بوتين يعلن ضمّ 4 مناطق أوكرانية لروسيا
زيلينسكي يردّ .. وواشنطن تتوعد والغرب غاضب

شعاع نيوز: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية باتت روسية، كما ندّد في خطاب مطوّل بما سماه سيطرة الغرب على النظام العالمي.
وفي حفل استضافه الكرملين لمراسم الضمّ، ألقى بوتين خطابا مطولا أكد فيه أن ضم المناطق الأربع الجديدة للاتحاد الروسي يعبّر عن الإرادة الشعبية للملايين، وأنّ سكان تلك المناطق باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد.
وحضّ الرئيس الروسي كييف على وقف جميع عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وقال “ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال، ووقف جميع الأعمال العدائية.. والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وأضاف بوتين أن روسيا ستقوم بكل شيء للدفاع عن أراضيها، وعلى نظام كييف احترام ما وصفه بالإرادة الشعبية، مشددا على أن “القوة هي التي ستحدد المستقبل السياسي في العالم”.
وأشار في هذا السياق إلى أن الغرب يحاول تغيير أسس النمو في العالم، ويمنع المجتمعات من التطور بوسائلها ومن الدفاع عن سيادتها.
ورأى أن الغرب “تخلى عن قيم الأسرة”، وأوضح أن “المجتمع الروسي لن يتقبل التوجهات الغربية والأنماط السلوكية الشاذة”.
واتهم بوتين الولايات المتحدة بفرض سلطة الدولار على العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ورأى أن “الغرب يريد تصنيفنا عدوا وأوروبا لا تريد حلا عمليا لأزمة الطاقة، الغرب لا يتراجع عن نشر الدعاية الكاذبة ضدنا، لكن هذه الأكاذيب لن تدفئ الأوروبيين في الشتاء”.
كما هاجم السياسات الأوروبية قائلا إن أوروبا “تقبل بالخطط الاستعمارية الأميركية الجديدة، والغرب يستهدف شركاءنا والدول المجاورة لنا”، مضيفا أن “القيام بعمليات تخريبية وتفجيرات في خطوط الغاز في البلطيق هو ضمن وسائل مواجهة روسيا، والغرب هو المستفيد”.
واتهم الرئيس الروسي الغرب بإنتاج أسلحة بيولوجية، واستخدام البشر في أوكرانيا حقول تجارب، كما أكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا “حوّلتا دولا ومدنا إلى أطلال، وواشنطن خلّفت وراءها جثثا في بلدان عديدة”.
وشدد في خطابه أيضا على أن روسيا بلد عظيم ولن يقبل أن يعيش على أساس “قواعد دولية مزورة”، وأنه ليس لدى الغرب أي حق أخلاقي في إملاء إرادته في حين يقسم العالم إلى دول متحضرة وأخرى متوحشة.
زيلينسكي سنرد خطوة حاسمة
في غضون ذلك، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده اتخذت ما وصفها بالخطوة الحاسمة، بالتوقيع على طلب الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا، مضيفا في فيديو بُث على الإنترنت أن “أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية.. سنتفاوض مع الرئيس الجديد”.
وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن مجلس الأمن القومي والدفاع بحث تدابير ضمان الأمن الجماعي على المستويين الأوكراني والأوروبي.
كما أكدت أن الاجتماع الذي تمّ برئاسة زيلينسكي بحث التصدي لمحاولات روسيا ضمّ أراض أوكرانية، وذلك قبل الإعلان رسميا عن ضمها بالفعل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ردود فعل دولية
“سيدفع الثمن باهظا”، بهذا التهديد علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، مشيرا إلى أن موسكو تخالف القانون الدولي.
وقال بايدن في بيان إن “الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لضم أراض أوكرانية ذات سيادة”.
وفي واشنطن، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن بلاده لن تعترف أبدا بإعلان بوتين ضم أراض أوكرانية، مضيفا “لن نعطي أي أهمية لمحاولات بوتين تغيير خريطة أوروبا”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية “موقفنا تجاه أوكرانيا ثابت، ويتمثل باحترام سيادتها مع مراعاة الهواجس الأمنية لأي دولة أخرى”، وأضافت “مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد في أوكرانيا”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن “الاتحاد الأوروبي ومواطنيه يقفون مع سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن أراضيها حتى تحريرها”، وأكد أن “روسيا تضع الأمن العالمي في خطر عبر ضم مناطق أوكرانية، ولن نعترف بهذه الخطوة”.
بدورها، قالت المفوضية الأوروبية إن شبه جزيرة القرم وخيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك أراض أوكرانية، ولن نعترف أبدا بضمها إلى روسيا، مشددة على أن وحدة أراضي أوكرانيا غير قابلة للتفاوض وكذلك سيادتها.
وأفادت وزارة خارجية بريطانيا بأنها أبلغت سفير روسيا “باحتجاجنا بأشد العبارات على الضم غير القانوني لأراض أوكرانية ذات سيادة”.
من جانبها، أكدت الخارجية الرومانية أنه يجب أن يرفض المجتمع الدولي الضم غير القانوني لأراض أوكرانية من قبل روسيا، كما قالت الخارجية النمساوية إن دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا ستبقى مناطق أوكرانية تماما مثل القرم.
وأكدت الخارجية البولندية، من جانبها، أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي في مواجهة الانتهاك الروسي للنظام الدولي، كما قالت الرئاسة المولدوفية “ندين بشدة خطوة روسيا ضم مناطق محتلة بشكل غير قانوني بعد تصويت وهمي أجري بتهديد السلاح”.
كما أعلنت إسرائيل، الجمعة، عدم اعترافها بضم روسيا للمقاطعات الأوكرانية الأربع.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان: “إسرائيل تدعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا”.
وأضافت: “لن تعترف إسرائيل بضم المقاطعات الأربع من قبل روسيا”.
واختتم البيان بالقول: “أكدنا هذا الموقف سابقًا عدة مرات، خلال الأيام الأخيرة”.
الناتو ومجموعة السبع
وفي الشأن ذاته، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن “الناتو لن يدخل في نزاع عسكري مباشر مع روسيا، ونحن لسنا طرفا في الصراع، ودورنا يتمثل في حماية سيادة أوكرانيا”، مضيفا “نواجه في أوكرانيا حربا ذات خطورة طويلة الأمد، ودعمنا كييف لكي لا تكون للحرب كلفة باهظة علينا”.
ورأى أن تهديد موسكو باستخدام أسلحة نووية ابتزاز للمجتمع الدولي وأن على روسيا إدراك أن لا فائز في أي تصعيد نووي، مؤكدا أنه “بعد لغة خطاب روسية طائشة وغير حكيمة، نرى الآن عملية ضم لأراض أوكرانية وهي خطوة تصعيدية خطيرة”.
وتابع ستولتنبرغ “إذا أوقفت روسيا القتال فإن أوكرانيا ستقوم بالمثل”، داعيا بوتين إلى إنهاء الحرب على أوكرانيا، كما شدد على دعم حق كييف في اختيار مسارها وتقرير نوع التحالفات الأمنية التي ترغب فيها.
وقال وزراء خارجية مجموعة السبع “لن نعترف أبدا بالاستفتاءات المزيفة في أوكرانيا التي أجريت تحت تهديد السلاح، ونجدد التأكيد أن دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا والقرم هي أراض أوكرانية”.
كما قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن “سنحاسب ومعنا دول مجموعة السبع أي كيان أو فرد أو دولة تقدم دعما سياسيا أو اقتصاديا للخطوات الروسية”، متوعدا بفرض عقوبات قاسية على “مسؤولين حكوميين وعائلاتهم في روسيا وبيلاروسيا”.
المصدر:(روسيا اليوم، الجزيرة، وكالات)