شؤون عربية و دولية

ايران..زيادة في رواتب الأمن لمضاعفة جهود إخماد الاحتجاجات

شعاع نيوز- يعكس إقرار البرلمان الإيراني الأحد زيادة في رواتب قوات الأمن بنسبة 20 في المئة، خشية لدى النظام الإيراني من انشقاقات داخل القوات وانحيازها للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام، لكنه حافز إضافي لبذل المزيد من الجهود لإخماد الاحتجاجات.

والتبرير الذي تم إعطاؤه لتلك الخطوة هو مواءمة رواتبهم بشكل أفضل مع رواتب موظفي الدولة في المناصب المدنية، لكن مراقبين يؤكدون أنها جاءت بعد انتقاد حاد خلال الأسابيع الأخيرة لتحركات قوات الأمن لاحتواء المظاهرات الحاشدة، التي اندلعت في أعقاب مقتل الإيرانية من أصول كردية مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي. وتم اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق بسبب انتهاك قواعد الزي الإسلامي، وتوفيت في السجن بعد ذلك بأيام.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا إيرانيين وهم يتحدون تحذيرات الحرس الثوري وقوات الباسيج بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات في أنحاء البلاد بحلول الأحد، مما أثار رد فعل عنيفا من شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج.

وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المحتجين من أن السبت الماضي سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، وهو التحذير الأكثر صرامة لمسؤول إيراني حتى الآن.

ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات في أنحاء البلاد.

وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من سلاح من مدى قريب على طلاب يحتجون في فرع جامعة آزاد في طهران. كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة هنجاو الحقوقية خلال احتجاجات في جامعة كردستان في سنندج. وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى قوات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب.

وفي أنحاء البلاد، حاولت قوات الأمن محاصرة الطلاب داخل مباني الجامعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالعصي، مما دفع الطلاب، الذين بدا أنهم عزل، إلى التراجع فيما هتف بعضهم “الباسيج العار أغربوا عن وجوهنا” و”الموت لخامنئي”.

وقالت وكالة هرانا للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات حتى السبت، بينهم 44 قاصرا. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.

وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالبا، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.

وسحق الحرس الثوري، وقوات الباسيج التابعة له، جميع أشكال المعارضة في الماضي. وقال قائد بالحرس الثوري الأحد إن “مثيري الفتنة” يوجهون إهانات لهم في الجامعات وفي الشوارع، وتوعد باستخدام المزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” عن قائد الحرس الثوري في إقليم خراسان الجنوبي العميد محمد رضا مهدوي قوله “حتى الآن، التزم الباسيج بضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع”.

ولعبت الطالبات والنساء دورا بارزا في الاحتجاجات، حيث قمن بحرق حجاباتهن في الوقت الذي طالبت فيه الحشود بسقوط الجمهورية الإسلامية التي وصلت إلى السلطة عام 1979.

وقال مسؤول الأحد إن المؤسسة الدينية ليست لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب، لكن يتعين عليها أن “تتحلى بالحكمة” بشأن تطبيق هذا الفرض.

وقال علي خان محمدي، المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن “خلع الحجاب مخالف لقانوننا والهيئة لن تتراجع عن موقفها”.

وأضاف “ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا”.

ومن غير المرجح أن يقبل المحتجون بالتلميحات حول تخفيف اللهجة والإجراءات الأمنية، خاصة بعدما تصاعدت مطالبهم إلى ما هو أبعد من تغيير قواعد الزي، وباتوا ينادون اليوم بإنهاء حكم رجال الدين.

وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن الناس يحق لهم المطالبة بالتغيير، وستُلبى مطالبهم إذا نأوا بأنفسهم عن “مثيري الشغب” الذين خرجوا إلى الشوارع.

وأضاف “نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعا للتقدم، لكننا نعتقد أيضا أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين”، وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون عادة للإشارة إلى المتظاهرين.

وأفاد تقرير إعلامي بأن الشرطة الإيرانية تستخدم طائرات من دون طيار للسيطرة على الاحتجاجات المعارضة للنظام.

وبحسب وكالة أنباء تسنيم الإيرانية التي تعتبر لسان حال الحرس الثوري الإيراني، فإن الطائرات المسيّرة تهدف إلى مساعدة القوات الخاصة على وجه الخصوص في مراقبة الأحداث بشكل أكثر فاعلية، وكذلك تحديد مواقع القنابل التي يصنعها المتظاهرون. ولم تذكر الوكالة شيئا عن نوع الطائرات المسيّرة المستخدمة في عمليات الشرطة.

وتزعم الشرطة وقوات الأمن بأن المتظاهرين يضرمون النار بشكل متزايد في المنشآت العامة باستخدام زجاجات المولوتوف.

ومع ذلك يرى المراقبون أن الاستعداد لاستخدام العنف من جانب المتظاهرين هو رد فعل على الأعمال الوحشية للشرطة.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى