مقالات

سقوط آخر الأقنعة بحكومة إرهاب وصهيونية دينية

سقوط آخر الأقنعة بحكومة إرهاب وصهيونية دينية

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – مُنِح بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود الفائز بأكثر المقاعد في انتخابات الكنيست الأخيرة عشرة أيام إضافية لتقديم تشكيلة أحدث حكومة لمنظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية (إسرائيل)، ما يعني أنه وحزب “الصهيونية الدينية” ما زالا يتصارعان – رغم التقائهما عند نقاط السياسات العامة، والغاية كما هي معلومة الاستحواذ على النصيب الأكبر من مراكز النفوذ وموارد المنظومة المادية، وتحقيق مكاسب ومنافع فئوية محددة لا تتجاوز الأحزاب التي بدونها لا يمكن لنتنياهو تشكيل حكومته، وتحقيق أغلبية في الكنيست تؤمنه من التتبعات القضائية، فالمنفعة الشخصية، والعصبوية، والفئوية المحدودة هي السمة الغالبة على قيادات الأحزاب الدينية، التي غالبا ما ينتهي مطافها السياسي بقضايا فساد مالي وإداري أخلاقي حتى !.

حلبة الابتزاز السياسي والشخصي في إسرائيل مزدحمة اليوم بالمتصارعين للظفر بمواقع هامة في مراكز القرار في حكومة المنظومة وتحديدا القرار الأمني والمتعلق بالاستيطان أيضا، لكن يجب ألا يغيب عن بالنا أبداً أن قيادات هذه الأحزاب التي تنعت بالمتطرفة تمتلك حضورا شخصيا لدى ناخبيها، لكنها من حيث المبدأ تفتقر عنصر المراوغة، والتقنع، والسحر السياسي والمخادعة، والخفة في اللعب على حبال الدبلوماسية الدولية، ما يعني أنها مصابة بأعلى درجات داء التفوق والتمييز العنصري المؤسس على الإرهاب، الذي عرفناه منذ وطئت قدم أول يهودي صهيوني مستخدم في المشروع الاستعماري الدولي الصهيوني أرض فلسطين .

ما يحدث في الجبهة السياسية الداخلية لمنظومة الاحتلال العنصرية (إسرائيل) يفرض علينا هذا السؤال: ألا يخدم روايتنا وموقفنا حصول المنبوذين دوليا على معظم كراسي الكنيست، واستحواذهم على الوزارات الحساسة في حكومة المنظومة، فهؤلاء يحتقرون الشرعية الدولية، ويرفضون قراراتها، ويتوعدون باستمرار الاحتلال والاستيطان ورفع وتيرة الإرهاب والقتل، وسن وتطبيق قرارات عنصرية واضحة ودقيقة ومفصلة غير قابلة للتأويل أشد قساوة من سابقاتها، بحيث تجعل الحياة في تقديرات المواطن الفلسطيني سواء في المدن والقرى المحتلة في عام 1948 أو المحتلة سنة 1967 شبه مستحيلة, مع انعدام الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وتغول الاضطهاد بسبب الانتماء والفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية .

لقد بح صوتنا ونحن نصرخ لدفع المجتمع الدولي للنظر بإرهاب منظومة الاحتلال العنصرية (إسرائيل) وردع ومحاسبة هذه المنظومة (الدولة الناقصة) الخارجة على المواثيق والقوانين والأعراف والقرارات الدولية، وملأنا خزائن الأمم المتحدة ومنظماتها بالتقارير الموثقة، والبينات القاطعة على إرهابها وجرائمها ضد الإنسانية، وجرائم الحرب التي ارتكبتها بحقنا نحن الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي والطبيعي في أرض فلسطين، واستجبنا كثيرا لنداءات ودعوات الدول الكبرى، والدول الصديقة، الحريصين على السلام في العالم، لكن دون جدوى، أما تبوء هؤلاء صدارة المشهد السياسي في منظومة الاحتلال، فإنهم سيكونون البرهان على صحة مواقف القيادة الفلسطينية السياسية ويقينها بأنه لا يوجد شريك لعملية السلام لدى منظومة الاحتلال (إسرائيل) وأن هذه المنظومة الخادمة للدول الاستعمارية التي رفعت ركائزها كقاعدة استيطانية وعسكرية على سياسة المجازر والمذابح والتهجير بقوة السلاح، والعدوان المبرمج والقتل والإرهاب لم تتغير، ولم تتجاوب مع نداء العالم بالاتجاه نحو السلام كما تجاوبت منظمة التحرير الفلسطينية وانخرطت بعملية سلام بصدق وإخلاص، على أساس حفظ الدماء، وفتح آفاق جديدة ضامنة لمستقبل الشعب الفلسطيني على أرضه على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.


اقرأ|ي أيضاً| نتنياهو يحصل على 10 أيام إضافية لتشكيل الحكومة الجديدة


فالحكومة القادمة – إذا تشكلت – التي سيرأسها فاسد (نتنياهو)، ويحاول بالائتلاف الجديد نظم قانون يحميه من تتبع القضاء والخضوع للمحاكمة، وتضم شخصيات تجاهر بعدائيتها للسلام، والشرعية الدولية، وتفوح منها رائحة العنصرية والكراهية والازدراء للعالم، ستوفر علينا عناء كبيرا، حيث ستقدم هذه التركيبة منظومة الاحتلال والاستيطان والعنصرية إسرائيل على حقيقتها بدون تجميل، والمفيد في الأمر أنها ستسقط آخر الأقنعة التي تداول ساسة (المنظومة) على اتخاذها وسيلة لخداع العالم !.

جرائم المنظومة (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني لم تتوقف منذ مئة سنة ونيف، وقد نشهد تصاعدا في وتيرتها، فالذي ارتكب جريمة القتل بحق يهودي (إسحاق رابين) نزع نحو السلام ووقع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، لن يتورع عن رفع مستوى دمويتها، لكن الواقع على الأرض سيكون على غير الصورة الماثلة في أذهان إرهابيين صارت لهم حكومة !، أو قل مكنتهم الدولة من أركان حكومتها، فهؤلاء سيكونون عامل تفكيك وانهيار بطيء وتدريجي للمنظومة، التي ستجد نفسها في مواجهة شاملة مع الشعب الفلسطيني على الأرض، ومع العالم أيضا الذي يسير الآن بعكس ما تشتهي سفن واشنطن وتل أبيب .

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى