مقالات

كاسيف يدعم جنوب أفريقيا

كاسيف يدعم جنوب أفريقيا

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – حرب إسرائيل على أصوات المعارضة الحقيقية، التي تؤمن بالسلام والحرية والديمقراطية الحقيقية، ورفض الاستعمار بكل مستوياته ومسمياته، وتحارب التطهير العرقي والأبرتهايد، وتدعو وتدعم خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 لم تتوقف ضدها، حتى لو كان يهوديا، لا بالعكس فإن محاربتها الأصوات اليهودية المؤمنة بالسلام والعدالة النسبية أشد ضراوة.

لأنها تخشى ارتدادات تلك الأصوات على المجتمع الإسرائيلي والرأي العام في أوساط الجاليات من أتباع الديانة اليهودية في العالم، والرأي العام العالمي.

لأن مثل هذه الأصوات أكثر مقبولية في الغرب الرأسمالي عموما، وتؤثر على صورة ومكانة الدولة الإسرائيلية اللقيطة.

من بين النماذج الهامة في المعارضة النائب في الكنيست، عوفير كاسيف عن كتلة الجبهة الديمقراطية والتغيير، الذي تعرض في العديد من المواقف الشجاعة التي تبناها ضد سياسة وانتهاكات الفصل العنصري، والاستيطان والحروب المفتوحة على الشعب الفلسطيني لحملات من التحريض والملاحقة والاعتداء المباشر عليه من ضباط وجنود الجيش والشرطة الإسرائيلية.

ومع ذلك لم تثنه عملية التحريض عن التصدي للقوانين الجائرة في الكنيست، ولغلاة الفاشية والتطرف، وما زال صوتا متميزا ومتقدما في رفض تكميم الأفواه والملاحقات الإجرامية للصوت الإسرائيلي اليهودي والفلسطيني العربي داخل دولة إسرائيل جنبا إلى جنب مع أعضاء الكنيست الفلسطينيين الديمقراطيين. والخطوة الإيجابية الجديدة، التي أقدم عليها كاسيف هي التوقيع على عريضة تؤيد الدعوى التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا مطلع يناير الحالي ضد إسرائيل الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لإلزامها بوقف فوري لإطلاق النار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على خلفية اتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية. الامر الذي اثار غضب نواب الكنيست اليمين المتطرف، ودعاهم للمطالبة بعزله من الكنيست، وحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” أول أمس الإثنين (8/1/2024) فإن عضو الكنيست، عوديد فورير عن كتلة “إسرائيل بيتنا” جمع 70 توقيعا من أجل اقالة النائب الديمقراطي من البرلمان. وقال فورير .

وحسب قانون أساس للكنيست، يجوز لأعضاء البرلمان بأغلبية 90 صوتا، التقرير في إنهاء عضوية أي نائب، إذا أيد الكفاح المسلح ضد اسرائيل، وعليه فإن إجراءات العزل لاي نائب تتطلب أولا جمع 70 توقيعا، ثم انعقاد “لجنة الكنيست” وتصويتها بأغلبية 75% على العزل، ثم تصويت الهيئة العامة للكنيست بأغلبية 90 صوتا على عملية العزل. مع ذلك لم يتراجع العضو الشيوعي الإسرائيلي عن موقفه، بل دافع عن خياره، ودون على منصة X إن “الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها يدعون للتطهير العرقي، وحتى الإبادة الجماعية” وأضاف “واجبي الدستوري هو تجاه المجتمع الإسرائيلي وكل سكانه، وليس تجاه حكومة يدعو أعضاؤها وائتلافها الى التطهير العرقي، بل حتى الإبادة الجماعية الفعلية.” وأضاف كاسيف “إن توقيعي على دعم جنوب افريقيا هو من اجل وقف إراقة الدماء والافراج الفوري عن المختطفين.” وأضاف “طلب إقالتي لا أساس له من الصحة. لان الأساس الدائم للاقالة، هو دعم الكفاح المسلح ضد إسرائيل، في حين ان العريضة التي وقعتها تسعى إلى وقف الكفاح المسلح.” وما قاله فورير جزء يسير من حملة التحريض على النائب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لأن ابواق الفاشية الصهيونية من مختلف الكتل في الائتلاف والمعارضة أطلقت نيران حملة شعواء ضد كاسيف. ورغم ذلك واصل خياره، ولم يأبه لعملية العزل، وكان تعرض سابقا للمنع من الترشح لعضوية الكنيست، وتصدى لها في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، واسقط هجوم غلاة التطهير العرقي من الفرق الصهيونية المختلفة.


اقرأ\ي أيضاً| إسرائيل تُمثّل أمام “العدل الدولية” رداً على دعوى جنوب أفريقيا


توقيع النائب الإسرائيلي على دعوى جنوب أفريقيا تشكل عنوانا مهما في حرب المواجهة مع حكومة الحرب الدموية الإسرائيلية، والتصدي لنزعاتها الاجرامية، ولإرهابها وترهيبها لكل حملة الجنسية الإسرائيلية وخاصة من الصوت الفلسطيني داخل الكنيست وخارجه، وتعتبر خطوة مهمة في كسر القيود الصهيونية، وتعزيز مكانة الصوت الديمقراطي وجبهة المعارضة الحقيقية ضد غلاة حرب الإبادة الجماعية، وضد التهجير القسري، والداعمين لخيار السلام واستقلال وسيادة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة ابدية لها.

كما انه يفتح الأفق امام الأصوات الديمقراطية الأخرى لتتقدم الصفوف، وتنزع قفازات الترهيب من طريق دفاعها عن الحريات الديمقراطية والتعبير والتظاهر والاعتصام والاضراب والتصدي لتغول حكومة الحرب وقطعانها المستعمرين بقيادة نتنياهو.

 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى