شؤون عربية و دولية

القمة العالمية الأولى حول مخاطر الذكاء الاصطناعي

شعاع نيوز-اجتمع قادة سياسيون ومسؤولون في شركات التكنولوجيا العملاقة وخبراء في الذكاء الاصطناعي الأربعاء والخميس بالمملكة المتحدة في القمة العالمية الأولى حول المخاطر المترتبة عن التطور المتسارع للتقنية الثورية.

وتثير الثورة التكنولوجية الحالية الكثير من الآمال والتطلعات، لكن تحيط بها أيضا مخاوف كبيرة كانت في قلب الاجتماع في بليتشلي بارك مانور، وهو مركز ذو رمزية كبيرة كان يُستخدم في فك شفرات الحرب العالمية الثانية في وسط إنجلترا.

وشارك في الاجتماع رواد أعمال في شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، من بينهم سام ألتمان وإيلون ماسك اللذان شاركا في تأسيس أوبن أي.آي، الشركة الناشئة المطورة لتشات جي.بي.تي.

وناقش المشاركون المخاطر المحتملة لبرامج الذكاء الاصطناعي المتطورة.

ودعا ماسك مجددا إلى وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي، مشددا على ضرورة إيجاد “حكَم” في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشكل بحسب قوله أحد “أكبر التهديدات” التي تواجه البشرية.

وقال ماسك في تصريح للصحافيين “ما نهدف إليه هو إنشاء إطار لفهم أفضل، بحيث يكون هناك على الأقل حَكَم مستقل يمكنه مراقبة ما تفعله شركات الذكاء الاصطناعي ودق ناقوس الخطر إذا ما كانت لديه مخاوف”.

ووقعت كل من الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعشرون بلدا آخر الأربعاء أول إعلان عالمي مشترك من أجل تطوير “آمن” للذكاء الاصطناعي.

وتطمح الصين إلى أخذ زمام المبادرة في مجالات متطورة بدءاً من الذكاء الاصطناعي إلى الحوسبة الكمومية، لكنها تضع أنظارها الآن على هدف آخر من الخيال العلمي، وهو الروبوتات الشبيهة بالبشر.

وتهدف بكين إلى إنتاج أول روبوتات شبيهة بالبشر بحلول 2025، وتسعى لأن تجعل الروبوتات الشبيهة بالبشر قادرة على التفكير والتعلم والابتكار بحلول 2027، بجانب التخطيط لإنشاء نظام سلسلة توريد موثوق لدعم تصنيعها.

ومن المتوقع أن تتولى الروبوتات الشبيهة بالبشر المهام التي يؤديها الإنسان حالياً، بدءاً من شراء منتجات البقالة إلى العمل في بيئات خطرة.

وتتمتع العديد من الشركات الأميركية بالريادة في هذا المجال، حيث تطور شركة تسلا روبوتها الشبيه بالبشر “أوبتيموس”، وهناك أيضاً الروبوت “أطلس” التابع لـ”بوسطن ديناميكس” القادر على القيام بقفزات خلفية.

وأشار مالك الشبكة الاجتماعية إكس (تويتر سابقا) إلى أنه من غير اللازم وضع قواعد من شأنها “تكبيل الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي”.

ودعا إلى “الشروع في مراقبة لهذا القطاع تتكفل بها جهة محايدة” ويتم اقتراح القواعد اللازم العمل بها، على أساس “أخذ وجهات نظر مختلف الفاعلين في قطاع الذكاء الاصطناعي”، لنحدد بها “القواعد التي يتفق الجميع على أنها منصفة، تماما كما يتم في الرياضة”.

واعتبر من جانب آخر أن الذكاء الاصطناعي يشكل واحدا من “أهم المخاطر التي تواجهها البشرية.. هو أكثر قوة مخلة بالنظام في التاريخ، وسوف يكون لدينا في نهاية المطاف شيء أكثر ذكاء من أذكى إنسان”.

واستطرد “ونتيجة لذلك، سوف تأتي مرحلة حيث لا تكون هناك حاجة إلى الوظائف، ويمكنك عندئذ أن تشغل وظيفة إذا كنت تريد ذلك (…) وليس من الواضح ما إذا كان ذلك سوف يجعل البشر يشعرون بالارتياح أم لا، ومن بين التحديات في المستقبل هو ما إذا كنا سوف نجد معنى للحياة”.

وتابع “التحكم في أمر كهذا ليس بديهيا (…) وأعتقد أنه من المخاطر الوجودية التي نواجهها (…) وربما الأكثر إلحاحا”، معتبرا أن قمة بليتشلي تأتي في الوقت المناسب.

وقال ماسك “سوف تكون الضوابط مزعجة (…) هذا حقيقي، ولكني أعتقد أننا تعلمنا على مدار سنوات أن وجود حكم هو أمر جيد”.

وكان ماسك قد طالب في مارس الماضي بـ”استراحة” في البحوث في تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً، بينها تشات جي.بي.تي 4، مع المئات من الخبراء العالميين الآخرين.

وقد حقق الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنتاج نص أو أصوات أو صور بناءً على طلب بسيط في غضون ثوانٍ، تقدّماً مبهراً في السنوات الأخيرة، ويُتوقع أن تظهر الأجيال الجديدة من النماذج في الأشهر المقبلة.

وحذرت الحكومة البريطانية في تقرير نُشر الخميس من أن التكنولوجيا التي تثير آمالا كبيرة في الطب أو التعليم، قد تشكل أيضاً “تهديداً وجودياً” من خلال زعزعة استقرار مجتمعات، عبر إتاحتها تصنيع أسلحة أو الإفلات من السيطرة البشرية.

وقالت وزيرة التكنولوجيا البريطانية ميشال دونيلان التي افتتحت اجتماع بليتشلي بارك في بيان، إن “المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي المتقدم خطيرة”.

وأَشارت إلى أن “هذه القمة تمنحنا فرصة للتأكد من أنّ لدينا الأشخاص المناسبين ذوي الخبرة المناسبة الذين يجتمعون حول الطاولة لمناقشة كيفية التخفيف من هذه المخاطر في المستقبل”.

ويكمن التحدي في القدرة على تحديد الضمانات من دون إعاقة الابتكار لمختبرات الذكاء الاصطناعي وعمالقة التكنولوجيا.

وقد اختار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة طريق التنظيم، إذ أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين عن قواعد ومبادئ تهدف إلى “إظهار الطريق” الواجب سلوكه في المجال على نطاق دولي.

وفي الأسبوع الماضي، وافقت شركات عدة مثل أوبن أي.آي وميتا (فيسبوك وإنستغرام) وديب مايند (غوغل) على الإعلان عن بعض قواعدها الأمنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي بناءً على طلب المملكة المتحدة.

وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعربت حوالي مئة منظمة دولية وخبراء وناشطون عن استيائهم من عقد القمة بصورة “مغلقة”، مع هيمنة عمالقة التكنولوجيا وحضور محدود للمجتمع المدني.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى