مقالات

صك الانتداب في ذكراه 101

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – تحل غدا الإثنين الموافق 24 تموز/ يوليو الحالي الذكرى الـ101 لإصدار صك الانتداب من عصبة الأمم في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو 1922، الذي وقفت خلفه كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، رغم أن أميركا الشمالية لم تكن عضوا في العصبة. لكن نفوذها العالمي المتنامي آنذاك سمح لها بالتعاون مع الإمبراطورية البريطانية وباقي دول الغرب الرأسمالي في إسباغ الصبغة الأممية على وعد بلفور المشؤوم، الذي أصدره وزير الخارجية البريطانية جيمس آرثر بلفور في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 1917، وتكريسا لما حملته اتفاقية سايكس بيكو 1916 لتمزيق وحدة الشعب العربي، وتجسيدا لمقررات مؤتمر كامبل نبرمان 1905/ 1907.

هذا الصك المشؤوم، الذي ورثته هيئة الأمم المتحدة، التي قادت واشنطن عملية تأسيسها في أعقاب الحرب العالمية الثانية في أيلول/ سبتمبر 1945، وفرضته على المنظومة الجديدة وبموافقة الدول المؤسسة للمنظمة الدولية آنذاك، وتجلى في قرار التقسيم الدولي 181 الصادر في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر1947، وتبلور في إقامة إسرائيل على أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني في أيار/ مايو 1948، ما كان له أن يكون، أو يمرر في الهيئات الدولية السابقة والحالية لولا بلطجة وهيمنة الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الرأسمالية الأنجلوساكسونية والفرانكوفونية وحتى الدول الأوراسية للأسف الشديد، والأخيرة تورطت نتيجة العمى الفكري السياسي، والغباء، فضلا عن أن جميع الدول الأوروبية الغربية والشرقية بقيادة واشنطن شاءت التخلص من المسألة اليهودية أولا، واستثمار اليهود المنبوذين في بلدانهم في لعب دور الأداة الشيطانية لتنفيذ مآرب أباطرة رأس المال العالمي عموما، والعائلات اليهودية الصهيونية خصوصا في تمزيق وتقسيم الوطن العربي الكبير، وتفتيت وحدة العرب، وتصفية حسابات التاريخ القديم، أي الحروب الصليبية مع العرب والمسلمين عموما، ومنع نهوض المشروع القومي العربي، ولهذا الغرض لم يكتفوا بإنشاء إسرائيل في فلسطين العربية، وإنما خلقوا أدواتهم من أمراء وسلاطين وحكام ذلك الزمن البغيض، الذين لعبوا دورا لا يقل خطورة عن الصهيونية ودولتها الخارجة على القانون.

مع حلول هذه الذكرى المريرة واللعينة يتحتم علينا بالتعاون مع الأشقاء العرب وكل الدول الصديقة والمناصرة للقضية الفلسطينية تحشيد الجهود، وتجييش حملة أممية في أوساط أنصار السلام والعدالة السياسية والقانونية والاجتماعية لتحقيق مجموعة اهداف ذات صلة بالصك، أولا إصدار قرار أممي من الجمعية العامة بإلغاء صك الانتداب، ودفنه مرة والى الأبد؛ ثانيا اعتذار هيئة الأمم المتحدة عن خطيئتها التاريخية بتبنيها المصادقة على الصك المشؤوم، لأنه لا أساس قانوني او أخلاقي أو قيمي يسمح بتمريره؛ ثالثا اعتذار كل من واشنطن ولندن عن جريمتهما في تمرير الصك؛ رابعا تعويض الشعب الفلسطيني عن النكبات والويلات التي لحقت به جراء المصادقة عليه؛ خامسا أحد أشكال التعويض الاعتراف الفوري والمباشر بالدولة الفلسطينية، ورفع مكانتها في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية فيها؛ سادسا تأمين الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني من بطش وجرائم حرب الفاشية الإسرائيلية؛ سابعا الزام إسرائيل باستحقاقات السلام الممكن والمقبول على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعقد مؤتمر دولي وفق أجندة زمنية محددة لإزالة كل ملمح من ملامح الاستيطان الاستعماري في أراضي الدولة الفلسطينية برا وبحرا وجوا وعلى الحدود، وخلق الشروط المؤاتية والمناسبة لتمكين الدولة الوليدة من تحقيق سيادتها على أراضيها كاملة غير منقوصة. وتمهيدا لذلك تعيد واشنطن فتح قنصليتها في القدس العاصمة الفلسطينية، وتعيد فتح الممثلية الفلسطينية في واشطن، وإزالة منظمة التحرير من قوائم الإرهاب فورا، وإسقاط كل القوانين الصادرة من المجلسين (الكونغرس والشيوخ) المعادية للشعب الفلسطيني، وغيرها من الاستحقاقات ذات الصلة بالشأن الفلسطيني.

لا يجوز أن تمر ذكرى إصدار صك الانتداب المشؤوم دون فضح وتعرية الولايات المتحدة وبريطانيا وكل من ساهم في تمريره، وطرح رؤى ومشاريع قرارات لمواجهة الصك والوعد ومخرجات كامبل نبرمان وسايكس بيكو وسان ريمو وغيرها من المؤتمرات التي استهدفت مصالح وحقوق العرب جميعا والشعب الفلسطيني خصوصا.


اقرأ|ي أيضاً| ظلم أميركي مفضوح

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى