حق أطفال غزة في التعليم.. حلم مؤجل في ظل العدوان المتواصل

شعاع نيوز – في خضم العدوان المتواصل الذي يعصف بقطاع غزة، يواجه أطفال غزة تحديات لا حصر لها، ولعل أحد أكثر الحقوق انتهاكاً هو حقهم في التعليم. ما يجري في غزة يتعدى تدمير المباني والمنشآت؛ إنه انتهاك واضح لجميع المواثيق الدولية التي تمنع استهداف المنشآت التعليمية خلال الحروب.

لأكثر من 11 شهراً، يُحرم أطفال غزة من حقهم في التعليم، وباتت المدارس التي كانت ملاذاً لأطفالنا، الآن ملاجىء للنازحين، تفوح منها رائحة الوجع والموت.

ومنذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، أغلقت المدارس في غزة أبوابها، وترك مئات الآلاف من الطلاب بلا خيار سوى التخلي عن أحلامهم ومستقبلهم التعليمي.

تسعون بالمئة من المباني المدرسية تدمرت وفقًا لتقديرات منظمات الإغاثة، وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدوان الاحتلال على غزة تسبب في استهداف أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.

مستقبل معتم

في الوقت الذي يسعى فيه العالم لتحسين مستويات التعليم وتوفير بيئات تعليمية آمنة للأطفال، يواجه أطفال غزة واقعًا مغايرًا تمامًا. حيث يتعرضون لإبادة تعليمية متعمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. والصواريخ الإسرائيلية حولت المدارس إلى مقابر لأجساد الأطفال وطموحاتهم.

ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كان نصف أطفال المدارس في غزة، والبالغ عددهم حوالي 600 ألف، يحصلون على تعليمهم في مدارس الأونروا قبل اندلاع الحرب. لكن هذه المدارس، التي كانت ملاذًا آمنًا للتعلم، أصبحت الآن إما مدمرة تمامًا أو تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين.

وتحولت الفصول الدراسية، التي كانت أماكن للعلم والمعرفة، إلى مراكز مليئة بالأسر النازحة أو تم تدميرها بالكامل، إذ حلت الأسِرّة مكان المقاعد الدراسية، وأصبحت العديد من المدارس أماكن لليأس والمرض والموت.


اقرأ|ي أيضاً| الخضور: التعليم في قطاع غزة افتراضي ونسعى إلى دمج عامين دراسيين في عام واحد


تأثيرات نفسية مدمرة

لا شك أن الأطفال هم الفئة الأكثر تأثرًا في أي حرب وصراع، وأطفال غزة أكثر من يعانون من آثار نفسية مدمرة جراء تواصل عدوان الاحتلال، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال الفلسطينيين، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على التعلم. فكيف يستطيع الأطفال التركيز على دراستهم في ظل أصوات الانفجارات التي تتردد في آذانهم؟

الحق في التعليم

إن حق الأطفال في التعليم هو حق عالمي منصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل. ومن الواجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لحماية هذا الحق، ويجب أن تعمل الدول والمنظمات على الضغط من أجل وقف العدوان وتأمين الحماية للأطفال، وضمان أن تكون مدارسهم أماكن آمنة للتعلم والنمو.

يستحق الأطفال في غزة فرصة للعيش بكرامة واستعادة أحلامهم والتمتع بحياة طبيعية. ولتحقيق هذا الهدف، من الضروري أن تتضافر الجهود لضمان حق التعلم لكل طفل في غزة، مما يتيح له بناء مستقبله والمساهمة في إعادة بناء مجتمعه.

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى