شؤون عربية و دولية

خلافات غير معلنة… «التنسيقي» يواصل مساعيه لحسم ماراثون ما بعد الأربعين

شعاع نيوز-وسط خلافات غير معلنة بين أطراف الإطار التنسيقي بشأن كيفية التعامل مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد انتهاء زيارة الأربعينية (الجمعة المقبل)، فإن الأخير يواصل صمته عن التعليق بشأن ما يدور في الساحة السياسية. ورغم صدور أكثر من تغريدة بالاسم الصريح للصدر خلال الأيام الماضية تناولت قضايا دينية بحتة بما في ذلك تفسير بعض آيات الذكر الحكيم، فإن مَن يُعرف بـ«وزير الصدر» المدعو صالح محمد العراقي والذي يعبّر عمّا يريده الصدر على المستوى السياسي، يواصل صمته لليوم الخامس على التوالي. فحتى بعد إعلان كل من «تحالف السيادة» بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني عن إنهائهما عملياً تحالف «إنقاذ وطن» الذي كان يتزعمه الصدر فإنه -أي الصدر- أو وزيره لم يعلّقا على ذلك.

الإطار التنسيقي الشيعي وجد في إعلان الحلبوسي – بارزاني دعمهما إجراء انتخابات مبكرة عبر حكومة كاملة الصلاحيات بمثابة انتصار له في معركته ضد الصدر، حيث أعلن الإطار في بيان له أنه يرحب بالخطوة التي أقدم عليها «السيادة» و«الديمقراطي الكردستاني» وأنه يتواصل معهما لعقد جلسة للبرلمان بعد انتهاء زيارة الأربعينية. لكن كل من «السيادة» السني و«الحزب الديمقراطي» الكردي أبقيا الباب موارباً حيال أي تفاهمات يمكن أن تحصل، لا سيما أنهما لم يعلنا بشكل صريح عن دعم مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني، كما لم يعلنا موقفاً مناوئاً لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي الذي يريد الصدر إبقاءه في منصبه. غير أنه وطبقاً لما يرى بعض الأوساط السياسية الكردية ذات الصلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني أن الأخير منزعج لجهة اقتراح الصدر الإبقاء على الرئيس الحالي للجمهورية برهم صالح لقيادة المرحلة الانتقالية وهو ما دفعه إلى اتخاذ موقف لم يعد منسجماً مع موقف الصدر. لكنه في الوقت نفسه وطبقاً لتلك الأوساط «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وزعيمه مسعود بارزاني لم يعد بوسعه المجازفة ثانية في ترجيح كفة طرف شيعي على حساب طرف شيعي آخر. فبارزاني الذي بات يقترب بحذر من قوى «الإطار التنسيقي» نكايةً بالصدر الذي بات يفضل بقاء صالح وهو الخصم العنيد للبارزاني، لا يزال يتذكر سيل الاتهامات التي وُجهت له من قوى أساسية في «الإطار التنسيقي». ويعود بعض تلك الاتهامات إلى خمس سنوات إلى الوراء وتحديداً بعد مسعى الكرد إلى تنظيم استفتاء للانفصال عن العراق أواخر عام 2017 أو إلى ما قبل شهور عندما اتهمت قوى «الإطار التنسيقي» بارزاني بأنه هو من عمل على تمزيق البيت الشيعي عبر تحالفه مع الصدر.

وبينما لا يريد بارزاني ثانية أن يذهب مع قوى «الإطار التنسيقي» رغم حاجته إلى دعمها في التخلي عن تحالفها مع «الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة بافل طالباني، أو إجبار طالباني على التخلي عن مرشح لرئاسة الجمهورية برهم صالح، فإنه يبدو في وضع صعب لجهة التضحية بالصدر نهائياً أو التفاهم مع الاتحاد الوطني بشأن منصب الرئاسة أو الاتجاه كلياً نحو قوى «الإطار التنسيقي»، وهو ما يعني اتهامه من الصدريين بتمزيق البيت الشيعي لكن هذه المرة لصالح خصومهم. الهم الأكبر الآن لبعض قوى «الإطار التنسيقي» هي في كسر شوكة الصدر بعد أن اعتقدت أنه تلقى ضربة قاسية خلال أحداث المنطقة الخضراء. تلك الأحداث التي أجبرته على إنهاء اعتصام أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى غالبيتهم من أنصاره. وبينما أجبرت الزيارة الأربعينية كلا الطرفين الشيعيين (التيار الصدري والإطار التنسيقي) على التزام الهدوء وعدم التصعيد، لكن ما يجريه الإطار من مباحثات مع مختلف القوى السياسية يمثل بالنسبة له فرصة ثمينة لو تمكن من إقناع الكرد والسنة بعقد جلسة برلمانية يمكن أن يفرضوا من خلالها ما يمكن تسميته الأمر الواقع على الصدر.

الكرة حتى الآن ليست في ملعب أحد لكن الجميع في حالة انتظار باتجاه صافرة الإنذار التي سوف تعلن بدء ماراثون المباراة التي قد تكون الأصعب منذ مطلع الأسبوع المقبل.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى