منوعات

الأطفال الأكثر تضرراً.. كيف تؤثر الحروب على الصحة النفسية؟

شعاع نيوز – أظهرت الدراسات أن الأطفال والأسر الذين يعيشون في مناطق الحروب أو الذين يفرون منها معرضون بشكل متزايد لخطر المعاناة من مشاكل الصحة العقلية. وقالت الدكتورة مونيكا باريتو، أخصائية علم النفس السريري في مستشفى أورلاندو هيلث أرنولد بالمر للأطفال: “لقد رأينا مواقف حرب سابقة مثل ما يحدث في أوكرانيا، وزيادة في الاكتئاب والقلق”.

وعلى الرغم من عدم تعرض جميع الأطفال لصدمات نفسية، فقد يتفاعلون بشكل مختلف مع المواقف المؤلمة التي يشهدونها. وقال الدكتور جاك شونكوف، مدير مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد: “قد يكون بعض الأطفال أكثر تأثرا، وقد يكون من الصعب تهدئتهم، بل يكونون أكثر قلقًا.. يميل بعض الأطفال في هذه الظروف لأن يكونوا أكثر انسحابًا، ولا يبكون كثيرًا، ولا يطلبون الكثير من الاهتمام”.

وتابع: “في بعض الأحيان قد ينظر الناس إلى ذلك ويقولون هذا الطفل يتدبر بشكل جيد”. في بعض الأحيان تكون هذه علامة على الأشياء التي تدعو للقلق أكثر من غيرها لأن هؤلاء الأطفال ينسحبون، فهم يستوعبون الكثير مما يحدث “.

وتنقسم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة إلى أربع فئات:

1- الشعور بحدوث التجربة من جديد

قد يعيش المريض التجربة الصادمة نفسها بمشاعر مشابهة لما حدث كالخوف والأصوات والآلام لاإراديا خلال النهار أو في الكوابيس ليلا.

2 – تجنب مواقف وأماكن معينة
يحاول المصاب القيام بنشاطات كثيرة أو العمل المجهد مع تجنب الأماكن والأشخاص المرتبطين بالحادث.

3-الشعور بالتيقظ دائما
لا يستطيع المريض الاسترخاء مع صعوبة النوم والقلق. وقد تشمل الأعراض الاستثارة ورد الفعل الانفعالي ونوبات الغضب والتصرف بتهور أو تدمير ذاتي.

4-التغيرات في الإدراك والمزاج
السماح للأفكار والمشاعر السلبية بتكوين معتقدات مشوهة عن النفس، يؤدي إلى إلقاء اللوم على النفس أو على الآخرين بشكل خاطئ.

وتركز العلاجات النفسية على الحادث الذي سبّب الأعراض، ويساعده على التفكير بطريقة مختلفة والسيطرة على المشاعر السلبية. وقد يتم اللجوء الى مضادات الاكتئاب للتحكم في مشاعر القلق والتوتر والتخلص من الكوابيس والمساعدة على النوم.


اقرأ|ي أيضاً| قصف متواصل.. كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة


في قطاع يكوّن الأطفال أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة، تكون الحرب أشد وقعاً لما تتركه من آثار كبيرة على هذه الفئة ولسنوات طويلة.

وقد يتساءل البعض، كيف يمكن للأهل أن يخففوا من وطأة القصف فوق رؤوس أطفالهم؟ وهل هناك أصلاً وقت ورفاهية للرعاية النفسية خلال الحرب؟

نشرت منظمة “أنقذوا الأطفال” تقريراً العام الماضي، تعرض فيه مقارنة بين الحالة النفسية للأطفال في قطاع غزة في السنوات الأخيرة، وأظهرت أن حوالي 88 بالمئة من الأطفال يعانون من اضطرابات عاطفية عام 2022 مقارنة بما نسبته 55 بالمئة في الأعوام السابقة، إلى جانب عدد آخر من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال وآخذه نسبتها بالازدياد كالخوف والقلق والحزن الشديد، بحسب التقرير.

ويُعد قطاع غزة من بين أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يعيش فيه حوالي 2.3 مليون فلسطيني في منطقة طولها 41 كيلومترا (25 ميلا) وعرضها 10 كيلومترات. ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان غزة على المساعدات الدولية، بحسب الأمم المتحدة، كما يعتمد نحو مليون إنسان على المساعدات الغذائية اليومية.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى