منذ السابع من أكتوبر تغيرت صورة الأبارتهايد

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – منذ السابع من أكتوبر، أصبحت غالبية الطرق المؤدية الى المدن والقرى الفلسطينية مغلقة، أو توجد عليها حواجز عسكرية تمتهن الفلسطيني .. تضربه أحيانا.. تفتش هاتفه أحيانا بحثا عن أي شيء له علاقة بالعدوان، تمنعه من التنقل، تحتجزه فقط لكونه فلسطينيا، ولكي يفكر عشرات المرات قبل أن يقرر التنقل عبر هذه الطرق!

ستجد الحواجز العسكرية تعترضك في كل مدينة، يفتشونك وكأن على جبينك وسما بالارهاب، تسمعهم يضحكون عليك.. يستفزونك بنظراتهم وكلماتهم السوقية، ليس لسبب فقط لأنك فلسطيني. تحدق بك كاميراتهم وترصد تحركاتك أينما تتنقل في الضفة الغربية، فلقد تم تصميمها خصيصا لمسح وجهك رقميا واعطائه بصمة توسمك بدرجة الخطورة!

وعندما ينقذك الحظ في الخروج من هذه الحواجز المليئة بالكراهية والعنف، تعترض سيارتك العديد من سيارات الشرطة الاسرائيلية، تجدها لا توقف الا سيارات العرب ذات اللوحة البيضاء، أما اللوحة الصفراء فهي محصنة من المخالفات والتفتيش الا اذا كان سائقها ذا ملامح عربية! لن تجد في دربك أيها العربي الفلسطيني الا العنصرية، هي تملأ المكان والزمن، ويكسوها ماض عميق، زوّروا فيه التاريخ فحولوا أسماء مدننا الكنعانية القديمة الى مدن تنتمي الى أساطيرهم وأحقادهم التوارتية.

منذ السابع من أكتوبر، منع العرب الفلسطينيون من العمل داخل الخط الاخضر، إذ فقد أكثر من 180 ألف عامل رزقهم الذي تعتاش عائلاتهم منه، ومنعت تصاريح الصلاة في المسجد الاقصى، ومنعت التصاريح الطبية، ومنع الآلاف من السفر الى الخارج .. منع كل شيء عن الفلسطينيين كعقاب جماعي تفرضه اسرائيل على الفلسطينيين، بحيث أصبح هذا الشعب يعيش في معازل منفصلة، يعيش في فقر وبؤس، يعيش في واقع جديد للفصل العنصري قوامه التعذيب والتنكيل والتعامل بدونية واستعلاء وانتقام.


اقرأ|ي أيضاً| إسرائيل لا تخشى انتفاضة.. بالعكس هي تريدها الآن


منذ السابع من أكتوبر، ليس في وطننا مكان للعدل والمساواة، يقتحمون علينا بيوتنا، يتبجح جيشهم بأن له الحق في عمل أي شيء لأنه باختصار جيش احتلال. وأي احتلال هذا الذي يحول حياة الفلسطنيين الى جحيم يومي، ويقطع الأرزاق، ويقتل الأطفال والنساء والشباب. يريدك فقط أن تبقى عبدا مطيعا لا تفكر ولا تسعى للحرية. وعندما يستشعر رغبتك في الانعتاق، يتحول من سيد يتظاهر بالود الى كلب مسعور ينهش ويتوعد ويقتل ويدمر. ومن أجل شرعنة سلوكه هذا يستخدم الدين تارة ليطلق عليك مصطلح الأغيار (الجويم)، وكأنك أتيت الى هذه الأرض من كوكب أخر! وتارة أخرى ليبرر القتل والاغتصاب والسرقة ضد هؤلاء الأغيار، وكأنهم ببساطة انتحلوا قداسة الرب ومنحوك قذارة الشيطان! إنهم باختصار الاسرائيليون الصهاينة.

منذ السابع من أكتوبر، تغير مفوم الأبارتهايد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فقد كان في السابق هدفه إنشاء معازل للفلسطينيين داخل الدولة اليهودية الواحدة (كانتونات)، أما بعد السابع من أكتوبر، فقد أصبح هدفه التطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني، وتكسير ارادته، وتقويض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة. وسرعان ما تسارعت وتيرة تهويد القدس، واتسعت هجمات المستوطنين المسلحين على الفلاحين الفلسطينين، وأصبحت معتقلات الأسرى مسالخ كبيرة تنتزع الكرامة والحياة عنهم. وفي النتيجة، بدا وكأن ضم الضفة الغربية بعد السابع من اكتوبر وكأن هذه السياسة أصبحت سريعة وتشير الى أن الضم يجب أن يكون دون سكان، تماماً مثل خطة “داليت” التي انتهجتها عصابات الهاجاناة في حرب 1948.

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى