مقالات

عمال العالم.. القوة النبيلة من أجل السلام

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – شهدنا قبل عدة عقود، ترافق حراك العمال مع حراك الطلاب في دول العالم للتعبير عن مواقف تجاه قضايا تحرر، وصراعات أنذرت بمخاطر كبيرة على السلم العالمي، وكان لفلسطين نصيب مميز من تفاعل اتحادات عمال عالمية مع الحق الفلسطيني، فالاتحادات العمالية العربية والدولية كما اعرف جيدا، قد نسجت مع الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال فلسطين العاملة التي كانت تمثل الطبقة العاملة الفلسطينية في اطر منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي منح عمال فلسطين والحق الفلسطيني مصادر دعم ومساندة، لكن ذلك لم يتحقق إلا بعد نضال شاق خاضته قيادات الحركة العمالية الفلسطينية، برهنت خلاله لنظيراتها في العالم، أن عمال فلسطين، في مركز خندق المواجهة الأول مع (اسرائيل) التي أنشئت كقاعدة متقدمة لمشروع الدول الاستعمارية الإمبريالية، وكرستها كأمر واقع في أهم منطقة استراتيجية وأغناها بالثروات ومصادر الطاقة في العالم، وترافق هذا النضال مع توجه القيادة السياسية للمنظمة الى تهيئة كل أسباب الارتقاء بعلاقة الحركة العمالية الفلسطينية مع الاتحادات العمالية، وتحويلها الى شريك في النضال ضد سياسة منظومة الاحتلال الصهيونية الاستيطانية، عبر نسج علاقات سياسية مع حكومات وأحزاب، في مواطن الاتحادات الدولية.

الآن، لا بد من التأكيد على أن الأسباب التي جمعت الحركة العمالية الفلسطينية مع الحركة العمالية العالمية، ما زالت قائمة، رغم متغيرات جوهرية طرأت في بلدان كثيرة، وتحديدا في منطقة دول شرق أوروبا، لكن دول غرب أوروبا، التي تم تأسيس المنظمة الصهيونية الاستعمارية بما ينسجم مع مصالحها، ما زالت ميدانا خصبا، للنضال ضد الاستغلال، ونكران الحقوق، وضد العلاقة بين راس مال الاستيطان اليهودي في فلسطين المحتلة، والاستعمار اللا مشروع في القانون الدولي، وضد هيمنة رأسمال هذا على معظم قطاعات رأس المال الغربي، وإخضاعه لتلبية احتياجات اسرائيل من الدعم السياسي والعسكري.


اقرأ\ي أيضاً| في يوم العمال: فتوح يطالب دول العالم باستئناف دعم “الأونروا” للتخفيف من معاناة شعبنا


أما القوانين العنصرية، والتمييز السلبي الذي تمارسه منظومة الاحتلال بحق العمال الفلسطينيين، بدوافع عنصرية، فنعتقد أنه من أهم الأسباب اللازمة لاعادة الحياة للعلاقة النضالية بين عمال فلسطين وعمال العالم، أو لتعزيزها وتطويرها، لبلوغ المستوى المأمول من مواقف الحركة العمالية المبدئية، والمؤثرة إيجابا لصالح الحق الفلسطيني، فقيادات الحركة العمالية العالمية تدرك أن مصالح الدول والقوى الرأسمالية الكبرى مع اسرائيل، تقوم أساسا على حساب حقوقهم الأساسية، وان اسرائيل تبتز حكوماتهم ودولهم ماليا، فتحرمهم من جزء هام من حقوقهم المادية، ومن أموال لازمة للتنمية في بلادهم ايضا.. ويدركون جيدا أن تحقيق السلام عبر ضمان نيل الشعب الفلسطيني الاستقلال في دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، سيحقق الاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط، ما يعني تحسين اوضاع عمال فلسطين كجزء من الطبقة الكادحة في العالم، وانعكاسات هذا السلام على ازدهارها ونمو حركة التنمية والبناء في فلسطين والبلاد العربية، وبالمحصلة النهائية، انعكاسا ايجابيا على عمال دول الشرق الأوسط، حيث ستشهد دول العالم القريبة من فلسطين، وتلك المتأثر مباشرة على اتساع رقعة المشاريع التنموية، وانحسار رقعة الحروب والصراعات، هذا إن لم تنطفئ نيرانها تماما ويبرد رمادها .

نعتقد أن المسؤولية الوطنية توجب على قادة الحركة العمالية الفلسطينية، الاستفادة من قوة عمال العالم النبيلة، الكامنة في قطاعات النقل الأساسية كالموانئ البحرية والجوية (كمثال لا الحصر)، وحشدها بقرارات وآليات عمل موحدة انتصارا للسلام، وضد سياسة اسرائيل العنصرية، وحملة الابادة الدموية على الشعب الفلسطيني.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى