلسطينية، وهذا بالتأكيد له علاقة بفكر الصهيونية الدينية بالأيديولوجيا التي يؤمن فيها نتنياهو وبن غفير سموتريتش، وهناك حرب حقيقية تدور في الضفة الغربية، وأعمدة هذه الحرب أو عناصر هذه الحرب هم الأجهزة الرسمية الإسرائيلية ممثلة بالجيش وأجهزة الأمن من ناحية، وقادة المستوطنين والأجهزة والمنظمات التي شكلت من أجل تطبيق هذا الفكر أو هذه الأيديولوجيا، وهذه عنوانها كما يقولون، وكما يرشح من هنا وهناك، معركة الحسم بمعنى حسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عسكريا. وقد اعترف قادة الحركة الصهيونية بأن لغة الحسم لا تجدي مع الفلسطينيين، وبالتالي أمام هذه الحالة نعم يجب أن يتجاوب كل الفلسطينيين، وكل الفصائل وكل القوى مع الدعوة القائلة بضرورة الوحدة وتوحيد الكلمة.
الوحدة الوطنية طوق النجاة
وقال كميل : على حماس أن تتحلل من ارتباطها بالإخوان المسلمين، وعلى حماس أن تتحلل من ارتباطاتها الإقليمية، وأن تفكر بعقل فلسطيني، وأن تدفع بنفسها فعلا لأن تكون جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية؛ لأنه بكل بساطة عندما تكون حماس كفصيل فصيل وطني جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية تؤمن بميثاق منظمة التحرير وتلتزم بالتزامات منظمة التحرير هذا سيسهم بلا شك بوصولنا إلى الوحدة الوطنية، والالتزام بإلتزامات منظمة التحرير قد يكون الخطوة الأولى وقارب النجاة للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني، والذهاب بهذا القارب باتجاه شاطئ الحرية والاستقلال، ونحن في فتح فلسفتنا اننا نحب كل فلسطيني حتى لو كان معارض ، وأنا متأكد تماما بأن حماس في يوم ما ستشعر بالألم لأنها كانت سببا في هذه الحالة التي وصلنا إليها.
القرار الوطني المستقل
وتساءل كميل : ما الفرق بين أن أذهب باتجاه التفاوض على أساس دولة في 67 ، وبين أن آتي بعد 7 أكتوبر وأقول بأن الباب مفتوحا لحل مشكلة الأسرى، وكذا والعودة إلى حدود السادس من أكتوبر، والتفاوض على دولة فلسطينية. و التفاوض الآن اصبح في إطار قطاع غزة، حماس الآن تفاوض الاسرائيليين عبر طرف ثالث من خلال الأخوة القطريين ومن خلال الأخوة المصريين على أساس الجغرافيا،فقط قطاع غزة وعلى موضوع الأسرى وقضية الإعمار الذي لن يقوم به الإسرائيليين، الإعمار سيكون فيه جهة تمثل كل الفلسطينيين، والقسم الذي سيتم التعامل معه رسميا هو منظمة التحرير. وبالتالي العودة إلى حضن منظمة التحرير أو الدخول في حضن منظمة التحرير، هو الطريق الأمثل للوصول إلى مبتغانا الوطني وإلى تحقيق مشروعنا الوطني، وبهذه الطريقة ننقذ شعبنا من مزيد من الويلات؛ وهذا ما يجعلنا نطالب بالعودة إلى منظمة التحرير، والتزامات منظمة التحرير السياسية والقانونية. وهذا الذي يجعلنا نقول بأن القرار الفلسطيني المستقل هو سلاح فتاك في كل مراحل الصراع مع الاحتلال. ويشهد التاريخ أن فتح أو منظمة التحرير لم تقبل في يوم من الأيام أن تكون رهينة في يد أحد .
