مثلث الأبارتهايد الإسرائيلي يتوسع!

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – هنالك ثلاثة أعمدة يقوم عليها مثلث الأبارتهايد (الفصل العنصري) الاسرائيلي بحيث تتداخل هذه الأعمدة من أجل تحقيق هدف واحد وهو تقويض حل الدوليتن وإقامة نظام فصل عنصري في الضفة الفلسطينية المحتلة. وهذه الاعمدة الثلاثة هي: المستوطنون الذين يسعون لابتلاع مزيد من أراضي الضفة الفلسطينية. وثانيها، رجال الجيش الذين يهدفون الى إنشاء مناطق استراتيجية عازلة بين الضفة الغربية والشرقية، تكون هذه المناطق تحت سيطرة الجيش وخالية من التجمعات العربية. أما العمود الثالث فيتمثل برجال السياسة الذين يهدفون الى القضاء على حل الدوليتن واقامة دولة يهودية خالصة!
وفي الواقع، إن هذه الأعمدة الثلاثة متشابكة مع بعضها بعضا، فالمستوطنون لديهم أحزاب دينية متطرفة هي التي تعطي شرعية البقاء في الحكم للساسة من الليكود وعلى رأسهم نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، كما أن نتنياهو يجد نفسه مضطراً في إطار هذه المعادلة بأن يخدم جماعات المستوطنين ويعمل على تحقيق أهدافهم في التوسع وضم الأراضي ومنع قيام دولة فلسطينية. بالمقابل، فإن الجيش الذي أصبح يترأسه اليمينيون مثل زامير، يعمد بشكل منهجي الى حماية جماعات المستوطنين وقمع الفلسطينيين المناهضين للمشروع الاستعماري الصهيوني.
في الإطار السابق، نجد أن هذا المثلث الاستعماري العنصري يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة:
توسيع عملية الاستيطان في الضفة الفلسطينية المحتلة.
تهجير جماعات متعددة من الشعب الفلسطيني.
منع قيام دولة فلسطينية.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، فإن مكونات الأبارتهايد الاسرائيلي الثلاثة تتشابك مصالحها وعلاقاتها على الوجه التالي:
تبادل مواقعهم ومناصبهم الوظيفية، بحيث يشغل مسؤولو الاحزاب وقادة المستوطنين مناصب وزارية وحكومية، وينتقل قادة الجيش الى مناصب سياسية، أما المستوطنون فيقومون برفد الجيش بالقادة والجنود. بالمقابل، الساسة الاسرائيليون يوزعون القيم السياسية على قادة الجيش والمستوطنين.
اقرأ|ي أيضاً| مخططات الحسم تُسابق خطط الحل!
تبادل القيم الاقتصادية والثروات، بحيث يتم توزيع هذه القيم على الأعمدة الثلاثة: المستوطنين الذين يستولون على الارض، والجيش الذي يسيطر عليها، والساسة الذين يشرعنون توزيع هذه الأرض ومصادرتها. وفي الحالات الثلاث، فإن المنافع القيمية والرمزية يتم جمعها وتوزيعها بين الأقطاب الثلاثة للأبارتهايد الإسرائيلي.
وفي إطار التوسع والتغول الاسرائيلي، فإن إسرائيل العنصرية تقوم بافتعال الحروب والتصميم على عدم وقفها تماماً كما حدث بالنسبة لغزة وما يحدث الآن في الحرب الاسرائيلية الايرانية وذلك بهدف توحيد هذه الأعمدة والأقطاب الثلاثة وخلق مخاوف مشتركة وحاجات مشتركة تجمعهم في إطار جبهة واحدة مشتركة تمنحهم فرصا أكبر للنجاح وتقلص إمكانات الانشقاق.
من جانب ثانٍ، إن جماعات المستوطنين تستغل فترة الحروب وحالة الانشغال الدولي بها من أجل مزيد من التوسع والاستيلاء على الأراضي، وبنفس السياق، فإن الساسة الاسرائيليين يستغلون الحروب من أجل تمجيد الذات والاستمرار في الحكم كحكام تاريخيين يمجدهم التاريخ اليهودي، وهكذا نفس الأمر بالنسبة لجيش الاحتلال الذي يسعى للحصول على مزيد من الخبرات والأسلحة التي تمكنه من فرض الهيمنة والسيطرة والنفوذ الاقليمي.
في التحليل السابق، فإن عملية فهم وتحليل مثلث الأبارتهايد الاسرائيلي تتطلب فهم حالة الحرب المستمرة التي تعتبر بمثابة وقود يشعل نظام الفصل العنصري ويجعله مستمراً وفاعلاً.