تنديد واسع باستخدام واشنطن “الفيتو” ضد قرار وقف إطلاق النار بغزة
شعاع نيوز: ندّدت فلسطين، ومنظمة التعاون الإسلامي، وعدّة دول عربية وإسلامية وغربية، اليوم السبت، باستخدام الولايات المتحدة الأميركية حقّ النقض “الفيتو” ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.
وأدان الرئيس محمود عباس ، قيام الولايات المتحدة الأميركية باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، لمنع المجلس من إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على قطاع غزة.
ووصف الرئيس محمود عباس، الموقف الأميركي بالعدواني وغير الأخلاقي، وبأنه انتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ الإنسانية، محملا الولايات المتحدة مسؤولية ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال نتيجة سياستها المخزية المساندة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني، حيث سيكون لدولة فلسطين موقف من كل هذا.
وأكد الرئيس أن هذه السياسة الأميركية تجعل من الولايات المتحدة شريكًا في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، محذرًا من أن هذه السياسة أصبحت تشكل خطرا على العالم، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين.
وقال الرئيس إن هذا القرار الذي تحدت به الإدارة الأميركية المجتمع الدولي، سيعطي ضوءا أخضر إضافيا لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانها على شعبنا في قطاع غزة، وسيشكل عارًا يلاحق الولايات المتحدة الأميركية سنوات طوال، مطالبا الأسرة الدولية بالبحث عن حلول لوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالذات في قطاع غزة، قبل ان تتحول هذه الأزمة الخطيرة الى حرب دينية تهدد العالم بأسره.
كما وصف رئيس الوزراء محمد اشتية، إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض” الفيتو”، وصمة عار ورخصة جديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة القتل والتدمير والتهجير.
وأعرب اشتية في بيان، اليوم السبت، عن تقديره للدول التي صوتت لصالح القرار، داعيا إياها للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ومواصلة جهودها لوقف العدوان، وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والوقود، وإعادة شريان الحياة المقطوع منذ أكثر من شهرين عن القطاع.
وقال رئيس الوزراء، إن استخدام “الفيتو” يكشف أكذوبة الحرص على أرواح المدنيين، معتبرا ما جرى بمثابة إهانة لأحرار العالم وانتهاك لقيم الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان، ولكل الدول المنادية بحقوق الإنسان في اليوم العالمي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تصادف الذكرى الـ75 له بعد غد الأحد، لافتا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة تكتبه أميركا وتمسحه متى شاءت فقد بات القانون الدولي لا قيمة له.
بدورها عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن استيائها واستنكارها لإخفاق مجلس الأمن الدولي في التصويت لصالح قرار حاسم بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال حسين إبراهيم طه، الأمين العام للمنظمة، في بيان صحفي “إن هذا الإخفاق ينعكس سلباً على دور مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء، ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وحذر أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، من أن إخفاق المجلس في تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الحرجة يعطي الاحتلال الإسرائيلي فرصة لمواصلة وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني.
وأكد طه مجدداً على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما أعرب وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة “قمة الرياض”، اليوم، خلال جلسة مباحثات رسمية عقدها الوفد مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في العاصمة واشنطن عن “امتعاضه” من استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي.
وبدوره قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، إن استخدام الفيتو ضد مشروع القرار يعدّ إهانة مخزية للأعراف الإنسانية.
وأضاف البوسعيدي في تغريدة عبر منصة “أكس”: “إنني أعبّر عن بالغ أسفي للجوء الولايات المتحدة للتضحية بأرواح المدنيين الأبرياء لصالح الصهيونية”.
بدورها، نددت الخارجية الإيرانية باستخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع القرار، الذي يدعو لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنّ الإدارة الأميركية أثبتت من جديد أنها “اللاعب والسبب الرئيس في قتل المدنيين الفلسطينيين وخصوصاً النساء والأطفال منهم”.
كما أدانت ماليزيا استخدام الولايات المتحدة لحقّ النقض لمنع مجلس الأمن من الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال رئيس مجلس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، إن بلاده تدين “استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار الإنساني في غزة”.
بدورها عبرت باكستان عن خيبة أملها من فشل مجلس الأمن في الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وقالت الخارجية الباكستانية “نشعر بخيبة أمل عميقة إزاء فشل مجلس الأمن مجددا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن استخدام واشنطن حق النقض ضد مشروع القرار يعدّ خيبة أمل كاملة.
وفي الإطار، قال وزير خارجية النرويجي إسبن بارث إيدا، إن عجز مجلس الأمن عن الاتفاق على وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة أمر مأساوي.
كما أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، دميتري بوليانسكي، أنّ الولايات المتحدة باستخدامها حقّ “الفيتو” ضد مشروع القرار الذي قدّمته المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، “حكمت بالإعدام على آلاف المدنيين”.
من جانبه، أيّد مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، جانغ جون، مشروع القرار العربي بقوة كوسيلة لإنقاذ الأرواح، وعاب على الولايات المتحدة استخدام الفيتو، قائلاً إنّ الإعراب عن الحزن على المدنيين واستخدام الفيتو لمواصلة القتال هو “منتهى النفاق”.
كذلك، دعا “إسرائيل” لوقف سياسة العقاب الجماعي التي ترتكبها بحقّ سكان قطاع غزة، كما وصف ما يحدث بالـ”كارثة إنسانية”، مؤكداً أنّ “أي تباطؤ يعني المزيد من سفك الدماء”.
من جهته، أكّد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أنّه لا يمكن استخدام “الفيتو” في الأمم المتحدة للسماح بالمجازر، مشيراً إلى أنّه لكي “تتألّق الديمقراطية والسلام في القارة الأميركية، لا يمكن لأميركا أن تسمح بالإبادة الجماعية في أي مكانٍ في العالم”.
ويدعو مشروع القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، كما أكّد ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات بكميات كافية إلى القطاع المحاصر ومن كل المعابر.