مقالات

(هذا البعض)!

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – سيكون مسؤولا أمام محاكم التاريخ والشعب كل واحد من (هذا البعض) ما لم يفكر بمصائر عائلات الشهداء وذويهم وأبنائهم، وبكيفية تنظيم إرادات الشباب الفلسطينيين العظيمة، وإطلاقها في مسارات العمل الوطني النضالي اللامحدودة، لتعود بنتائج ملموسة لصالح الوطن بمضامين وأشكال مختلفة لصالح الوطن، سيكون متهما ما لم يكف عن البحث عن مكاسب ضيقة على حساب أرواحهم (الشباب) ودمائهم ومعاناتهم من الجراح وفي معتقلات الاحتلال، فالقيادة الحق تعني العقلانية والحكمة والتدبير وحسن الرؤية والتقدير، وصواب القرار، والصبر وقبل كل شيء حرص على ألا تذهب قطرة دم فلسطيني سدى، فهذا نزيف لا علاقة له بمبدأ افتداء الوطن (الأرض والشعب) والتضحية من أجل حريته أو تحريره واستقلاله، فشتان ما بين نزيف يثير شهوة (وحش الاحتلال) ويدفعه للافتراس بلا حدود، وبين مبدأ التضحية التي في مفهومها العام لا تقتصر على تنظيم أو فصيل، أو شريحة أو جزء من الشعب دون غيره، فهذا المبدأ شامل، يطبق وفق منهج وطني، لا يقل شأنه عن الدستور الناظم لفلسفة وعمل ونظام وقوانين الدولة حتى لو كانت تحت الاحتلال كمثل حالتنا الآن، والقيادة تعنى بتأمين الحياة للمواطنين، بالتوازي مع تأمين العدالة في التضحية كل حسب قدراته وفي الاتجاه المرسوم سلفا، فافتداء الوطن والتضحية من أجله عمل وطني جمعي منظم منضبط، قد تبرز في مساراته إبداعات خارقة وهي ما نسميها البطولة، ونعتقد في هذا السياق أن الشعب الفلسطيني لقادر على نظم (قاموس بطولة) لجامعة شعوب العالم، إن تجرد (البعض) الذي نقصده من نزعة الأنا، وبدأوا يفكرون بعقل وطني إنساني.

كلنا نعلم أن منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصرية (إسرائيل) لم تتوقف يوما عن التوغل إلى أبعد الحدود في عملية سفك دماء الشعب الفلسطيني، ورغم أننا لا نوافق على القول بأن المنظومة ترفع وتيرة عدوانها على شعبنا كلما زاد ضغط أزماتها الداخلية على حكوماتها، إلا أننا في الحالتين وجب علينا تقدير الواقع المحلي والعربي والدولي وقراءة التحالفات والتباينات، والمواقف المستنبطة من المبادئ، وتمييزها عن تلك المتغيرة والمتحركة على عجلات المصالح المتبدلة، ووجب علينا أخذ ما نقوله على محمل الجد، وتحديدا فيما يخص الطرح المكرر في بياناتنا ومواقفنا حول انعدام إرادة المجتمع الدولي لوضع منظومة الجريمة ودولة الإرهاب (إسرائيل) في دائرة المحاسبة القانونية، وكذلك قدرة المنظومة على المناورة والإفلات من العقاب، بالاتكاء على سلاح الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي، ونفوذ الإدارة الأميركية في منظمات أممية، حيث يتم تفريغ الشرائع والقوانين والقرارات الدولية من مضمونها وتبقى مجرد حبر على ورق ما دام الأمر يتعلق بجرائم موظفها المستخدم الإرهابي (إسرائيل)، ووجب علينا كذلك العمل بلا كلل على تغيير منظور (هذا البعض) الفلسطيني العامل –بكل أسف-، وتوظيف ارتفاع مؤشر الدم الفلسطيني المسفوك، ودمار مقدراته لتحقيق مكاسب فئوية حزبية، حتى وإن ادعى أنها في سياق انتزاع الحق الفلسطيني، فملخص الواقع حتى هذه اللحظة أن دولة الإرهاب، منظومة الاحتلال الصهيوني الاستعماري العنصري بجرائم الحرب، وكذلك ضد الإنسانية التي ترتكبها باتت بمثابة عمل وظيفي يومي لجيشها ومستوطنيها المجرمين، نتيجتها عندنا شهداء وجرحى وأسرى ودمار وحصار ورشقات من بيانات صحفية وإعلامية ألفاظها حارقة خارقة وبعضها دخانية تعمي الأبصار!!! فنحن نصبح على جريمة حرب ونمسي على أخرى، وبعد تقديم التعازي لذوي الشهداء ومواساة الجرحى، وبعد التقاط صور تشييع الشهداء وبث ونشر صور أمهاتهم الصابرات المؤمنات، (فهذا البعض) لا يعي أن الشعب الفلسطيني ينزف الشباب الشجعان الملتزمين بغزارة. وليس لديه إجابة على سؤال بشقين، الأول: (ماذا حدث ؟!) والآخر (ماذا بعد ؟!) لأنهم لا يملكون جوابا، ولا رؤية، ولا خطة، ولا يتقيدون ببرنامج عمل إستراتيجي نضالي كفاحي وطني، فهذا (البعض) يستثمر حماس وشجاعة الشباب الفلسطيني، لتحقيق مكاسب خاصة فئوية ضيقة –في غير اتجاه المصالح الوطنية العليا-. فيما جيش منظومة الاحتلال العنصرية يرتكب جرائمه بدافع كسر إرادة هذا الجيل الفلسطيني وإخضاعه، لذا علينا حماية هذا الجيل وتأهيله بكل مقومات وشروط الصمود ومهارات النضال، حتى يورثها لأجيال قادمة ، فمعركتنا مع المشروع الصهيوني طويلة.


اقرأ\ي أيضاً| نتنياهو التهديد الأمني الأكبر

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى