شؤون عربية و دوليةمثبت في الرئيسية

الرئيس التونسي: لا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني

شعاع نيوز: أكد رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، مساء اليوم الثلاثاء، أنه لا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني الذي لا يمكن أن يسقط بالتقادم، مشيرا إلى أن الحق الفلسطيني سكون حاضرا على كل جداول مختلف الاستحقاقات والمؤتمرات الدولية”.

وبدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، بصفته رئيس الدورة الـ30 للقمة العربية، استهلها بتوجيه التحية للجمهورية الجزائرية قيادة وشعباً في ذكرى ثورة التحرير، التي خضب مليون ونصف المليون شهيد بدمائهم أرضها الطاهرة.

وقال”صمم الشعب الجزائري وفي مثل هذا اليوم على التحرر، فحقق ذلك بدماء الشهداء الزكية الطاهرة، ولن ننسى امتزاج دماء الشهداء في تونس مع شهداء الجزائر والعديد من الأشقاء العرب في العديد من البلدان ومن بينها فلسطين، لأننا نتقاسم الروح النضالية من أجل الحرية والانعتاق والعزة والكرامة.

وأكد الرئيس سعيد، أن تونس عملت خلال رئاستها لأعمال القمة العربية الـ30، وبالتنسيق الوثيق مع مختلف الأشقاء على أن يكون الحق الفلسطيني حاضراً في جداول أعمال كافة المجتمعات الدولية وفي مختلف الاستحقاقات والمؤتمرات، حتى لا تغيب فلسطين ولا يغيب هذا الحق عن دائرة اهتمام أي إنسان في العالم يتوق للعدل والحرية.

وأضاف: “لا يمكن أن يعم السلام ولا يمكن أن يكون هناك وئام إلا باستعادة الحق الفلسطيني، الذي لا يمكن أن يسقط بالتقادم، وعبر إقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي ذات الإطار حيا الرئيس التونسي، رئيس جمهورية الجزائر عبد المجيد تبون على مساعيه الحميدة التي توّجت بلم الشمل الفلسطيني والمساعدة على ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية.

وأكد ضرورة المضي قدماً نحو ترسيخ المصالحة باعتبارها شرطا أساسياً لمواجهة السياسيات القمعية وقوات الاحتلال، ولإعلاء الصوت الفلسطيني الواحد والموحد أمام المجموعة الدولية والإنسانية جمعاء المطالبة بالعمل على وضع حدٍ لهذه المظلمة التي تستمر لأكثر من قرن.

وشدد الرئيس التونسي، على أن قمة الجزائر تكتسب أهمية خاصة لأنها تجمع الأخوة والأشقاء العرب حول جملة من الحلول، وللاتفاق على الاحد الأدنى من المقاربات والوسائل الكفيلة بتجاوز ما تراكم في السابق من خلافات، وما استجد من تطورات في السنوات الأخيرة.

وقال: “لاشك أن اختيار الرئيس عبد المجيد تبون شعار لم الشمل للقمة العربية يختزل ما نعيشه معاً من شعور بالواجب للجمع، ومن شعور بضرورة تجاوز كل الأسباب التي أدت إلى الأوضاع التي نعرفها، ويمكن معاً أن نعالج أسباب الفرقة التي لن تزيدنا إلا ضعفا ووهنا، ويمكن أن نؤسس معاً في إطار جامعة الدول العربية مستقبلاً أفضل لمنطقتنا وللإنسانية جمعاء.

وأعلن الرئيس التونسي أن بلاده تسلم أمانة الرئاسة الدورية للقمة العربية للجزائر، بعد 3 سنوات كانت استثنائية بكل المقاييس، في ظرف إقليمي ودولي استثنائي وغير مسبوق من حيث حجم التحديات وتعدد أبعادها وتتالي الأزمات وتواتر التغيرات والمستجدات، المتمثلة بأزمة جائحة كورونا، التي استنزفت المنظومات الصحية وأثر ت في اقتصاديات العالم بأسره، وفي الموازنات المالية والسياسيات الاجتماعية، وغيرها من الأزمات على صعيد الأمن الغذائي والتغيرات المناخية والكوارث البيئية وتنامي الصراعات، وما تبعها من تنامي للإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر.

 وتابع: “في خضم هذه التحديات لم تدخر تونس أي جهد لأن تظل القضايا العربية في صدارة الاهتمامات وعلى جدول أعمال جميع الاستحقاقات الاقليمية والدولية وحتى الثنائية، وحرصت على إعلاء الصوت العربي الموحد وسط التجاذبات وجموع الاصوات الداعية للاستقطاب والانقسامات، ودعت وستدعو إلى تعزيز العمل متعدد الأطراف باعتباره الإطار الأنسب لإيجاد الحلول المشتركة لمعالجة الأزمات الدولية. لقد سعت تونس أن يكون الموقف العربي حاضراً وفاعلاً في بلورة أي تصور أو تقديم حلول تطرح على المستوى الإقليمي والصعيد الدولي حتى لا تكون المجموعة العربية على هامش هذه الحلول أو تصاغ على حساب المصلحة العربية المشتركة وقضايا الأمة.

وأوضح الرئيس التونسي أن الرهانات الكثيرة تتطلب استشراف المستقبل معاً لحفظ الأمن القومي والسيادة والاستقلال ولتجاوز كل التحديات والاستجابة لمطالب الشعوب، الأمر الذي يتطلب وضع رؤية جديدة تعكس الوعي بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الانقسامات وإيجاد الحلول لأي خلاف بروح من المسؤولية العميقة التي لا تغيب عن أحد.

وقال” إننا بحاجة أكيدة إلى إرادة مشتركة لإيجاد لأي حل مشترك وهي الطريق التي تمكننا من تجاوز كل المشاكل، كما ينتظر الشعب العربي والإنسانية جمعاء نظاماً اقتصادياً عربيا مشتركا قادرا على الصمود إزاء مخلفات التقلبات العملية وأيضا لاحتواء الضغط الدولي والتفاعل مع الشركاء من موقع القوة والندية والمساواة، ونحن مطالبون بالخروج بقرارات عملية وتحديد المشاريع والبرامج الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي باعتباره أحد دعائم الأمن العربي الشامل”.

وسلّم الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون رئاسة القمة العربية.


إقرأ/ي المزيد|

مجموعة السلام العربي: يجب تحمل المسؤولية لمواجهة الاحتلال الاستيطاني لفلسطين وأراضٍ عربية أخرى

“الخارجية”: تمكين شعبنا من تقرير مصيره هو مفتاح تحقيق الأمن والسلام


تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى