مقالات

الجار الله يجور على فلسطين

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – تأخر بعض الوقت هجوم الإعلامي الكويتي المعروف “احمد عبد العزيز الجار الله الحميد على القضية الفلسطينية، التي عاداها تاريخيا، ولم يكل من معاداة قضية العرب المركزية، والهجوم على الثورة المعاصرة وقيادة منظمة التحرير في مختلف المراحل، ولم يعاد القضية الفلسطينية فقط، انما عادى وحارب من منبر صحيفة “السياسة” الكويتية حركة التحرر الوطني العربية عموما، وثورة يوليو المصرية بقيادة جمال عبد الناصر، زعيم الامة الخالد، وما زال يغرد خارج سرب الوطنية الكويتية، التي مثلها امراء البلاد وشعبها العربي الكويتي الاصيل، والقومية العربية، وحتى الإسلام الحنيف عندما هاجم الرسول العربي الكريم، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، ما دعا جمعية الصحفيين الكويتيين حينها لإعفاء الجار الله من صفة الرئاسة الفخرية للجمعية، على إثر تلك التغريدة.

وكان الإعلامي الكويتي، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية كتب في 14 آب/ أغسطس 2022 مغردا على موقعه في “تويتر” داعما لإسرائيل والتطبيع المجاني معها، جاء فيه “انا كويتي خليجي، وأطالب بالتطبيع مع إسرائيل، وأنا الكسبان، السلام مع إسرائيل لصالحنا، ونحن المستفيدين.” وبالتالي إبحار احمد الجار الله في عداء الشعب والقضية الفلسطينية، وانحيازه لإسرائيل اللقيطة ومن خلفها الولايات المتحدة ليس جديدا، والشعب الكويتي الشقيق يعرفه جيدا، والعرب جميعا ومن يعمل في حقل الاعلام يعرفونه ايضا. لا سيما وانه صاحب ورئيس تحرير أكثر من منبر اعلامي كويتي.

وآخر سمومه واحقاده على الشعب والقيادة والقضية الفلسطينية عكسها في رسالة وجهها لسمو الأمير محمد بن سلمان حول التطبيع مع إسرائيل بعنوان “اعقلها وتوكل” الاحد الموافق الأول من تشرين اول / أكتوبر الحالي، نشرها في صحيفة “الجريدة الكويتية”، وبدأ رسالته الجائرة: “ان القضية الفلسطينية لم تعد ملفا عربيا بعد توقيع اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، بل أصبحت شأنا إسرائيليا – فلسطينيا، وبالتالي فإن الضرورة تحتم على الجميع الانتباه الى واقعهم، مصالحهم، وليس التمسك بالشعارات، التي هي مجرد اضغاث أحلام.” وهذا ما نادى به تاريخيا قبل أوسلو.


اقرأ\ي أيضاً| الإخوان المُضَلِلُون..!!


وأضاف مشوها ومسيئا لعلاقات الاخوة العربية العربية، وقاذفا سهام الغدر والفتنة بين الاشقاء بالقول: “ان شعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية لم تعد تقبل تقديم مصالح الفلسطينيين على شؤونها. لأنها عانت الامرين من الابتزاز المالي والسياسي، وتأخر التنمية في سبيل شعار “تحرير فلسطين”. وهذا لا يمت للحقيقة بصلة، ولم تطلب يوما القيادة الفلسطينية تقديم مصالح الشعب الفلسطيني على مصالح الاشقاء العرب من المحيط الى الخليج. وتابع حقده الدفين السابق لاوسلو وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، متهما القيادة الفلسطينية بالتخلي عن شعار “تحرير فلسطين”، ولم تعد تقبل (دول الخليج) مبررات ممجوجة عن ضرورة “دولة من البحر الى النهر”، فيما هناك تنسيق أمني وسياسي بين السلطة في رام الله وتل ابيب، بل انهم يطالبون اليوم بقدس غير المدينة القديمة التاريخية.” وهذا إفتراء وتشويه للحقائق، وتضليل الرأي العام العربي في الكويت ودول مجلس التعاون وحتى في أوساط العرب عموما، فالقدس كانت وستبقى درة التاج، وعاصمة دولة فلسطين الأبدية بمقدساتها وبمساحتها وبكل مليمتر منها، وفوق وتحت الأرض مهما كانت التضحيات.

وهنا بودي ان اسأل الإعلامي الذي لا يمت بصلة لاسمه، الا من زاوية الجور، وليس الجار لا لله، ولا لرسله ولا لعباده من المؤمنين والوطنيين والقوميين. من الذي دفع الفلسطينيين الى كل متاهة مدريد واوسلو وواي ريفر وغيرها؟ وهو بمكانته الإعلامية، وبعلاقاته المتشعبة يعلم حقيقة ما جرى، والضغوط التي فرضت على قيادة منظمة التحرير. لكنه أصر على لي عنق الحقيقة، وكي الوعي الوطني والقومي دون ان يرف له جفن.

وللإيغال اكثر في نفث سمومه تابع “نعم، كشعوب لسنا معنيين بما يحدث في غزة والضفة الغربية. لانه أصبح مصدر استثمار سياسي لمن يدفع أكثر، ولعبة إيرانية – إسرائيلية بأيد فلسطينية. لهذا يقبل قادة غزة أيدي المرشد الإيراني. لانه اصبح ولي نعمتهم (هؤلاء هم من مدرستك، ولا يمثلون الشرعية الوطنية، وجاؤوا بقرار من إسرائيل وايران والغرب ليضاعفوا نكبة الشعب الفلسطيني، ويعطلوا المشروع الوطني التحرري) ويزعم جار الله ان الفلسطينيين يستغلون المساعدات المقدمة من دول الخليج لبناء القصور، وامتلاكها في موناكو، وغيرها من المدن الأوروبية، ان الأساس لاصحاب القصور ان كان هناك أصحاب قصور فعلا في موناكو وغيرها من المدن الاوروبية لم يكن من أموال المساعدات، وانما من جهدهم وعرقهم وكفاءاتهم وابداعاتهم. ولعل ما يشهده الاشقاء الكويتيون من كفاءة المدرسين الفلسطينيين في حقل التعليم، يعكس هذه الحقيقة، ما حدا بهم، ان يتعاقدوا مؤخرا مع مئات الكفاءات الفلسطينية، وليس من باب المجاملة، او المداهنة لاشقائهم الفلسطينيين، وانما للارتقاء بمكانة الطالب الكويتي.

ويتابع الإعلامي الكويتي يجور على اشقائه متهما إياهم، بانهم “تخلوا (عن ارض الوطن) حين نزحوا الى الشتات، وناموا عقودا على الوعود (من هم أصحاب الوعود؟ ومن سلم ارض وطنهم للصهاينة اليهود؟ وهل نزح الفلسطينيون بخاطرهم، وبرغبتهم، ام نزحوا مرغمين؟) واليوم بات عمر الوعد 75 عاما، وولدت اجيال في الشتات لا تعرف فلسطين إلا بالشعارات والاغاني.” لانك تجهل أهمية الشعارات والاغاني تهرف بما لا تعرف، فهي حملت الوعي في أوساط الأجيال الجديدة، إضافة للتربية الوطنية والاسرية. وللكفاح المسلح البطولي، الذي لم يتوقف يوما قبل وبعد النكبة في عام 1948، من خلال المجموعات الصغيرة، ومن خلال الاشقاء العرب، وخاصة نظام رمز العروبة الخالد عبد الناصر، وخاصة مجموعات الشهيد المصري العربي البطل مصطفى حافظ، والشهيد البطل احمد عبد العزيز والاف الشهداء من الاشقاء وأبناء الشعب الفلسطيني، الى ان انطلقت شرارة الثورة الفلسطينية المعاصرة مطلع 1965، وقاتلت وقدمت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وارتكبت ضد الثورة مؤامرات شتى، ومع ذلك لم تتخل عن اهداف وثوابت الشعب الوطنية، وحتى اللحظة الراهنة والى ان تنتصر راية الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.

باختصار شديد وردا على اتهام الرئيس الرمز عرفات بما لم يفعله، اود التأكيد ان الزعيم الفلسطيني الراحل أبو عمار، وسيد الشهداء لم يبع الكويت، ولم يتواطأ ضد شعبه، ولا ضد امرائه، وانما تدخل من موقع المسؤولية الوطنية والقومية لايجاد بارقة امل للحل السياسي بعد اجتياح العراق للكويت، لإنقاذ مصالح الشعبين الشقيقين. والشعب الكويتي الشقيق كان وما زال أسوة بشعوب الامة، من الشعوب التي يفخر ويعتز بها أبناء الشعب الفلسطيني، ويحرصون على تعميق الشراكة معهم.

اما عن رسالتك لسمو الأمير محمد بن سلمان، ودعوتك له، بأن “يطبع ويتوكل” مع دولة اسرائيل الفاشية، دون الالتفات للشعب العربي الفلسطيني ومصالحه، فهذا معيب في حقك أولا، ولكن من لا يعرف العيب امثالك، لا يخجلون من ارتكاب الموبقات. لأنك اسأت لولي العهد السعودي، صاحب الرؤية الوطنية والقومية، والذي يعي جيدا دوره ودور بلاده المركزي، ويحمل ارث جده ووالده واعمامه الوطني والقومي والإسلامي والإنساني تجاه قضية العرب المركزية، وهو يعي ويدرك جيدا ان القيادة الفلسطينية الشرعية، هي صاحبة القرار الوطني المستقل، وهي بالمحصلة من يقرر فيما يتعلق باهداف وثوابت الشعب العربي الفلسطيني، ولكن السعودية بدورها وثقلها السياسي والاقتصادي والأمني، كما كانت تاريخيا مع فلسطين وتحقيق أهداف شعبها، فإنها لن تخذل الشعب الفلسطيني وستدافع عنه حتى نيل استقلال دولته والقدس الشرقية عاصمتها الابدية. لانه يدرك أيضا ان إسرائيل المارقة المنقلبة على كل الاتفاقات، لا تقبل القسمة على السلام، حتى لو وقعت اتفاقات مع كل الدول. والجميع يعلم أن فلسطين وشعبها وقيادتها هي بوابة السلام والحرب. هل تدرك ذلك أيها الجائر؟

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى