مقالات

الأمم المتحدة.. التكوين أفضل من القرار

الأمم المتحدة.. التكوين أفضل من القرار

شعاع نيوز – الكاتب: يحيى رباح – في الأسبوع الماضي، صدرت عن الجمعية العامة، قرارات مهمة بشأن القضية الأكثر حضورا في العالم منذ نشوئها عام 1948، عبر ما نسميه نحن فلسطينيا النكبة، الذي يقول تعريفها الواضح والبسيط والعميق، أن شعبا صغيرا ولامعا طرد من وطنه لصالح خرافة كاملة ألفتها دول المسيحية الصهيونية أكثر من الحركة اليهودية الصهيونية، وكان هذا يعني إسدال الستار عن شكل النظام الدولي السابق الذي تشكل تحت عنوان عصبة، فقد ورثتها الأمم المتحدة في عام 1945، وكان النظام الدولي الجديد يعطي لمجلس الأمن قوة خارقة، وهي أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن قد استلبت الأمم المتحدة تحت عنوان “الفيتو” الذي تملكه الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية وهي أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وكان الفيتو التي تستخدمه هذه الدول الكبرى فقط، وهو تصدر الفيتو حتى لو كان بأغلبية 14 عضوا من دائمي العضوية ومن غير دائمي العضوية، فإن القرار يسقط كأن لم يكن، ويصبح الطرف الذي صدر لصالحه القرار الموضوعي في حيص بيص، لأن الدول غير الدائمة العضوية ترى وتسمع العجب العجاب دون أن تكون قادرة على تغيير هذه المأساة المبكية المضحكة في آن واحد، وهذا ما عاناه الشعب الفلسطيني منذ حدوث نكبته المفجعة حتى أنه حين وقعت حرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل بقية فلسطين أي الضفة والقدس وقطاع غزة، وصدر عن الأمــم المتحدة القرار الذي ينص على عدم جواز احتلال الأرض بالقوة، وضرورة الانسحاب منها، جاءت بريطانيا لكي تطبق قرارا خاصا بلغتها الخاصة الملعونة، فبدلا من تعبير ضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، صارت الصياغة البريطانية، من أراض احتلت عام 1967.


اقرأ\ي أيضاً| الأمم المتحدة تناقش طلباً فلسطينياً بشأن شرعية الاحتلال


رغم كل ذلك فإننا سعداء بقرارات الجمعية العامة التي صدرت بأغلبية ساحقة، وتقرر سيادة الشعب الفلسطيني على ثرواته في أرضه، وتؤكد على شرعية حقه في تقرير مصيره، نعتز بهذه القرارات ونعطيها كل الانتباه المطلوب، وعاشت فلسطين التي هي مزروعة في ذاكرة الحق أكثر ألف مرة من كل الأكاذيب الصهيونية.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى