مقالات

ماذا يحدث في مخيم الدهيشة؟

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – منذ السابع من تشرين اول وقوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم يومياً مخيم الدهيشة في بيت لحم. استشهد حتى الآن اثنان من شباب المخيم كانا فقط يراقبان اقتحامات الجيش من سطح بيوتهما، جُرح العشرات، اعتقل أكثر من 100 شاب، تطلق قوات الاحتلال النيران بشكل عشوائي، يقتحمون البيوت ويعيثون بها فسادًا، يضربون النساء، يختطفون الأهالي والأطفال في المعتقلات حتى يُسلم ذوو المطلوبين أنفسهم للشاباك الإسرائيلي. كل شيء في المخيم مُعطّل، ولا حديث سوى عن الجرحى والشهداء والمعتقلين. وفي النتيجة، هنالك إرهاب دولة مسلّط على المخيم في ظل تفاقم الفقر والخوف والبطالة.

هنالك عدة أسئلة تثور عند الحديث عن استهداف مخيم الدهيشة من قبل قوات الاحتلال منذ حرب غزة. ومن هذه الأسئلة، الأسباب التي تدفع قوات الاحتلال يومياً لاقتحام المخيم برغم قدرتها على تنفيذ اعتقالاتها في يوم أو يومين؟. في الواقع، إن قوات الاحتلال تفعل ذلك يومياً حتى تُشعر سكان المخيم بالهيمنة والسيطرة وتثير القلق والرعب فيهم. وحتى تضمن استمرار هذه الهيمنة والسيطرة. إنهم يسعون من وراء اقتحاماتهم اليومية إلى إرسال رسالة لجميع القاطنين في المخيم بأنهم قادرون في كل لحظة أن يصلوا إليهم، يطاردونهم، يراقبونهم باستمرار، وذلك كي يمنعوهم حتى من التفكير بالمقاومة أو المشاركة بأي عمل وطني. إنهم يدركون أن المخيم يمثل حالة نضالية متقدمة ولا يمكنهم ضبط الأمور دون الاقتحامات المتكررة الهمجية والاعتقالات واستهداف المدنيين العزل.

أما السؤال الثاني، فيبحث في الأسباب التي تدفع قوات الاحتلال إلى الهمجية والعدوانية المبالغ فيها في التعامل مع المخيم؟. في الواقع هنالك عدة أسباب وراء ذلك، وأهمها ما يتعلق بالسؤال الأول وهو فرض الهيمنة والسيطرة عن طريق المبالغة في العدوان من أجل ردع أهالي المخيم وإيصال رسالة لهم بأن التكاليف ستكون عالية جداً اذا ما قام شباب المخيم بأي عمل نضالي. أما السبب الثاني فهو يتعلق بطبيعة الاحتلال العنصرية التي تتلذذ بالقتل، وبرغم محاولة قادته المتكررة أن يظهروا بمظهر المتحضرين، إلا أنهم في كل أزمة يعودون إلى طبيعتهم الهمجية التي تحب القتل والتدمير، ولم يستطيعوا إخفاء طبيعتهم الدموية في دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا.

في النتيجة، هل يعتقد قادة الاحتلال أن همجيتهم وعدوانيتهم تستطيع ردع الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته. إذا كانوا يعتقدون ذلك فهو أغبياء حقاً، فلو كان الأمر كذلك لما خرج في جنازة الشهيدين في مخيم الدهيشة عشرات الآلاف من المواطنين. ولما استمرت جنين ونابلس والخليل في مقاومتهم، ولما رفض النازحون من شمال غزة إلى جنوبها اللجوء إلى سيناء. وفي المحصلة، ربما يبثون في أنفسنا الخوف والرعب أحياناً، ولكنهم يزرعون فينا الثورة أكثر.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى