مخططات الحسم تُسابق خطط الحل!

مخططات الحسم تُسابق خطط الحل!
شعاع نيوز – الكاتب: إبراهيم ملحم – بينما تتواصل جرائم الإبادة بلا هوادة في القطاع الذبيح، ويُقتل يومياً عشرات المجوّعين من النساء والأطفال والشباب والشيوخ أمام فخاخ المساعدات اللقيطة في رفح و”نتساريم”، ثمة هجمةٌ مسعورةٌ تجري بالتوازي في مدن وقرى ومخيمات الضفة، حيث تستبدّ بالمعتدين شهوةُ القتل والتدمير والتهديم والمصادرة والترحيل، وسط مواقف دوليةٍ رخوةٍ تُحفّز المجرمين على فرض وقائع زائفةٍ بقوة الغطرسة أكثر مما تردعهم، وتكبح جماح تغوّلهم على الأرض والشعب.
من الآن وحتى السابع عشر من الشهر الجاري، الموعد المضروب لانعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، فإن خطط الحسم تسابق خطط الحل، تنفيذاً لمخططات “سموتريتش” بضم الضفة، حتى بدا الرجل المهووس بتقويض السلطة، وفرض السيطرة، يقضم أكثر مما يهضم، وفق ما تُنبئ به الشواهد الميدانية للأراضي المصادرة، والمنازل المهددة بالتهديم في القرى، وفي المخيمات المستباحة بالتجريف، التي باتت خاليةً من سكانها، وحشر الناس في أضيق نطاقٍ بعد الاستيلاء على أراضي القرويين، ومنع زراعتها والبناء فيها، ضمن مخططات هندسة الجغرافيا والديموغرافيا.
وبينما فشلت العدالة الدولية في منع جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فإن شكوكاً كثيفةً تحيط بالمواقف الدولية المرتقبة من الاعتراف بدولة فلسطين، وفق رؤية حل الدولتين، في الوقت الذي هددت فيه الولايات المتحدة الدول المشاركة في المؤتمر بالمقاطعة، ونددت بعقوباتٍ اتخذتها خمس دولٍ أوروبية ضد “سموتريتش” و”بن غفير”… فأمريكا تؤكد بسياساتها الممالئة، وشراكتها المعلنة لإسرائيل في جرائمها المتواصلة، أنها الراعي الحصري للإبادة وتقويض الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.