مثبت في الرئيسيةمقالات

دور المربي في علاج ظاهرة التنمر

دور المربي في علاج ظاهرة التنمر

انسام طه
انسام طه

بقلم – أنسام طه

التنمر هو إحدى أشكال ظاهرة العنف التي تبدأ غالباً في الظهور في بداية الدوام المدرسي، حيث تعد المؤسسات التعليمية بيئة خصبة لنشوء ظاهرة التنمر وذلك بسبب اكتظاظ الصفوف المدرسية بالطلاب، وعدم وضوح الأنظمة والقوانين التعليمية، واستخدام الأساليب التعليمية غير المجدية، وعدم وضع قوانين حازمة السلوك بما يتعلق بظاهرة التنمر.

التنمر: هو قيام طفل بإيذاء طفل آخر بشكل مقصود، قد يكون إيذاء جسدي أو نفسي بهدف شعور المتنمر بالسيطرة على الآخرين وإثبات ذاته.

ليس كل سلوك عدواني يندرج تحت ظاهرة التنمر، فهناك معايير محددة في سلوك التنمر وهي:

1- أن يكون السلوك متكرراً أكثر من مرة، وأن يمتد لفترات زمنية طويلة.

2- أن يستهدف السلوك ضحية محددة.

3- عدم تكافؤ القوى بين الشخص المتنمر وبين ضحية التنمر، فالمتنمر عادةً هو الطرف الأقوى من الناحية الجسدية أو النفسية.

أسباب ومبررات نشوء سلوك التنمر وممارسته من قبل الأطفال:

1- الأسباب الأسرية: وهي التنشئة الاجتماعية المتنمرة، تتمثل في استخدام إحدى الوالدين سلوك التنمر في التعامل مع أطفالهم أو استخدام إحدى الأبوين هذا السلوك مع بعضهم البعض، مما يجعل الطفل يقوم بممارسة سلوك التنمر خارج محيط الأسرة،  أضف إلى ذلك تأثير السمات الشخصية للأهل على أطفالهم.

كما تشير الدراسات التربوية إلى وجود علاقة إيجابية للأنماط الوالدية السوية في التأثير الإيجابي على الأطفال من حيث الانسجام والقدرة على التكيف الاجتماعي وارتفاع مستوى تحصيلهم الأكاديمي.

2- الأسباب الشخصية: تتمثل في دوافع الفرد الشخصية وهي متعددة وكثيرة تبعاُ لاختلاف طبيعة كل شخص ورغباته، فعدم وعي الطفل بمخاطر ممارسة سلوك التنمر ومدى تأثيره السلبي على بعض الأفراد يدفعه إلى الاستمرار فيه.

3- الأسباب النفسية: تتمثل غالباُ في حب الظهور وإثبات تميز الطفل المتنمر، يعود ذلك لشعوره بالإحباط بسبب تدني التحصيل الدراسي مثلاً أو تهميش دوره في اتخاذ القرارات في البيت والمدرسة.

يرفض ضحية التنمر عن الإفصاح عن تعرضه لسلوك التنمر، وذلك خوفاُ من النظر إليه على أنه ضعيف الشخصية وغير قادر على حماية نفسه.

كيف أساهم بضبط سلوك أطفالي والحد من ممارسة سلوك التنمر؟

من خلال تنمية الذكاء الأخلاقي ليكون الأطفال أكثر اندماجاُ مع أقرانهم في الناحية الوجدانية والنفسية والسلوكية والمعرفية. سنتحدث عن عدة عناصر يتضمنها الذكاء الأخلاقي وهي كالآتي:

1- العطف: يتضمن مراعاة شعور الآخرين وتفهم احتياجاتهم المختلفة، مما يعزز من قدرة الأطفال على التواصل الوجداني الانفعالي. يمكنك تعزيز هذا الجانب من خلال طرح السؤال الآتي على طفلك: ماذا تفعل لو كنت في الموقف…؟

2- الانضباط الذاتي: متمثلاً في الرقابة الذاتية فيقوم الطفل بما هو صواب من تلقاء نفسه، مما يسهم في ضبط دوافع الفرد السلوكية، يمكنك تنمية هذا الجانب من خلال تعزيز غرس القيم والقناعات الأخلاقية المدعومة بشواهد من القرآن وقصص من السلف الصالح.

3- الاحترام: باستخدام الحوار والنقاش في التحدث عن التأثير الإيجابي لهذه القيمة العليا، أضف إلى ذلك قدرة الطفل الكبيرة للتعلم بالقدوة والتقليد فكونك مربياُ يحترم خصوصيات غيره ولا يتدخل فيما لا يعنيه ينعكس إيجابياُ على إدراك الطفل للسلوك المقبول.

4- التسامح: تغذي مشاعر الراحة والسلام فيميل الفرد ليكون أكثر وداً مع الآخرين، ويتجنب السلوك العدواني.

واجبنا كمربيين في مواجهة سلوك التنمر يتمثل في تنمية هذه الجوانب الأربعة لتتحول لدي أطفالنا إلى ثقافة وممارسة منهجية، من خلال استخدامها في المواقف الحياتية المختلفة لتمنح الفرد حصانة نفسية ومناعة ذاتية تساهم في ضبط السلوك العدواني وخفض مستوى التنمر.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى