شؤون محلية

خطة لإنشاء حي استيطاني جديد جنوب شرق القدس

شعاع نيوز: أقرت لجنة التخطيط والبناء المحلية الإسرائيلية، الخميس الماضي، خطة إنشاء حي استيطاني على أراضي قريتي صور باهر وأم طوبا جنوب شرقي القدس المحتلة -وتوسيع كيبوتس- رمات راحيل – وسبق أن اعلنت الحكومة الإسرائيلية عن هذا المشروع قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأيام وقررت تأجيل إقراره رسميًا لما بعد الزيارة خشية تعكير أجواءها.

وقال خبير الأراضي والاستيطان خليل التفكجي، حسب الخطة التي تم نشرها سيقام الحي الاستيطاني على المنحدر باتجاه مدخل جبل أبو غنيم – هار حوما – على منطقة يحدها الخط الأخضر من جهة وحدود 1967 من الجهة الثانية، وهي ضمن الخطة الإسرآئيلية لبناء جدار استيطاني يفصل القدس الشرقية المحتلة عن بيت لحم بجدار استيطاني من الشرق إلى الغرب.

وأضاف التفكجي، أن الخطة ضخمة ومتشعبة وتشمل بناء 1400 وحدة استيطانية في المرحلة الأولى، إلى الشمال من محطة وقود الكيبوتس (بجانب طريق الخليل) وأسفل مستوطنة (متسبيه يائير) فوق الكيبوتس (المطل على جفعات هماتوس) -بحيث تغلق وتستولي على مساحة شاسعة من الأراضي الفلسطينية الخاصة، بحيث لا يبقى أراضي فارغة وتغلق المنطقة الجنوبية بالكامل في مشهد يكرس جدار من المباني الاستيطانية -تقطع التواصل الجغرافي والديمغرافي بين القدس وبيت لحم.

وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تقوم على 3 أهداف، مسح وإزالة الخط الأخضر عبر البناء على طرفية وبطريقة ممنهجة ومدروسة بحيث لا يمكن العودة إلى حدود النكسة عام 1967، كذلك قطع التواصل بين القدس وبيت لحم التوأمين الدينيين، المهد والقيامة والأقصى، والعاصمة القدس الشرقية المحتلة العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني تتلاشى من المشهد.

وبين التفكجي أن ضمن المشروع وعلى الأراضي هناك يوجد حاليًا ثلاثة منازل قديمة سيتم هدمها، وبدلاً منها سيقيم الاحتلال 650 وحدة استيطانية في 6 أبراج ضخمة (سيطلق على المكان اسم مشروع “أميت حميم”) في استغلال لطبغرافية المنطقة وتعرجاتها الجبلية ولتشكيل حاجز “فيزي- مادي ” يحجب المشهد ويغلق المنطقة بتكتل استيطاني ضخم ومغلق يحد من التحرك والتوسع الفلسطيني شمال جنوب ويوسع الاستيطان شرق غرب المدينة.

واوضح أنه بالقرب من مدخل الكيبوتس في صور باهر من الجانب الشرقي، جنوب الشارع والمعسكر الأردني القديم، سيتم بناء حي استيطاني آخر يضم 450 وحدة استيطانية ومدرستين (ولهذا الغرض سيتم أخذ 57 دونمًا من البساتين) في صور باهر مشرفة على منطقة بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.


اقرأ\ي أيضاً| المصادقة على خطة لبناء 1446 وحدة استيطانية على أراضي صورباهر


وأما الهدف الثالث في الخطة الإسرائيلية، قال التفكجي هو ديمغرافي، حيث يريد الاحتلال زيادة عدد الوحدات الاستيطانية في هذه المنطقة التي تعد الخاصرة الجنوبية للقدس وربطها بالكتل الاستيطانية الضخمة في (كفار عتصيون) جنوبًا وفي الشارع الاميركي، ومستوطنة (معاليه أدوميم) شرقًا حتى حدود غور الأردن لتشكيل هلال استيطاني يبتلع مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية ويحقق للاحتلال السيطرة على جنوب وشرق القدس ويعزلها عن التكتل الفلسطيني في بيت لحم والخليل جنوبًا.

وقال: إن الهدف زيادة عدد المستوطنين في هذا القطاع من القدس المحتلة وذلك في إطار حربه الديمغرافية على الفلسطينيين والمقدسيين خاصة وسلبهم أراضيهم ومحاصرتهم في أقل حيز من الأراضي ومنع توسعهم.

ولفت التفكجي إلى أن هذه الخطة موضوعة ويجري تنفيذها على مراحل، وذلك منذ عام 1991 بعد وضع 400 كرفان على منحدر جنوب شرق القدس لإسكان المستوطنين الذين تم جلبهم من اثيوبيا حينها، مشيرًا إلى أنه بعد 31 عامًا بدأ العمل الفعلي والإشغال لبناء الشق الأوسع من الخطة بعد موافقة أميركية ضمنيًا رغم أنه تم تأجيلها خلال زيارة بايدن، وكذلك تأجيلها مسبقًا لأكثر من 8 سنوات بضغوط أميركية وأوروبية، ويرجح أن يستغرق تنفيذ الخطة حتى نهاية عام 2025.

وقال التفكجي: إن الاحتلال يرى في الأحياء الاستيطانية في هذه المنطقة بأنها في موقع استراتيجي وأساسي لأمن القدس العبرية، وهو في الواقع آخر احتياطي أرضي واسع للبناء الاستيطاني اليهودي الديني، ويهدف إلى توسيع حدود (القدس الكبرى) وفق الرؤية الإسرائيلية، والتي تهدف إلى تأمين الأغلبية اليهودية في المدينة إقليميًا وديمغرافيًا، وبالتالي منع تقسيم القدس مستقبلاً.

 

المصدر: القدس دوت كوم

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى