الجيش الإسرائيلي يضغط لاحتلال «قبر يوسف» بشكل دائم

شعاع نيوز_ كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرس احتلال قبر يوسف في مدينة نابلس بشكل دائم، مع السماح بـ «الوجود اليهودي» الدائم في المكان الواقع في قلب مدينة نابلس. وجاء ذلك حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، التي قالت إن ذلك يأتي بعد 25 عامًا من الانسحاب منه في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000. وحسب الصحيفة، فإن القيادة المركزية في جيش الاحتلال تعمل على إعداد خطة رسمية حول الإمكانية العملية لهذه الخطوة، ومن المتوقع تقديمها خلال الأسابيع المقبلة.
وكان هذا الملف قد جُمّد بسبب الحرب الأخيرة مع إيران، لكنه عاد أخيرًا إلى الواجهة، وهو ما تكثف بعد هجمات نفذها المستوطنون الجمعة الماضية.
في هذا السياق، عقد الإثنين مؤتمر موسع في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، بهدف ممارسة ضغط إضافي على المستويين السياسي والعسكري لدفع خطة احتلال الموقع.
وقضية احتلال قبر يوسف بشكل دائم، تعد خطوة ذات أبعاد أمنية وسياسية كبيرة، لأنها تعني تغييرا للوضع القائم منذ أكثر من عقدين.
ولا يزال من غير الواضح كيف سترد السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، وكذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، على مثل هذه الخطوة.
ويشدد قادة المستوطنين على ضرورة الإسراع في تنفيذ الخطة، خشية احتمال حل «الكنيست» والتوجه إلى انتخابات جديدة، وهو ما قد يعطل مشروعهم. في المقابل، يصفون احتلال القبر وإعادة السيطرة عليه أنها مسؤولية سيادية وأمنية.
واعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن قبر يوسف يمثل بالنسبة لإسرائيل، لا سيما لدى التيار الديني القومي والمستوطنين، أكثر من مجرد مَعلم ديني؛ فهو يُجسّد رمزًا للسيادة التاريخية في قلب ما يُعرف توراتيًا بـ»أرض الآباء».
ومنذ انسحاب الجيش من الموقع في مطلع الانتفاضة الثانية عام 2000، ظلّت المطالب بإعادة السيطرة عليه تتصاعد في الخطاب اليميني، باعتباره «وصمة انسحاب» يجب تصحيحها.
ويقول الخبير مناع في حديث لـ«القدس العربي»: «تعود اليوم، من جديد رؤية واقعية تستهدف فرض الوجود الإسرائيلي الدائم داخل القبر، أي في قلب المناطق المصنفة (A).
ويضيف أنه «يمكن فهم الخطوة كمؤشر مبكر على بداية مرحلة «ما بعد أوسلو» بحكم الواقع، حيث تعكس إعادة التمركز في «قبر يوسف» توجّهًا إسرائيليًا جديدًا يقوم على التحوّل من سياسة الاقتحامات المؤقتة إلى تثبيت نقاط سيطرة دائمة، فبدل الدخول والخروج السريع، تعمل إسرائيل على إنشاء تموضع ثابت داخل نسيج مدني كثيف، الأمر الذي يتيح مراقبة مستمرة، وتحكمًا ميدانيًا مباشرًا، واستنزافًا طويل الأمد للبنية المحلية»
ويرى أن هذا التوجه الجديد له «ثمن باهظ يدفعه الفلسطينيون، إذ يدفع العديد من العائلات الفلسطينية إلى النزوح القسري من المكان».
وبرأيه، يستخدم الاحتلال هذا التمركز كورقة لترسيخ «الإنجازات الميدانية» بعد الحرب الأخيرة، وترجمة التفوق العسكري من وجهة نظر صناع القرار إلى وقائع جغرافية.
كما أنه «يشكّل وسيلة لإضعاف السلطة الفلسطينية وتقويض سيادتها الرمزية في مناطق يُفترض أنها تحت إدارتها، وذلك ضمن مسار أوسع تسعى فيه إسرائيل إلى تفريغ هذه المناطق من مضمونها السيادي، وتوسيع نفوذها الاستيطاني في الضفة الغربية».