شؤون عربية و دولية

الجفاف يضرب العراق.. ويصرع “الحيوان الضخم”

شعاع نيوز: يواجه مربو حيوان الجاموس في العراق، مأزق انخفاض تدفقات المياه الواصلة إلى بلادهم، بسبب الأزمات القائمة مع إيران وتركيا، بينما تناقصت أعداد هذا “الحيوان الضخم” إلى مستويات قياسية، في ظل ضعف الدعم الحكومي نحو القطاعين الحيواني والزراعي.

ويعد الجاموس من الحيوانات القديمة التي ترتبط بتاريخ العراق، وعرفه السومريون والآشوريون والبابليون، ويعتبر من الحيوانات الذكية، ويرتبط عاطفيًّا مع مربيه، الذين يحنون عليه ويبكون على وفاته كأنه فرد من البيت.

وتأثر هذا الحيوان خلال السنوات الماضية، بالأحداث والكوارث التي شهدها العراق، إذ تشير إحصائيات إلى انخفاض أعداده من 300 ألف إلى 30 ألف رأس.

ويعتبر الجاموس من الحيوانات المهمة، فهو ينتج الحليب والقيمر، التي تعد من المنتجات المهمة في العراق، وتلقي إقبالًا واسعًا عليها، رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بمنتجات الحيوانات الأخرى.

ويحتاج هذا الحيوان إلى كميات كبيرة من المياه، فهو من الحيوانات التي تحتاج إلى المياه والطين بشكل كبير جدًّا ليحافظ على مستوى برودة جسمه، حيث تتسبب قلة المياه بهزالة الحيوان وذوبان شحومه، كما أن ملوحة المياه تتسبب له بالعمى أو ضعف البصر، ومع انخفاض واردات المياه وأزمة التصحر والجفاف الذي يمر به العراق، نفقت أعداد كبيرة منه، وهو ما انعكس سلبًا على القطاع الزراعي والحيواني، خاصة في ظل وجود آلاف العائلات التي تعيش على هذا الحيوان في الجنوب العراقي.


اقرأ\ي أيضاً| عاصفة ترابية جديدة في العراق وتعليق الرحلات في مطار بغداد


نهاية عصر “هور الحويزة”

حسب مختصين فإن نسبة المياه في الأهوار انخفضت إلى مستويات لا تكفي حتى لتربية الأسماك، إذ أصبحت مسطحات مائية قليلة العمق غير صالحة ليعيش فيها الجاموس، ويرافق ذلك ضعف سياحة الأهوار على رغم ضمّها إلى لائحة التراث العالمي.

في هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي، دريد العنزي، أن “نسبة المياه في الأهوار انخفضت من 25 إلى 30 بالمئة، كما أن هور الحويزة انتهى بعد قطع إيران من 3 إلى 4 أنهر كانت تصب فيه، بينما تقلصت نسبة مياه دجلة والفرات، وهو ما يستدعي حفر آبار في هور الحويزة، لتعويض 30 بالمئة من المياه، ما سيسهم في إعادة الحياة للهور مرة أخرى”.

وأضاف العنزي، أن “الحفر الجائر للآبار أثّر على كمية المياه في الأهوار وعلى الجاموس الموجود فيها، ولإعادة المياه والجواميس إلى الأهوار يجب زراعة نبات يتغذى عليه الجاموس والأسماك غير القصب (البردي)، لأن الأخير يستهلك كميات كبيرة من المياه تكفي لسد حاجة 8 منتجات زراعية أخرى، لهذا يجب إعادة إعمار الأهوار وجلب أنواع من الجواميس أكثر إنتاجية ومطعّمة، فضلًا عن استزراع نباتات غير القصب”.

وتعصف بالعراق حاليًّا أزمة على مستوى الإنتاج المحلي، خاصة الدجاج والأسماك والخضار، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الأولية في السوق السوداء، وهو ما دفع العديد منهم إلى ترك هذه الأعمال والهجرة نحو المدينة بحثًا عن عمل آخر، وسط تحذيرات من تصاعد أعداد العائلات التي تترك الأرياف نحو المدن، بحثًا عن أعمال غير الزراعة وتربية الحيوانات.

المصدر: سكاي نيوز عربية

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى