مقالات

إسرائيل تتراجع في مؤشر الأداء الحكومي

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – لم تعد إسرائيل تلك الدولة التي يعتبرها الغرب واحة الديمقراطية والازدهار في الشرق الأوسط، إنها تنزلق بالتدريج نحو الهاوية، لا سيما بعد تولي الصهيونية الدينية زمام الحكم العام الماضي، حيث بدا للجميع كم هذه الدولة عنصرية ودموية. ليس هذا فقط، وإنما كشفت بيانات البنك الدولي للحوكمة التي صدرت مؤخرا، أن مؤشرات الحوكمة في إسرائيل بدأت بالتراجع بين عام 2016 وعام 2021. فقد أشار التقرير إلى أن مؤشر الشفافية والمساءلة في إسرائيل تراجع من 71.9 نقطة في عام 2016 إلى 67.6 نقطة في عام 2021. كما انخفض مؤشر الاستقرار السياسي وغياب العنف من 19.05 إلى 16.68 نقطة في نفس الفترة. وفي مؤشر الجودة التنظيمية انخفض هذا المؤشر في دولة الاحتلال من 87.5 إلى 85.1 نقطة، أما مؤشر الفساد فقط تراجع بشكل لافت من 84.62 إلى 80.77 نقطة. وقد تراجع أيضا مؤشر سيادة القانون من 83.17 إلى 81.73 نقطة، أما مؤشر فعالية الأداء الحكومي فقد انخفض بشكل طفيف من 87.97 إلى 87.50. وبالنتيجة، فقد تراجعت مجموع متوسطات مؤشرات الأداء الحكومي في إسرائيل للفترة من 2016 إلى عام 2021 بنحو 3 نقاط وهو معدل كبير إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قصر الفترة محل الدراسة والبالغة 4 سنوات .

وإذا ما قارنا مؤشرات الأداء الحكومي في إسرائيل بالدول الغربية مرتفعة الدخل، نجد تباينا ملحوظا، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن مؤشر الشفافية والمساءلة في الدول الغربية وصل إلى 86.96 نقطة مقارنة بإسرائيل التي بلغ فيها معدل المؤشر 67.96 نقطة فقط.

وبنفس السياق، فإن مؤشر الاستقرار السياسي وغياب العنف في الدول الغربية مرتفعة الدخل وصل إلى 73.08 نقطة بينما بلغ 16.68 نقطة فقط في إسرائيل.

أما مؤشر ضبط الفساد فقد استقر في إسرائيل على معدل 80.77 بينما ارتفع في الدول الغربية إلى 85.24 نقطة. وهكذا بالنسبة إلى مؤشر سيادة القانون الذي بلغ في الدول الغربية 87.06 بينما انخفض في إسرائيل تحت حاجز 81 نقطة.. أما مؤشر الفعالية والجودة التنظيمية فما زالت إسرائيل تحافظ على درجة متقاربة مع الدول الغربية. وفي المحصلة، فإن مؤشر الأداء الحكومي في إسرائيل تراجع عن نظيره في الدول الغربية بمتوسط 14 نقطة، وهذا يشير إلى تلك الفجوة الكبيرة بين الديمقراطيات الغربية وبين الديمقراطية المدعاة في الشرق الأوسط!

إن جميع المؤشرات أعلاه تشير بشكل واضح إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتراجع في أدائها الحكومي، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها التحالفات الحزبية الركيكة في الكنيست الإسرائيلي، وضعف البناء الاجتماعي الثقافي داخل المجتمع الإسرائيلي وتفاقم حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبين هذا وهذا، فإن الطبيعة العنصرية الفاشية للحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو وعضوية الصهيونية الدينية تقرر مسار التراجع أو الانهيار الحاد في مؤشرات الأداء الحكومي للعام الجاري 2023، فهذه الحكومة تعطل مبدأ استقلالية القضاء، وتفاقم الأوضاع الأمنية سوءا، ولا تتيح أي فرص للسلام. إنها حتما ستجعل مؤشرات الأداء الحكومي لإسرائيل في عام 2023 تنزلق نحو الإرهاب والفاشية والانقسام والفشل.


اقرأ|ي أيضاً| الإدارة الأمريكية: ممارسات إسرائيل بالضفة ستؤثر على الإعفاء من تأشيرة الدخول

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى