شؤون محليةمثبت في الرئيسية

21 فلسطينيا قضوا حرقا في غزة ارواحهم تستحق ان يتحمل احد المسؤولية

21 فلسطينيا قضوا حرقا في غزة ارواحهم تستحق ان يتحمل احد المسؤولية

بقلم رئيس التحرير 

فاجعة حلت على فلسطين وتحديدا على قطاع غزة في يوم الخميس17/11/2022 حيث قضى 21 فلسطينيا ، بينهم 7 أطفال، ، جراء حريق اندلع في مبنى سكني بمخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة.

في يوم الحادث المشؤوم قال مدير مستشفى “الإندونيسي” في جباليا صلاح أبو ليلى “: وصلت إلى مستشفى الإندونيسي 21 جثة متفحمة على الأقل نتيجة حريق في بناية لعائلة أبو ريا في جباليا”، و أن من بين الوفيات 7 أطفال.

قال مسؤول في الدفاع المدني في غزة للصحافيين: “انتشلنا جثثا كثيرة ونقلنا مصابين إلى المستشفى” موضحا أن الدفاع المدني “بذل جهودا جبارة لإخماد الحريق لكن إمكاناتنا متواضعة جدا”.

إياد البزم الناطق بإسم داخلية غزة معلقا على الحدث خرج مسرعا ومتسرعا في بيان قال فيه أن طواقم الدفاع المدني “انتهت من إخماد الحريق الذي اندلع في بناية بمخيم جباليا : ” مبينا أن التحقيقات الأولية تشير إلى “وجود مادة البنزين مخزنة داخل المنزل ما أدى إلى اندلاع الحريق بشكل هائل ووقوع عدد من الوفيات”.

وفي اليوم التالي خرج البزم، في تصريحات متلفزة، ليقول أن “التحقيق يضع أمامه جميع الفرضيات، وأن كل الاحتمالات موجودة على طاولة الجهات المختصة، ولا نستثني أي فرضية”، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج للرأي العام حين الانتهاء منه.

اما النيابة العامة في غزة فخرجت في مؤتمر صحفي يوم الاحد 20-11-2022  وقالت ان: “اجتماع جميع الضحايا في منزل نادر فرج أبو ريا كان بسبب الحفل الذي دعاهم إليه في منزله بمناسبة عودة شقيقه ماهر من السفر “

وقال النائب العام في مؤتمره الصحفي غير المقنع: “ان التحقيقات قادت الى أن سبب اندلاع الحريق هو قيام نادر أبو ريا باستخدام مادة البنزين في حركات احتفالية نارية واستخدمه على باب الغرفة الذي كان يتواجد به أهله إلا أنه فقد السيطرة على النيران التي وصلت لجالون البنزين الذي كان يقف جانبه واشتعلت النيران وحاول منع وصول النيران اليهم من خلال إغلاق باب الغرفة التي كانوا يتواجدون فيها إلا أن تسرب البنزين أدى لوصول النيران لأثاثها واشتعالها”.

وتابع: “لم يتمكن أحد من مغادرة الغرفة حياً بسبب إغلاق الباب عليهم من قبل نادر الذي حاول يحميهم وعثر على نادر محترقاً في الغرفة الثانية التي امتدت إليها النيران”

وقالت نيابة غزة ، أنّ المتوفي نادر أبو ريا كان يبالغ في إقامة الحفلات في منزله باستمرار ويستخدم الشموع والعاب نارية وعلب السبيريه وفق ما أكدته شاهدة من أقارب الضحايا، ولا وجود لمتسبب خارجي بالحريق.

المؤتمر الصحفي الذي خرج به نائب عام غزة هو اشبه بعرض عسكري و استعراض قوة بعيدا عن اي الية اعلامية متعارف عليها في مثل هذه الحالات التي تشكل حالة رأي عام ، والدليل ان النائب العام في غزة رفض ان يرد على اي سؤال من الصحفيين وكأن الرسالة تقول للرأي العام والاعلام هذه روايتنا وعليكم ان تأخذوها كما هي .

ان فقدان 21 مواطن حرقا ليس حدثا عاديا يتم القفز عليه بهذه البساطة ، هؤلاء اسر كاملة ،اطفال ونساء ، رجال كان امامهم مستقبل ذهب حرقا . كل هؤلاء يستحقون الكثير من الجهد لمعرفة ما حصل والوقوف على الحقيقة .

لقد اغتال حكام غزة هؤلاء الضحايا مرتين : اولا بسبب فقدان هذه الارواح وعدم القدرة على انقاذها وهم مسؤولون عن ذلك كونهم من يحكم . وثانيا ان تتهم الضحية (دون اي دليل سوى مجرد رواية غير دقيقة) بانها تتحمل مسؤولية ما حصل .

السيد النائب العام في غزة يتحدث عن شاب فلسطيني عاد من مصر حاملا شهادة الدكتوراه ، وعن دكتور صيدلاني، وعن مربية اجيال، ويريد ان يقنعنا بان كل هؤلاء كانوا يفتقدون للوعي اللازم لحماية انفسهم وعائلاتهم وان حامل شهادة الدكتوراه كان يمارس العاب بهلوانية ويطلق النار من فمه .

وردا على ادعاء نيابة غزة ان المرحوم نادر أبو ريا بعد ان اشتعلت النيران في جالون البنزين ادخل الجميع الى غرفة واغلق عليهم لحمايتهم من النار ، والمنطق يقول ان الاصل هو اخراج الجميع من المنزل وابعادهم عن النار بدلا من حبسهم خلف النيران ، اضافة الى تساؤل مشروع وهو انه بما ان جميع من بالمنزل هم ضحايا لقوا حتفهم حرقا كيف اسند النائب العام ادعاءه هذا وبماذا دعمه ؟

وتساؤل اخر مشروع ايضا : كيف استطاع الناطق باسم داخلية غزة اياد البزم قبل ان تنهي طواقم الاطفاء والاسعاف عملها في موقع الحريق ان يخرج برواية تقول ان العائلة كانت تخزن كميات كبيرة من البزين في المنزل هي ما تسببت في الحريق؟

اما المسؤول في الدفاع المدني في غزة الذي تحدث للصحافيين مبررا الفشل في انقاذ اي شخص من المنزل قائلا ان “إمكاناتنا متواضعة جدا”.

وحول موضوع ضعف الامكانيات التي تحدث عنها المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة وفقط للتذكير :

لقد نشرت وسائل الاعلام في مارس 2022 نقلا عن الدفاع المدني في غزة هذا العنوان : ” الدفاع المدني بغزة يعلن تجهيز أول مَركبة إطفاء بأيدي فلسطينية” وجاء في الخبر : ” أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، الثلاثاء، عن تجهيز أول مركبة إطفاء محلياً، بدعم وتمويل من مؤسسة أحباء غزة ماليزيا. وإن المديرية عكفت على تطوير عمل المركبات وآليات الاستجابة بطرق علمية، بالتزامن مع رفع كفاءة الكوادر والعناصر وتدريبهم وتأهيلهم، لتمكينهم من القيام بالمهام الموكلة لهم، في مواجهة التحديات والتهديدات. وأن المديرية، “تمكنت من تجهيز مركبة إطفاء بأيدي وطاقات فلسطينية”.

اذا افترضنا ان ما نشر في اذار 2022 هو صحيح و ليس بروباغندا اعلامية فان المنطق يقول انكم لا تعانوا من ضعف في الامكانيات كما تدعي بعد ستة اشهر فقط وانت تقف امام 21 فلسطيني قضوا حرقا و تقول ان “إمكاناتنا متواضعة جدا”. فهذا يضع علامة سؤال كبيرة على احدى الروايتين بالتاكيد.

وهنا اورد و نقلا عن صفحة الدفاع المدني التابع لحكومة غزة على موقع فيسبوك هذه الاخبار التي لا تشير بشكل قاطع الى وجود ضعف في الامكانيات :

” محمود أبو وطفة مدير عام قوى الأمن الداخلي يزور مديرية الدفاع المدني، ويلتقي بمديرها زهير شاهين ومجلس المديرية. وأجرى جولة على عدد من الإدارات، لاسيما إدارة العمليات، مطلعا على الأجهزة والتقنيات المستحدثة فيها، والتي ظهرت أهميتها في تتبع مسار الاتصالات في الحوادث والحرائق الكبيرة”.

ونقلا عن صفحة الدفاع المدني التابع لحكومة غزة ايضا : “إدارة الإطفاء والإنقاذ تعقد دورة في “مبادئ علوم التحقيق بالحرائق والتقرير الصحيح للحريق” بمشاركة رؤساء الأقسام ومسؤولي الشفتات في مراكز الدفاع المدني بالمحافظات”

وعليه فان ما حصل في غزة و حجم الكارثة و عدد الضحايا كان يستوجب ان يكون هناك تحقيق حقيقي و ان يتحمل احد ما على الاقل مسؤولية عن كل هذه الاروح التي ازهقت عمدا او اهمالا ولكن هؤلاء ليسوا مجرد رقم يضاف الى تقارير المستشفيات كموتى ولدى وزارة الداخلية عند السيد البزم ليرفقها في تقريره السنوي . انهم ارواح كانت تدب على الارض ، اطفال و نساء و مستقبل كان يمكن ان يكون افضل لو ان هناك من يدير حياتهم مسؤول ويعمل ما هو مطلوب منه  .

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى