فلسطينيو الداخل..السلبية تعني استسلامًا، لنصوّت بكثافة

فلسطينيو الداخل..السلبية تعني استسلامًا، لنصوّت بكثافة

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – قد لا ينفع الندم بعد الانتخابات، ولا يحل المشاكل الاستسلام لليأس، السلبية مرض تريد إسرائيل أن نبقى مصابين به، لأنه يعفيها من أية مسؤولية، لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من هذا المرض اللعين، في كل مراحل كفاحه العادل. لا أحد يجادل بصعوبة الواقع وخصوصا داخل الخط الاخضر، ولكن ولأن قضيتنا بهذا التعقيد والصعوبة علينا أن لا نهدر أية فرصة مهما كانت محدودة لإحداث التغيير.

هم يدفعوننا دفعا لليأس وفقدان الامل، لأن فقدان الامل يعني أن صاحبه يستسلم أو ينتحر أو يتحول الى مجرم يقتل أبناء شعبه، كما هو حاصل عندنا في الداخل اليوم مع انتشار الجريمة. قد لا تمثل الانتخابات في دولة عنصرية كإسرائيل حلا، لكنها تمثل احدى الفرص القليلة لامكانية التغيير مهما كان بسيطا وبطيئا، فلماذ نهدر الفرصة ونحن لا نملك أي بديل جاهز.

لننظر إلى الخلف قليلا، إلى تاريخنا، ألم ندفع في جانب ما وصلنا إليه من دمار وتشريد ومعاناة بسبب السلبية المعتمة، الإسرائيلي يريدنا أن نستسلم لفكرة أن المؤامرة أكبر منا، وأن لا حول ولا قوة لنا، ولنقبل بواقع العنصرية واللامساواة، وهنا في الضفة وغزة والقدس الشرقية أن نقبل بالاحتلال، كنا ولا زلنا قادرين على صنع مستقبلنا بايدينا، عبر خوض الصراع في كل عنوان من عناوينه وأن لا نفوت الفرص لأن صرعنا لا ينتهي بالضربة القاضية، بل بتراكم الانجازات مهما كانت بسيطة.

السلبية، والاستسلام لفكرة عدم القدرة على التغيير، هذا بالضبط ما تريده السلطات الإسرائيلية وتزرعها في وعينا.

لا شك أن انقسام القائمة العربية المشتركة، هو تطور غير ايجابي، وصحيح أن الجماهير العربية صوتت بكثافة عندما كانت القائمة موحدة وحصلوا على 12 مقعدا، ولكن إذا صوتت الجماهير العربية يوم الثلاثاء القادم بنفس الكثافة سيصل الى الكينست 12 عضوا عربيا، حتى مع وجود ثلاث قوائم. ولكي يكون لصوتنا جدوى وتأثير أكبر علينا أن نراقب أداء نوابنا ونضغط عليهم ليقوموا بما كلفهم الشارع العربي القيام به، وفي الطليعة مواجهة انتشار الجريمة، وتحسين التعليم والصحة، ومواجهة القوانين العنصرية وحتى نهاية القائمة، وفي نفس الوقت الدفاع عن القضية الوطنية.

ليس لدى أي واحد منا أوهام بأن الجوهر الصهيوني للدولة يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، كما أن الاحزاب الصهيونية ستواصل العمل على تهميش المجتمع العربي، ولكن وجودكم وصمودكم بحد ذاته هو أمر مرعب لهم، والامر المهم أن يكون هذا الوجود واعيا لاهميته ويواصل العمل بناء على ذلك. ولا شك ان الجماهير العربية تميز وتدرك ان هناك قوى داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي يمكن ان تتفهم مشاكله اكثر من غيرها ويمكن التعاون معها، فالتغيير يتطلب ان نراكم مثل هذه العلاقة.

لطلما مثلت جماهير شعبنا في الداخل مصدر فخر لمكونات الشعب الفلسطيني الاخرى، ولطالما مثلت مصدرا للوعي الوطني النقي، وقدمت لنا دروسا في الصمود وفي فهم اعمق لإسرائيل، وسبل مواجهة نزعتها العنصرية العدوانية، ونزعة التوسع والاحتلال، ودورهم الرائد في تعزيز الهوية، بل انهم هم من حافظ على هذه الهوية عندما كانت مهددة بالطمس بعد النكبة، لذلك لا خوف لدينا من ان هذه الجماهير ستبادر لعمل ما هو لصالحها وصالح كل الشعب الفلسطيني، لذلك سنذهب بكثافة الى صناديق الاقتراع ونصوت.


اقرأ\ي أيضاً| انتخابات إسرائيل الدراماتيكية

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى