مقالات

هل من “ساموراي” في حماس ؟!

هل من “ساموراي” في حماس ؟!

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – كتب الكاتب الياباني كوباياشي أكيرا تحت عنوان (الموت بشرف… فلسفة الانتحار اليابانية بين الأسطورة والحقيقة) ما يلي: “يقال إن أولئك الذين هُزموا في المعركة أو المشتبه في ارتكابهم الخيانة كانوا يرغبون في محو عارهم، في عرض جلي لإخلاص قلوبهم. ولهذا السبب كان يُنظر إلى سيبّوكو على أنها طريقة موت تناسب الساموراي”.

نذكر رؤوس فرع الإخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى (حماس) بما سبق، وبما يجب أن يفعلوه، إذا قرروا إنهاء مسلسل الفشل الذي جلبوه لأنفسهم، أو انعكاس عملي لتأنيب ضمير – رغم معرفتنا أنه غائب أبداً- عن مصائب وكوارث حلت بالشعب الفلسطيني كانوا المتسببين بها، وأفظعها النكبة الكبرى (الانقلاب الدموي سنة 2007) و(النكبة الأكبر) في تاريخ الشعب الفلسطيني، فدماء شعبنا ما زالت تقطر من أسنان عجلات آلة حرب منظومة الاحتلال والاستعمار الصهيونية العنصرية الدائرة منذ 163 يوما، حيث تعمل بأعلى طاقتها على سحق قوانين وقواعد ومظاهر الحياة في قطاع غزة، الجزء الأصيل من أرض وشعب وطننا المقدس فلسطين.

يظن رؤوس حماس أن تاريخ الشعب الفلسطيني يبدأ من تاريخ استحواذهم على ترخيص المجمع الإسلامي من الشاباك الإسرائيلي سنة 1973 أثناء الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة، وأنهم صانعو حاضره – رغم أنهم لم يبرعوا إلا بتعميم صور الظلم، واستمراء الدمار والموت، واسترخاص أرواح وأرزاق ومقدرات الشعب الفلسطيني – والكارثة في ظنهم أن مستقبل الشعب الفلسطيني، مرهون بأمنهم الشخصي، وبحصر المكاسب لجماعتهم!

ثبت المناضل المرحوم (صالح القلاب) شهادة تاريخية متلفزة في لقاء مع فضائية عربية، فذكر أنه قال للقائد أبو عمار – رحمه الله – بعد خروجهما من جولة مفاوضات مع جماعة حماس في السودان قبل إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية:” كيف تعرض عليهم 50% من مقاعد المجلس الوطني فرد القائد أبو عمار: والله لو أعطيتهم كل مقاعد المجلس الوطني، لما أتوا إلى المنظمة، فهؤلاء ليس لهم علاقة بالوطنية الفلسطينية.. أما عبارات “التوافق الوطني” و”قضيتنا الوطنية” فقد أفرغوها من مضمونها، لكثرة ما رددوها، لكنهم لم يوفروا حيلة شيطانية إلا واستخدموها لنسف التوافق، وحشر القضية الوطنية، في ثوب جماعة “إخوانهم المسلمين” الذين من بعد انتهاء صلاحيتهم – وفق الدمغة الأميركية -، أودعوا ” قضيتهم” تحت عباءة أسيادهم الفرس في طهران.


اقرأ\ي أيضاً| حماس تنقلب على موسكو


يتحدثون عن مبدأ التشاور بعد اختيار الرئيس أبو مازن للدكتور محمد مصطفى رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بتشكيل (الحكومة) وكأن الشعب الفلسطيني قد نسي أنهم قد خططوا ونفذوا انقلابهم الدموي عندما كان إسماعيل هنية رئيسا لمجلس الوزراء بعد تكليفه رسميا من الرئيس أبو مازن، وفق القانون الأساس! فذاكرة الشعب لا تطمسها أكاذيبهم وحبائل مؤامراتهم، أما الأشقاء العرب في السعودية والجزائر ومصر، وكذلك الأصدقاء في موسكو، فإننا على ثقة أن شهادتهم التاريخية ستصدق على حسن نوايا الرئيس أبو مازن، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في كل جولات الحوار، وتشهد على صواب رؤيته الوطنية العميقة والبعيدة المدى، ومصداقيته في الالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، كما ورد في وثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وبالمقابل ستطعن في مصداقية تصريحات رؤوس حماس عن “الوحدة الوطنية” ولا تستثني من حط جعبته وعقله وعقاله في رحالهم !!

ينعتون الصلاحيات الممنوحة للرئيس – وفق القانون الأساس المعدل لسنة 2003 – باختيار رئيس وزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة “بالقرارات الفردية” ويعتبرون تشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها في البند الأول من رسالة التكليف إنقاذ الشعب الفلسطيني وإيقاف حملة الإبادة الدموية الصهيونية في قطاع غزة، بأنها: “خطوات سطحية وفارغة” لذلك وجب أن نذكرهم بفلسفة الانتحار.

فهؤلاء قد اغتصبوا صفة التفرد من أبليس، وتفوقوا عليه في حبك المكائد، من حبال الكذب والدجل، وأسقطوا في شراكها من في نفوسهم مرض ولا يعقلون .. فقد تفاخر هؤلاء بالقرار الفردي لفعلة جماعتهم في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حتى الذين نفذوها ميدانيا قد زجوا وهم لا يعلمون أهدافها وأبعادها، وتداعياتها، أما بياناتهم عن الانتصارات، فقد دفعت البعض للظن أن الدول العظمى في الشرق والغرب، قد طلبت منهم خبراء “التخطيط الاستراتيجي” ليرسموا لهم خطط الحرب العالمية الثالثة!! لكنهم لم يدركوا بأي فخ قد وقعوا، إلا بعد أن طحنت آلة حرب منظومة الصهيونية الدينية لحم ودماء وعظام أكثر من 110 آلاف مواطن فلسطيني في غزة مع ركام بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وكنائسهم ومصانعهم ومراكزهم الثقافية.. أما (صناع النكبة الأكبر) فما زالوا يطمئنون أتباعهم أنهم بخير، وأي خير هذا والمذبحة متواصلة في قطاع غزة المدمر..!!!

 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى