مقالات

5 حزيران 1967.. نكسة؟! 14 حزيران 2007.. نكبة جديدة؟!

الكاتب: د. خالد جميل مسمار/ شعاع نيوز: شهر حزيران الحالي له ذكريات تدمي القلوب.. قلوب العرب.. وخاصة قلوب الفلسطينيين.

ففي حزيران من العام 1967م وفي الخامس منه تحديدا تحطّم الطود الشامخ، أمل العرب والفلسطينيين منهم بالذات، تحطّم جمال عبد الناصر.

وخيّم الحزن والألم على كل فرد منّا وكانت الهزيمة المروّعة التي سمّيت يومها النكسة بعد النكبة التي حلّت بالأمة في العام 1948م.

كم كان قاسيا ذلك عليّ بالذات، فقد عشت النكبة في طفولتي وعشت النكسة في شبابي.

أمّا النكبة الجديدة التي حلّت بالشعب الفلسطيني فكانت بيد أبناء جلدتنا في الـ 14 من حزيران من العام 2007م وعندما اقترفت “حماس” أفظع جريمة بحق أهلنا عندما قامت بانقلاب دمويّ مسلّح.. قتلت وسحلت بالشوارع من كانت تعبّئ أنصارها وأفرادها وعناصرها المسلحة بأنهم جيش “لحد”، وأنهم خونة وعلمانيون ويدخل من يقتلهم الجنّة!!

55 عاما مرّت على النكسة في العام 1967م.

و15 عاما مرّت على النكبة الثانية في العام 2007م.

عالجنا، كشعب فلسطيني، النكسة بتجديد انطلاقتنا الثورية.. انطلاقة حركة “فتح “التي فجّرت الثورة الفلسطينية في 1/1/1965م ضد العدو الصهيوني الغاصب، وقدمنا الشهداء والجرحى والأسرى بالآلاف على مذبح الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

تمّ حصارنا وقتالنا من الأعداء والإخوة أيضا.. لكنّنا ما وهن العظم منّا وما استسلمنا وما زلنا على الدرب رغم الانحناءات المؤقتة ورغم مرور 55 عاما على النكسة.. والدرب طويل.. ونحن في صراع مستمر مع المحتل الصهيوني حتى نحقق الهدف الذي انطلقنا من أجله مهما طال الزمن. وكما كان يقول رمزنا الراحل أبو عمار: “نحن وإياكم والزمن طويل”.

ولكن في 14 حزيران من العام 2007م كانت النكبة الثانية والتي مضى عليها اليوم 15 عاما من قبل من نعتبرهم إخوة وأهلا، ولكن بسبب التعبئة الحاقدة عاملوا من أطلقوا عليهم “القادمون الجدد” كأعداء يحقّ لهم قتلهم بل والتمثيل بجثثهم وبتر أرجلهم وأيديهم وتحطيم رؤوسهم في مشهد تقشعر له الأبدان تعلّمت منهم ومارسته بكل بشاعة “داعش”!

كانت حجّتهم في انقلابهم الدموي الأسود ممارسات الدحلان!! لكنهم لم يكتفوا بذلك فتطاولوا على الشرطة وعلى الأمن الوطني.. وها هم اليوم أصبحوا والدحلان في مركب واحد وخط واحد!

لم يكن في وعينا وأخلاقنا أن نرفع السلاح في وجه أيّ فلسطيني مهما كان اتجاهه ولكنهم فعلوها وشهروا أسلحتهم وحقدهم الأسود ضد من هو ليس في اتجاههم وخطّهم، وسقط مئات الشهداء على أيدي “مجاهديهم المتوضئة!”. وداسوا العلم الفلسطيني بأقدامهم الهمجية وكأنهم تجاهلوا ما يقوم به العدو الصهيوني ضد من يرفع العلم الفلسطيني.. متساوقين في ذلك مع هذا العدو الغاصب.

ورغم كلِّ ذلك.. وكلِّ ما اقترفت أيديهم بحق شعبنا.. شعبهم، فما زلنا نعمل ونجهد لنعيدهم إلى صوابهم وإلى شعبهم كي نقف موحدين في مواجهة العدو الغاصب الذي قتل منهم أخيارهم الذين كانوا يدعون إلى الوحدة الوطنية، وأبقى على دعاة الفرقة والاقتتال، فهل يعي شبابهم إلى أين تقودهم قيادتهم الحالية؟!!

يدنا ما زالت ممدودة، ولكن أنهوا انقلابكم الذي أدّى إلى الانقسام حتى تعود المياه إلى مجاريها ونكون موحّدين ومتراصّين في مواجهة القادم الصعب والخطير.

ألا هل بلّغت!

اللّهم فاشهد!

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى