مقالات

يفصلون “إلهان” لمواقفها الشجاعة

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – في خطوة دراماتيكية جديدة قام أعضاء مجلس النواب الأميركي يوم أمس الجمعة بفصل إلهان عمر، النائبة الديمقراطية في المجلس من عضوية لجنة الشؤون الخارجية بتأييد 218 نائبا جمهوريا مقابل 211 نائبا ديمقراطيا.

وكان رئيس المجلس، كيفن مكارثي اكد يوم الأربعاء الماضي (31 يناير الماضي) في تصريح لشبكة CNN ان لديه الأصوات اللازمة لإخراج إلهان عمر من اللجنة، مع انه واجه في البداية تحديات من بعض النواب الجمهوريين، لرفضهم التساوق مع خياره. لكن بعد ممارسة الضغوط على المعارضين لخطوته اللاديمقراطية، تمكن من حشد كل نواب حزبه خلف توجهه المعادي لحرية الرأي والتعبير، ونجح في فصل النائبة الديمقراطية من اللجنة بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، والفاضحة والمعرية للسياسات والانتهاكات والجرائم الاسرائيلية، واتهامها بالحجة الممجوجة والمفضوحة “معاداة السامية”، حسب موقع “إن بي سي” الأميركي.

وجاء هذا القرار تاركا بصمة سلبية في أوساط الديمقراطيين، وأثر في مشاعر العديد منهم لدرجة البكاء لفصل النائبة الهان. ومع ذلك واجهت عمر القرار بصلابة وقوة، وقالت في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في أعقاب جريمة الجمهوريين: “تحركات كيفن مكارثي الحزبية لتجريدنا من لجنتنا ليست مجرد حيلة سياسية، بل هي أيضا ضربة لسلامة مؤسساتنا الديمقراطية وتهديد لأمننا القومي”.

كما كانت قد صرحت سابقا بأن “هناك فكرة محتواها أنك مشتبه به إذا كنت مهاجرا، أو إذا كنت من أجزاء معينة من العالم، او ذات لون بشرة معين، او مسلما، وليس من قبيل الصدفة”. واضافت “حسنا، أنا مسلمة، أنا مهاجرة، ومن المثير للاهتمام من أفريقيا، فهل تفاجأ أي شخص بأنني مستهدفة؟ هل تفاجأ أحد من أنني بطريقة ما لا استحق التحدث عن السياسة الخارجية الأميركية؟ أو انهم يرونني صوتا قويا يجب أن يكون صامتا”، لأنهم عنصريون، ورافضون للآخر، وان كان ولا بد من وجودي ووجود أمثالي في الكونغرس، فعلينا الصمت، وان نبقى بمثابة ديكور، لا أكثر ولا أقل.

هذه الخطوة تعكس هشاشة الديمقراطية الأميركية، وغياب المعايير الناظمة لحرية الرأي والتعبير، وحماية الإنسان الأميركي كإنسان بغض النظر عن لونه ودينه أو جنسه وعرقه وخلفيته الفكرية السياسية. كما انها تؤشر مجددا الى المآل البائس الذي تنحدر له الديمقراطية الأميركية، وتشي بتغول اليمين الجمهوري الأميركي، وتكشف الكذبة الأميركية عن حرية الرأي والرأي الاخر، وبالتالي هزال الديمقراطية التي تتغنى بها الإدارات الأميركية المتعاقبة، وتميط اللثام عن وجه اميركا والغرب الرأسمالي البشع وتفضح ادعاءاتهم بـ”الدفاع عن الديمقراطية” و”حرية الرأي” و”حقوق الإنسان”.


اقرأ|ي أيضاً| لانتقادها “إسرائيل”.. الجمهوريون في الكونغرس يهددون بطرد إلهان عمر


والأخطر انها تكشف الكيفية التي تتعامل فيها الإدارات الأميركية المتعاقبة مع مسألة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتؤكد للمرة الألف، انها منحازة بشكل شبه مطلق لاسرائيل.

والمسألة لا تتعلق بالحزب الجمهوري وأعضائه فقط، في الحقيقة هي مواقف معظم النخب السياسية الأميركية من الحزبين، رغم وجود تحول نسبي بين أوساط الديمقراطيين، كما ان الأمر لن يقتصر على النائبة الصومالية الأصل العربية الأفريقية، بل تشمل كل نائب يدعم ويساند قضية السلام وحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والقانونية.

النتيجة، ان غلاة اليمين في الحزب الجمهوري باتوا الأكثر تهديدا للديمقراطية الأميركية المثلومة أساسا، وتعاني من أزمة بنيوية تاريخية، ومآلها الانهيار ذات فجر غير بعيد، وبعد انهيار الإمبراطورية الأميركية في السنوات القادمة.

وسيبقى صوتنا مع النائبة الشجاعة والمتميزة الهان عمر، ومع كل من ينتهج ذات السياسات المعرية لاسرائيل المارقة والخارجة على القانون والإدارات الأميركية المتورطة في تبني خياراتها وجرائم حربها والداعمة لها.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى