إيران تضحي بأدوات محورها.. لإنقاذ نفسها
إيران تضحي بأدوات محورها.. لإنقاذ نفسها
شعاع نيوز – الكاتب: حميد قرمان – لقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وطفت على السطح الأهداف الدفينة، فدفع الشعب الفلسطيني ثمن حرب الإبادة بالأمس، واليوم سيدفع ثمنها الشعب اللبناني الذي وجد نفسه أمام تداعيات نيرانها دون أن يدرك مسار نهايتها.
بعيدا عن أهداف منظومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو وغاياتها، تقف إيران عاجزة أمام واقع انهيار أوراق الضغط التي تمتلكها قبل إيجاد مقاربة واقعية تحمي بها أدوات محورها أمام الضربات الإسرائيلية المرتكزة اليوم على قاعدة تحييد جبهة جنوب لبنان وإخراجها من حسابات دائرة الصراع، بعد أن نجحت إسرائيل وجيشها في القضاء على قدرات حركة حماس في جبهة غزة، خاصة بعد فشل ما يسمى وحدة الساحات في إيجاد صيغة سياسية مقبولة لدى المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري المتزايد بوتيرة متسارعة في المنطقة.
العجز الإيراني في إدارة ملفات الحرب، وضيق هامش تنسيق تحركات ميليشياتها بما يخدم أجنداتها، جعلاها رهينة بنيامين نتنياهو الذي يسعى لجرها إلى حرب شاملة هدفها المعلن تدمير برنامج طهران النووي، وهو ما جعل إيران وأدواتها بلا أفق سياسي تصل به مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى سقف حل تعقيدات حالة الجمود السياسي التي افتعلها نتنياهو مستغلا جملة العوامل الإقليمية والدولية المترقبة وصول رئيس أميركي جديد إلى سدة الحكم في البيت الأبيض بداية أكتوبر المقبل.
اقرأ\ي أيضاً| حزب الله تحت النار وطهران تنأى بنفسها عن المواجهة
إيران بانعدام إمكانياتها الإستراتيجية اليوم، ستلجأ إلى ورقتها الأخيرة في خلق موجات فوضى منظمة في الشرق الأوسط معتمدة على جماعة الإخوان المسلمين وميليشياتها الموالية لها في بعض دول المنطقة، لوقف استنزاف قدرات محورها من جهة، ومن جهة أخرى لإعادة إنتاج مسارات سياسية جديدة تتيح لها إيجاد خارطة طريق مع الدول الغربية بدأها وجه النظام الإيراني الناعم، الرئيس مسعود بزشكيان بإصدار تصريحات تهدئة يغازل بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية للخروج من مأزق فوضى الحرب الشاملة.
الرسائل والاتصالات السياسية التي تجول العواصم العربية والغربية، تنقلها وفود لتقديم الطروحات السياسية لوقف التدهور العسكري الحاصل في المنطقة وتؤسس لجولات مفاوضات ستبرع من خلالها طهران بسياسات المماطلة والتسويف بوهم عناوين شعارات “الصبر الإستراتيجي” لاستكمال أجنداتها ومشروعها في المنطقة هربا من انزلاق بدوامة تصعيد عسكري إسرائيلي يجذبها بقوة إلى أتون حرب تأكلها وتأكل أدوات محورها في المنطقة.