بعد عام من العدوان.. التعليم في غزة بين الواقع والتحديات

شعاع نيوز – ونحن على مشارف العام من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والتي تركت آثارًا مدمرة على كافة مناحي الحياة، لاسيما التعليم. لم يكن هذا القطاع فقط ضحية للقصف، بل شهد أيضًا تدميرًا ممنهجًا لآمال الأجيال القادمة وطموحاتهم.

وتوقفت الدراسة بالكامل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في محاولة من إسرائيل لتجهيل الفلسطينيين، من خلال تدمير المدارس والجامعات والكليات وتحويل المتبقي منها لأماكن نزوح.

وللعام الدراسي الثاني على التوالي، يحرم أكثر من 650 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بمدراسهم في قطاع غزة.

استشهاد أكثر من 11 ألف طالب و416 من الكوادر التعليمية

وثقت وزارة التربية والتعليم العالي، استشهاد أكثر من 11 ألف طالباً وجرح أكثر من 16 ألف، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، فيما استشهد 416 من الكوادر التعليمية، وجرح أكثر من 2463 كادراً من معلمي المدارس والجامعات، إلى جانب حرمان 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات “التوجيهي”، إما بسبب ارتقاء المئات منهم، أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الدمار الشامل الذي حلّ بالبنية العملية التربوية.

تدمير المدارس والجامعات

منذ اليوم الأول من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال العديد من المدارس والجامعات، وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن 124 مدرسة حكومية تعرضت لأضرار بالغة نتيجة العدوان، حيث دمّر الاحتلال أكثر من 562 مدرسة حكومية بشكل كامل، بينما تعرضت 126 مدرسة حكومية و65 مدرسة تابعة لوكالة “الأونروا” لقصف وتخريب، فيما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عالي لأضرار بالغة، وجرى تدمير أكثر من 35 مبنى تابعاً للجامعات بشكل كامل، و 57 مبنى دمّر بشكل جزئي.


اقرأ|ي أيضاً| حق أطفال غزة في التعليم.. حلم مؤجل في ظل العدوان المتواصل


تشريد ونزوح

لم يكن الدمار المادي للمنشآت هو العائق الوحيد أمام سير التعليم في القطاع، المئات من الطلبة و المعلمين أجبروا على النزوح من منازلهم بحثاً عن الأمان. ووجدت الأسر التي فقدت منازلها صعوبة في توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية، ليغدو التعليم حلماً صعب المنال.

ويتجاوز تأثير النزوح الفقد المادي، فباتت الضغوطات النفسية والعاطفية عبئاً ثقيلاً على الطلبة والمعلمين، مشاعر الخوف والقلق تسيطر على المشهد، وشعور عدم الأمان والاستقرار يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي وفقدان الحافز للعودة إلى مقاعد الدراسة.

تحديات التعليم عن بُعد

سعت بعض المؤسسات التعليمية للتكيف مع الظروف الراهنة من خلال اعتماد نظام التعليم عن بُعد. إلا أن هذه المبادرة واجهت العديد من التحديات، مثل نقص خدمة الإنترنت، وغياب الكهرباء، وافتقار الطلاب للمعدات التكنولوجية الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن جميع الطلاب من متابعة الدروس عبر الإنترنت بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.

وفي وقت سابق، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي، صادق الخضور، عن سلسلة من التدخلات التعليمية لطلبة قطاع غزة، تشمل إطلاق مدارس افتراضية عبر روابط خاصة يلتحق بها الطلبة، وتركز على المباحث الأساسية لكل صف.

وأضاف، أن النصف الأول من هذا العام سيخصص للتعامل مع استحقاقات العام الدراسي الماضي جراء العدوان على القطاع، أما النصف الثاني فسيخصص للصف الذي يُفترض أن يكون فيه الطالب، أي دمج عامين دراسيين في عام واحد.

 

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى