مقالات

محددات الموقف الفلسطيني حول مستقبل غزة

محددات الموقف الفلسطيني حول مستقبل غزة

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – ثمة حاجة لوضع محددات لأي بحث يتعلق باليوم الثاني بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، وكيف يمكن أن يكون عليه الواقع الجديد، وهذا يختلف عن البحث في الخطوات العملية المتعلقة بمستقبل القطاع بعد الحرب. مسألة المستقبل وما فيها من تفاصيل سياسية وإدارية واقتصادية وكيفية إعادة البناء وغيرها من التفاصيل من الصعب بحثها الآن والحرب المدمرة مستمرة، وآلة القتل الإسرائيلية الفاشية تحصد عشرات أرواح الغزين في كل ساعة، وأن الاولوية اليوم هي لوقف الحرب بأسرع وقت ممكن، ومنع التهجير بأي شكل.

المحددات ضرورية لأنها تمثل الأسس التي يتقرر من خلالها مستقبل القطاع، وهي مهمة لتوحيد الموقف الفلسطيني والحديث مع الأشقاء العرب لدعم الموقف الفلسطيني بشأنها، ومنع أي تلاعب دولي أو إقليمي في تحديد مستقبل القطاع بعيدا عن صاحب الأرض. وبما يتعلق بالمحددات فهي كالتالي:

أولا: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أراضي الدول الفلسطينية، التي يتحدث عنها حل الدولتين، كما أنها ضمن الوحدة الجغرافية التي تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. والتي تضم الضفة وقطاع غزة والقدس الشرقية.

ثانيا: القطاع وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية كافة، وكذلك في اتفاقيات أوسلو هو جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا يمكن أن يتقرر مصير القطاع بعيدا عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية.

ثالثا: منع وضع أي خطة دولية وإقليمية لمستقبل قطاع غزة، وما الذي سيكون عليه الوضع في اليوم الثاني بعد الحرب بعيدا عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.

رابعا: رفض أي تشكيك بالصفة التمثيلية للشعب الفلسطيني وشرعية القيادة في هذه المرحلة المصيرية، وإن أي حديث الآن من شأنه أن ينقص من هذه الشرعية أو الصفة التمثيلية يمكن أن يستخدم كمبرر لتصفية القضية الفلسطينية ونزع حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بنفسه.


اقرأ|ي أيضاً| (هيروشيما في فلسطين) برأسين نوويين!!


إن مناقشة وبحث هذا المحددات يأتي بعد انتهاء الحرب وبعد توحيد الضفة والقطاع. بل سيكون على رأس أولويات الشعب الفلسطيني، فالوحدة تتعزز عبر العملية الديموقراطية ومشاركة كل فرد من الشعب الفلسطيني.

سادسا: رفض أي مشروع أو اقتراح لتحديد مستقبل القطاع وكيفية إدارته سياسيا وتنظيميا بالقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية. وأي اقتراح لإدارة القطاع مهما كان شكلها ومن هي الأطراف المنخرطة فيها يجب أن تكون بموافقة القيادة الفلسطينية.

هناك أهمية كبيرة وحاسمة كي تتبنى القمة العربية التي ستعقد في الرياض في 11 الجاري، وأن يكون هذا الموقف هو الموقف الفلسطيني العربي الموحد. فأي شرخ يمكن أن يظهره العرب سيستغل من قبل إسرائيل التي تنتظر مثل هكذا فرصة كي تقرر هي مصير القطاع، أو أن تمضي بمخطط التهجير أو تقسيم القطاع والاحتفاظ بمناطق منه وتضمها إليها، أو الاحتفاظ بمناطق فاصلة أمنيا. والموقف العربي الفلسطيني الموحد سيمنع المشاريع الدولية لجعل القطاع منطقة منفصلة تدار عبر إدارة دولية لا سيادة فلسطينية عليها.

وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، فإن هناك حاجة للتحضير لعملية تصليب الحالة الوطنية وإزالة كل أشكال وآثار الانقسام. وأيضا الإعداد المؤسسي عبر الحكومة لتكون جاهزة لتحمل مسؤولياتها. وربما توسيع الحكومة بعد الحرب لتكون أكثر تمثيلا. إلا أن كل هذه الخطوات هي شأن داخلي فلسطيني، يمكن للأشقاء العرب المساعدة في إنجازها بعيدا عن أي طرف دولي أو إقليمي آخر.

وثمة ضرورة أن تتوقف بعض وسائل الإعلام العربية عن البحث عن فرص للاستمرار بنهج الانقسام الفلسطيني ومن ثم تبرير تدخلها بالشأن الداخلي الفلسطيني، إن كل حريص اليوم على القضية الفلسطينية عليه أن يدعم المحددات سابقة الذكر ومن ثم يمكن الانتقال إلى الحديث عن كيفية تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير، ولكن أي تشكيك بمسألة التمثيل هي وصفة مدمرة للقضية الفلسطينية ولن يكون بها رابح سوى إسرائيل

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى