منظمة “الرواية اليهودية الجديدة” تندد بشكل لا لبس فيه خطة ترامب بشأن غزة
شعاع نيوز_أصدرت منظمة “الرواية اليهودية الجديدة”، وهي منظمة تقدمية أميركية يهودية مرموقة ، بيانا يوم الأربعاء، نددت في بخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أفصح فيها عن نيته الاستيلاء على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وطرد الفلسطينيين منه.
وقال بيان المنظمة التي تمثل الخط الأميركي اليهودي الشاب المناصر للقضية الفلسطينية، ” نشعر بالفزع والذهول إزاء اقتراح الرئيس دونالد ترامب المتهور بأن تشارك الولايات المتحدة في التهجير القسري للفلسطينيين من غزة – وهو تأييد واضح للتطهير العرقي”.
وأقال البيان ، “إن هذا الاقتراح ليس فقط منفرًا أخلاقيًا ولكنه أيضًا انتهاك صارخ للقانون الدولي” ، و “إن التهجير القسري للسكان (من غزة) هو جريمة حرب. وأي محاولة لتنفيذ مثل هذه الفظائع ستكون جريمة لا لبس فيها ضد الإنسانية، مما يزيد من زعزعة استقرار منطقة مدمرة بالفعل ويلحق معاناة لا يمكن تصورها بملايين الأشخاص”.
وأشار البيان إلى : “إن قلق الرئيس ترامب المصطنع بشأن الظروف الإنسانية في غزة يبدو أجوفًا. في نفس اليوم الذي أدلى فيه بهذه التصريحات، وقع على أمر تنفيذي يعزز الحظر الذي يمنع الولايات المتحدة من تمويل الأونروا، أكبر مزود للمساعدات الإنسانية في القطاع. يأتي هذا في نفس الأسبوع الذي دمرت فيه إدارته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تقدم دعمًا حيويًا للمبادرات الإنسانية وبناء السلام في المنطقة. إن هذه الإجراءات، مجتمعة، تكشف عن أجندة الإدارة الحقيقية: ليس السلام أو الاستقرار، بل الضم والاستغلال”.
بدوره ، قال هدار سوسكيند، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمنظمة “الرواية اليهودية الجديدة لشركة New Jewish Narrative ” إن: “هناك اسم للتهجير القسري للسكان المدنيين. إنه تطهير عرقي، وهو جريمة حرب. قطاع غزة ليس فرصة لمطور العقارات لدينا لإثراء نفسه وأصدقائه. إنه موطن لمليوني رجل وامرأة وطفل فلسطيني. ندعو الكونجرس إلى توضيح أن الولايات المتحدة لن تواصل هذا العمل غير القانوني وغير الأخلاقي “.
ويحذر الخبراء إن فكرة ترامب، إن تم متابعتها جديا، ستكون الالتزام الأوسع للقوات المسلحة الأميركية، والأكثر كلفة في الشرق الأوسط منذ الغزو الأميركي للعراق وإعادة إعماره قبل أكثر من عقدين من الزمان. وستكون بمثابة انقلاب مذهل لموقف رئيس ترشح لأول مرة لمنصبه في عام 2016 منددا الدول ومتعهدا بإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
ويحذر المفاوض الأميركي السابق، آرون ميلر، الذي يعمل حاليا في معهد “كارنغي” للسلام، من إن فكرة الاستيلاء على غزة من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة إلى قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بطريقة حاول الرؤساء منذ عهد هاري ترومان تجنبها.
ويشير إلى الولايات المتحدة زودت إسرائيل بالأسلحة منذ فترة طويلة، ودعمتها دبلوماسيا، وماليا، وضغطت لإبرام اتفاقات تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية وحاولت التوسط في صفقات السلام. وقد خدم عدة مئات من القوات الأميركية كقوات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء لأكثر من أربعة عقود، كما أمر الرئيس السابق جو بايدن القوات الجوية والبحرية الأميركية مرتين بالدفاع عن إسرائيل في العام الماضي ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية. ولكن الرؤساء الأميركيين امتنعوا عن نشر قوة كبيرة من القوات البرية الأمريكية في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية والتي يجب توفيرها للسيطرة على غزة. وحتى في العام الماضي عندما أقام الجيش الأميركي رصيفاً عائماً مؤقتاً فاشلا، لتوصيل الإمدادات الإنسانية إلى غزة، حرصت إدارة بايدن على عدم نزول القوات الأميركية إلى الشاطئ.