وأوضح كميل أن الخطورة ان تكون مرتبط إقليميا تحت أي شعار كان شعار ثوري، شعار وحدة الساحات شعار ديني، هذا الكلام كله يجب أن يوصلنا إلى قناعة أنه ما من جهة ترهن موقفك معها إلا وتكون تريد منك مقابل ، وبالتالي هي تبحث عن مصالحها وأنا أقصد إيران. وللتاريخ اقول أن أبو عمار أكثر شخص دعم الثورة الإيرانية، وكانت كل قوات الثورة الإيرانية تتدرب في معسكرات فتح، 270 ألف كلاشن بأمر من أبو عمار في حينها سلمت للثورة الإيرانية، ومطابع فتح كانت هي التي تطبع منشورات الثورة الإيرانية عندما كان الخميني موجود في باريس، وكانت قادة الثورة الإيرانية كلهم يتهافتون على لبنان عند أبو عمار. ما الذي فعلوه في أبو عمار؟ تعاملوا مع أبو عمار على أنه ليس قائد الشعب الفلسطيني، إلا إذا كنت تريد ان تعمل تحت مظلة الثورة الإيرانية، ساهموا بانشقاق فتح من خلال نمر صالح أبو صالح اللذي كان ممثل فتح في إيران في حينها، بالتالي بمعنى ردوا على الوفاء بالخديعة. وهذا الكلام لإخوتنا في حماس اتعظوا من تجربة فتح، انتم لم تفعلوا لايران مثل ما عملت لهم فتح، فتح كانت سبب رئيس في انتصار الثورة الايرانية . والطريقة اللي اتعاملوا فيها الايرانيين معنا، طريقة تدل على انهم يبحثون فقط عن مصالحهم. وقال كميل : بدل ان نتكلم بوحدة ساحات، لنتكلم بوحدة الساحة الفلسطينية،هذا هو الأهم.
المنهاج الفلسطيني يتحدث عن حقائق
وحول ادعاءات اسرائيل عن التحريض في المنهاج الفلسطيني قال كميل : من الذي يحرض؟ المنهاج الفلسطيني الذي يتحدث عن تاريخ حقيقي، أم المنهاج الاسرائيلي الذي يتحدث عن تاريخ مزور؟ من الذي يحرض الذي يتحدث عن أسماء حقيقية موجودة كانت تقود الشعب الفلسطيني كعبد القادر الحسيني وأمين الحسيني وياسر عرفات وجورج حبش وغيرهم من القادة؟.لتتشكل لجنة خالية الشهوة حيادية لتنظر بالمنهاج الفلسطيني، وتنظر بالمنهاج الإسرائيلي، والذي تقرره اللجنة الحيادية العالمية نحن موافقون عليه.
وحول الوضع في الضفة الغربية قال كميل : تحية لكل اهلنا في جنين وفي كل الضفة الغربية الذين هبوا لنجدة جنين، الذي حدث في جنين وفي طولكرم، و مخيم نور شمس ومخيم طولكرم ومخيم جنين من عمليات التدمير ، ما علاقتها في المقاومه من تخريب شوارع ومحال تجاريه، فهل هناك اكثر من هكذا تحريض.
مطلوب استنساخ الموت الذي يهزنا في غزه
وعن دور الاجهزة الامنية الفلسطينة أوضح كميل : هناك من يتسائل أين الأجهزة الأمنية؟ أليس دور الأجهزة الأمنية حماية الشعب ؟ نعم حماية الشعب الفلسطيني، ولكن أيضا نحن نتعامل بحكمة لأن الإسرائيلي يريد أن يضعنا في هذه الدائرة لأنه يتكلم بلغة الحسم. لدينا 17 الف رجل أمن موزعين ما بين أمن وطني و شرطه واستخبارات ومخابرات ووقائي ودفاع مدني وضابطة جمركية.
وهنا اتساءل هناك في قطاع غزة 50 الف رجل أمن، اضافة الى كتائب القسام، و سرايا القدس، وكتائب الاقصى، وغيرها، هل استطاعوا منع قتل 50 الف فلسطيني في قطاع غزه؟ هل استطاعوا منع تدمير قطاع غزه؟.
هل مطلوب استنساخ الموت الذي يهزنا كلنا في قطاع غزه؟ هل المطلوب استنساخه هنا في الضفه الغربيه؟ هل المطلوب أيضا تدمير الضفه الغربيه؟ علينا ان نتعامل بالطريقه التي تمكننا من الوصول الى الحريه، ونعتقد أن الوحدة الوطنية هي أهم من كل السلاح.